حققت الفنانة اللبنانية نتاشا شوفاني، نجاحات كبيرة خلال الفترة الأخيرة، فهي تعيش حالة من النشاط الفني، إذ لاقى دورها في الموسم الأول من مسلسل “دكة العبيد”، والذي انتهى عرضه قبل شهر رمضان الكريم، استحسان النقاد والجمهور ممن أشادوا بأدائها.
وها هي تخوض المنافسة الرمضانية الحالية، بمسلسلها “سفر برلك”، والذي حقق أصداءً إيجابية منذ عرض حلقاته الأولى، كما تصدر “تريند” منصات التواصل الاجتماعي بأحداثه المشوّقة.
“سكاي نيوز عربية” التقت نتاشا شوفاني، في حديث خاص كشفت خلاله تفاصيل عدّه حول مشاركتها في أعمال تاريخية هامة، مثل “سفر برلك” و”دكة العبيد”، كما تحدثت عن مشاريعها المقبلة وأمور أخرى.
بصمات إبداعية أخيرة
أعربت نتاشا عن سعادتها بالمشاركة هذا العام، في ماراثون رمضان، بمسلسل “سفر برلك”، وقالت: “فخورة بمشاركتي في مثل هذا العمل التاريخي الهام، وزادت سعادتي عندما علمت بعرضه في شهر رمضان”.
وأضافت: “تحمست للعمل لأنّه مشروع رائد يعكس فترة زمنيّة مهمّة من التاريخ، كما أنه يعد آخر بصمات المخرج السوري الراحل حاتم علي، والذي وافته المنية قبل عشرة أيام من بدء تصويره، ولكنه سيبقى بمثابة شهادة إبداع له.
وتابعت: “كما أن الدور الذي أجسده كان عاملاً أساسياً في قبول العمل على الفور؛ إذ أقدم شخصيّة تتمتع بالقوة والذكاء تدعى “هنا”، وهي ابنة بيك، هذه النوعية من الأدوار تجذبني ولديها تقديراً خاصاً بداخلي، فهي متعلّمة، تقضي معظم وقتها في المكتبة وهي شخصيّة قويّة وذكيّة وتضع كلّ حدث يدور حولها موضع تساؤل حتّى نوايا والدها.
ألم تعقبه قوّة
وانتقلت الفنانة اللبنانية بالحديث، إلى شخصيتها في مسلسل “دكة العبيد”، وقالت إنّ ما دفعها لتقديم شخصية “توجان”، هو التطور التدريجي التصاعدي لانفعالاتها، حيث تبدأ في الموسم الأول بشخصية بريئة تثق بسهولة، ولكن تتلقى ضربات أليمة في حياتها، ولا تفصح عن تأثرها بها، ثم كان خطف أختها الصغرى في الحلقة الأخيرة من الموسم الأول، بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، لتتحول شخصيتها بالكامل في الموسم الثاني، الذي سيتم عرضه الفترة المقبلة.
تحضيرات وبحث
وكشفت عن تفاصيل التحضير لمثل هذه الشخصية المركبة، وقالت إنها حضرت لها من خلال بعض القراءات عن حياة فتاة قرويّة تعيش في جبال القوقاز في أوائل القرن العشرين، وذلك لأنها أرادت أن تظهر “توجان” بشخصية بريئة تفتقر للمعلومات عن هذا العالم وأن تكون ساذجة وتثق بسهولة؛ بسبب معيشتها في الغابة وثقتها بالطبيعة، إلى أن تتعرض لصدمات تجعلها شخص آخر مليء بالقوة والمقاومة.
تحدي التمثيل بالإنجليزية
وأكدت أن التحدث باللغة الإنجليزية خلال المسلسل، لم يكن صعباً؛ بل هو أمر طبيعيّ بالنسبة إليها؛ لأنها سبق وقدمت أعمالاً فنية بهذه اللغة من قبل.
وأردفت: لم تكن المرّة الأولى التي أمثّل فيها باللغة الإنجليزية، ولكن كان هناك تحدِ واجهناه في “دكة العبيد”، وهو توحيد اللهجة؛ لأنّه على الخط القوقازيّ أتى عدد كبير من الممثلين من بلاد عديدة مختلفة، لذلك كان علينا أن نوحّدها باللغة الإنجليزية.
قسوة العبودية
وذكرت نتاشا شوفاني أنها كانت متحمسة في المسلسل لفكرة إتاحة الفرصة لمشاركة الممثلين العالميين من الشرق إلى الغرب، في الوسط الفني، “وأن يصلوا إلى مكاننا في هذا العالم وأن يأخذوا أدواراً في برامجنا”.
وأضافت: يعد “دكة العبيد” مشروعا ضخما، إذ انضمّ 220 ممثّلاً و17 ألف ممثّلاً إضافياً من 10 جنسيّات مختلفة أخري، وقصة العمل وموضوعه جعل الجميع يشعر بالشغف وتشاركنا المشاعر ذاتها تجاه قسوة العبودية.
مشقة جسدية وأماكن متجمدة
واختتمت نتاشا شوفاني حديثها بالكشف عن المشاهد الصعبة التي واجهتها خلال هذا المشروع الضخم، قائلة: “أوجه تحية شكر وتقدير إلى طاقم العمل لأنهم تحملوا التصوير وسط الظروف الصعبة، كما قمت بتجسيد بعض المشاهد العاطفية الصّعبة في الموسم الأوّل من المسلسل وفي الموسم الثاني القادم، شعرت بسببها بمشقّة جسدية؛ حيث تنقلنا من أماكن متجمّدة ورطبة إلى أماكن حارّة، ورغم كل هذه المتاعب والصعوبات، فأنا فخورة بكوني جزءاً من هذا العمل.