وجه مشرعون أميركيون رسالة إلى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لمطالبته بالإفراج عن السجناء السياسيين المحتجزين بسبب تغريدات على تويتر، وفقا لما ذكرته صحيفة “ذا هيل”، الاثنين.
وبعث المشرعون في مجلس النواب الأميركي بالرسالة، الاثنين، “يطالبون فيها الأمير بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين المحتجزين في بلاده الذين احتجزوا بعد تغريدات على تويتر، وبعد أيام من إطلاق الرياض سراح امرأة اعتقلت سابقا لنشرها تغريدات تنتقد القيادة”.
وانتقدت الرسالة – التي تمت مشاركتها لأول مرة مع ذا هيل – بن سلمان لانتهاكه حقوق المواطنين السعوديين واتهمته بتقويض “الحرية السياسية العالمية”. ووصف المشرعون اعتقالاته بأنها “محاكمات بربرية”.
وقال المشرعون في الرسالة “عندما وصلت إلى السلطة في البداية، تحدثت عن جعل السعودية أكثر انفتاحا وتسامحا. لقد وعدت بإصلاح القوانين والسياسات القاسية التي تمنع تقدم البلاد. وكانت لدينا آمال كبيرة في أنك كنت جادا. وبدلا من ذلك، لم يقتصر الأمر على قيامك بالمزيد من الدوس على حقوق مواطنيك في حرية الفكر وحرية التعبير، ولكنك قوضت الحريات الأساسية التي تسعى الدول الديمقراطية ذات السيادة إلى حمايتها لمواطنينا. هذه الاعتداءات تقوض الحرية السياسية العالمية”.
وأضافوا “ندين محاكماتكم الهمجية وندعوكم على الفور للأمر بالإفراج عن كل شخص احتجز وسجن بسبب تغريدات”.
وتواصلت الصحيفة مع مكتب ولي العهد للتعليق ولكنها لم تحصل على رد.
وتأتي الرسالة بعد أسبوع من الإفراج عن المواطن السعودي – الأميركي، سعد إبراهيم الماضي، بعد سجنه في السعودية لأكثر من عام بسبب تغريدات انتقدت ولي العهد.
وأفرجت السلطات السعودية عن الماضي من السجن، لكنه لا يزال ممنوعا من السفر، على حد قول نجله.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تتحرك فيه الرياض لتخفيف التوتر مع واشنطن، وفقا لرويترز.
وقضت محكمة جنائية على سعد إبراهيم الماضي (72 عاما)، بالسجن 16 عاما في العام المنصرم، قبل أن ترفع محكمة الاستئناف عقوبته إلى 19 عاما الشهر الماضي.
وقال إبراهيم، نجل الماضي، لرويترز إن والده موجود في منزله مع أسرته بالرياض.
وأضاف: “جميع التهم أٌسقطت، لكن علينا الآن مكافحة حظر السفر”.
ولم ترد الحكومة السعودية على طلب للتعليق من رويترز.
وأُلقي القبض على الماضي، وهو مواطن أميركي سعودي كان يعيش بعد تقاعده في فلوريدا، عقب وصوله إلى الرياض في نوفمبر من العام 2021 بسبب تهم عدة، منها تمويل الإرهاب والعمل على زعزعة استقرار المملكة.
وكانت قضية ماضي، إلى جانب قضايا المواطنين الأميركيين الآخرين الذين ما زالوا يخضعون لحظر السفر في السعودية، قد زادت من توتر العلاقة بين الحليفين التقليديين.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنه أثار تلك القضايا خلال اجتماعات مع العاهل السعودي، الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان عندما زار المملكة في يوليو.
وقال المشرعون لمحمد بن سلمان إنهم “شعروا بالارتياح عندما علموا أن الماضي قد تم إطلاق سراحه من هذا الكابوس (…) وننتظر لنرى ما إذا كانت حكومتكم سترفع حظر السفر للسماح له بالعودة إلى منزله في الولايات المتحدة”.
ونقلت الرسالة عن منظمة العفو الدولية قولها إن 15 شخصا حكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين 10 و45 عاما في السعودية عام 2022 بسبب “التعبير السلمي (…) عبر الإنترنت”.
واعتبارا من فبراير 2023، سجلت المنظمة حالات لـ 67 شخصا حوكموا لممارستهم حريتهم في التعبير والتجمع.