روسيا وأوكرانيا: كيف تؤثر صفقة الحبوب على أسواق الغذاء العالمية؟
تطالب روسيا الدول الغربية بتخفيف عقوباتها مقابل تجديد اتفاق يسمح لأوكرانيا بتصدير حبوبها.
فعلى الرغم من الصراع المستمر، مكن الاتفاق أوكرانيا من نقل ملايين الأطنان من الغذاء عبر البحر الأسود.
لماذا كانت صفقة الحبوب ضرورية؟
تعد أوكرانيا مُصدرًا عالميًا رئيسيًا لزهور دوار الشمس والذرة والقمح والشعير.
وعندما غزتها روسيا في فبراير/شباط 2022، أغلقت سفن موسكو موانئ أوكرانيا، وحاصرت نحو 20 مليون طن من الحبوب، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وقد تسبب ذلك في تهديد الإمدادات الغذائية، لاسيما في دول الشرق الأوسط وإفريقيا التي تعتمد بشكل كبير على الحبوب الأوكرانية. وتقول الأمم المتحدة إن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت في هذه المناطق بمعدل 30 في المئة.
هل سيجري تمديد صفقة الحبوب؟
من المفترض أن يجري تمديد الصفقة لمدة 120 يومًا في كل مرة، ومن المقرر أن يكون التجديد التالي في 18 مارس/آذار. ومع ذلك، تعرض روسيا تمديدها لمدة 60 يومًا فقط؛ إذ تريد أن يتمكن المنتجون الروس من تصدير المزيد من المواد الغذائية والأسمدة إلى بقية العالم، لكنها تقول إن العقوبات الغربية تعني أنهم لا يستطيعون ذلك.
لا توجد عقوبات غربية محددة على الصادرات الزراعية الروسية، لكن موسكو تقول إن القيود الأخرى المفروضة عليها، تجعل البنوك الدولية وشركات التأمين ومسئولي الشحن تُحجم عن التعامل مع مُصدريها.
تعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، بحصة 19 في المئة من السوق العالمية. وقد زادت صادراتها من القمح خلال العام الماضي، وفقا لشركة سوفكون للاستشارات الزراعية.
كانت موسكو قد انسحبت من صفقة الحبوب في البحر الأسود في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، متهمة كييف بشن هجوم “مكثف” بطائرات مُسيرة انطلقت من السفن الموجودة في ممر الشحن الآمن، مستهدفة أسطولها في شبه جزيرة القرم، لكن روسيا لم تلبث أن عادت للصفقة بعد بضعة أيام.
كيف يعمل ممر الحبوب الآمن؟
في 22 يوليو/تموز من العام الماضي، وقعت روسيا وأوكرانيا مبادرة حبوب البحر الأسود، بدعم من الأمم المتحدة وتركيا، وسمحت لسفن الشحن بالمرور بأمان عبر البحر الأسود من وإلى موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني الذي يعرف أيضا بميناء بيفدينيي.
بدأت أولى شحنات الحبوب في أوائل أغسطس/آب، باستخدام ممر يبلغ طوله 310 ميلا بحريا وعرضه ثلاثة أميال بحرية. ووفقا لمركز التنسيق المشترك التابع للأمم المتحدة، الذي يشرف على المخطط، غادرت أكثر من 800 سفينة موانئ أوكرانيا في الأشهر الثمانية الماضية، حاملة أكثر من 23 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى، وكذلك الأسمدة.
كانت هذه الإمدادات الإضافية عاملاً رئيسياً في خفض أسعار الغذاء العالمية.
بدأت الأسعار في الانخفاض في ربيع عام 2022، إذ توقعت الأسواق توقيع صفقة حبوب، وهي الآن أقل مما كانت عليه قبل الغزو الروسي.
ما كمية الحبوب المُصدرة؟
وفقا لوزارة الزراعة، تراجع تصدير أوكرانيا للمواد غذائية بنسبة 30 في المئة عما كانت تصدّره قبل الغزو الروسي.
ويرجع ذلك جزئيا إلى أن المزارعين ينتجون كميات أقل، بسبب القتال الدائر في مناطق واسعة من البلاد.
ومع ذلك، تقول الحكومة الأوكرانية إن روسيا تؤخر سفن الشحن المتجهة إلى الموانئ لأخذ المنتجات.
بموجب الاتفاق، يحق لروسيا فحص السفن للتأكد من أنها لا تنقل أسلحة إلى أوكرانيا.
إلى أين تتجه صادرات أوكرانيا؟
بحسب أرقام الأمم المتحدة، فإن نحو ربع الصادرات الغذائية الأوكرانية فقط ذهبت إلى أفقر دول العالم:
-
47 في المئة إلى “الدول ذات الدخل المرتفع” التي تشمل إسبانيا وإيطاليا وهولندا
-
26 في المئة إلى “الدول ذات الدخل أعلى من المتوسط ” مثل تركيا والصين
-
27 في المئة إلى “الدول منخفضة ومتوسطة الدخل” مثل مصر والسودان وكينيا