تساءل الخبير الأمريكي في شؤون الخليج ديفيد أوتاواي إن كان بإمكان السعودية وإيران حلحلة الملف الأزمة اليمنية بما يتيح لهما تحقيق “انفراج حقيقي” أو على الأقل “سلام بارد” بين البلدين جاء ذلك في تحليل نشره مركز ويلسون للأبحاث في واشنطن وترجمه الخليج الجديد
وبوساطة صينية، وقّعت السعودية (ذات أغلبية سنُية) وإيران (ذات أغلبية شيعية) في 10 مارس/ آذار الجاري اتفاقا لاستئاف علاقتهما الدبلوماسية خلال شهرين ما ينهي قطيعة 7 سنوات، منذ أن اقتحم محتجون سفارة المملكة بطهران، بعد أن أعدمت الرياض رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر مع مدانين آخرين، بينهم سنُة، بتهم منها الإرهاب.
أوتاواي استدرك: “لكن الاختبار الرئيسي لعلاقاتهما الجديدة سيكون اليمن، حيث تورطت القوتان في حرب دموية بالوكالة لمدة 8 سنوات”.
ويعاني اليمن من حرب مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.
مشاركة الجوار
واعتبر أوتاواي أن “الخصمين على الصدارة في الخليج (السعودية وإيران) لا يزالان بعيدين عن مشاركة الجوار، وسيكون اليمن هو الاختبار الأول لهما”.
وأضاف أن السؤال الآن هو: ما هي فرصة استعادة العلاقات وإيجاد طريقة فعالة لمشاركة الجوار وإقامة نوع من السلام البارد؟
وتابع: “لطالما أصر القادة السعوديون على أن الأمر متروك لإيران لاتخاذ الخطوة الأولى من خلال إظهار بعض علامات التراجع في مساعيها الحثيثة لتأسيس دور سياسي رئيسي في الدول العربية”.
وعادة ما تنفي طهران صحة اتهامات لها بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، وتقول إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.
طريق مسدود
و”المؤشر الرئيسي بالنسبة لهم (السعوديين) هو اليمن، الجار الجنوبي للمملكة حيث لطالما كانت القوة الأجنبية المهيمنة، ثم سيطر المتمردون الحوثيون على صنعاء، وسرعان ما جاءت إيران لدعمهم عسكريا وسياسيا”، بحسب أوتاواي.
وأردف: “رد السعوديون بغزو في مارس (آذار 2015) وسلحوا قبائل يمنية معارضة للحوثيين، وأنشأوا حكومة يمنية منافسة مقرها في الجنوب اكتسبت اعترافا دوليا، على الرغم من أن حكمها كان محل نزاع متزايد من قبل الانفصاليين (المجلس الانتقالي الجنوبي)”.
وحاليا، بحسب أوتاواي، “وصل القتال بين الفصائل اليمنية الموالية للسعودية والموالية لإيران إلى طريق مسدود، وتفاوض وسطاء الأمم المتحدة العام الماضي على وقف لإطلاق النار، ورغم انتهاكه بشكل دوري، إلا أنه لا يزال قائما إلى حد كبير”.
وأضاف أن “اليمن نفسه في حالة خراب ويعاني إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم وفقا للأمم المتحدة”.
شروط السلام
أوتاواي اعتبر أن التوصل إلى انفراج حقيقي أو على الأقل “سلام بارد”، “قد يتطلب من السعودية الاعتراف بحكومة الحوثيين في صنعاء وسيطرتها على شمالي اليمن، حيث يعيش معظم سكان البلاد البالغ عددهم 33 مليون نسمة”.
وتابع: “من ناحية أخرى، من المفترض أن تنهي إيران إمدادات الأسلحة للحوثيين، وهي تشمل الصواريخ والطائرات المسيرة التي هاجم بها الحوثيون أهدافا استراتيجية داخل المملكة، بينها منشآت نفط وغاز، لكن ليس واضحا ما إذا كانت إيران مستعدة لوقف تسليح الحوثيين”.
وأضاف أن “الحوثيين يحاولون بسط سيطرتهم على اليمن لتشمل حقول النفط وخطوط الأنابيب في وسط وجنوبي البلاد”.
واعتبر أنه “يكاد يكون من المؤكد أن حملة جديدة (من جانب الحوثيين) من شأنها أن تبدد أي آمال في انفراج في نهاية المطاف بين إيران والسعودية، وكذلك محاولة الصين الدبلوماسية لتصبح لاعبا قويا في الخليج”.
متابعات