النساء يتظاهرن دفاعا عن حقوقهن المهددة في العالم

مدريد: في يوم المرأة العالمي، تنظم النساء مسيرات في المدن الكبرى في العالم، في تعبئة دوافعها كثيرة من حكم طالبان في أفغانستان إلى القمع الهائل للاحتجاج الذي نتج عن وفاة مهسا أميني في إيران والتشكيك في حق الإجهاض في الولايات المتحدة وانعكاسات الحرب في أوكرانيا على النساء.

وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحية إلى النساء “اللواتي يعملن ويدرّسن وينقذن ويعالجن ويكافحن من أجل أوكرانيا” واللواتي “ضحين بحياتهن” منذ بداية الغزو الروسي قبل عام.

من جهته، احتفى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالنساء اللواتي “يؤدين واجباتهن” خصوصا العسكرية.
وفي الأمم المتحدة، عبّر عدد من المسؤولين في مجلس الأمن الدولي الثلاثاء عن استيائهم لأن“ما زلن أولى ضحايا الحروب وتمثيلهن ضئيل في المفاوضات الدبلوماسية”.

في هذا اليوم، تنظّم الكثير من التجمعات في المدن الكبرى بما فيها مدريد.
في باكستان المحافظة جدا والتي يسود فيها النظام الذكوري، نزلت النساء إلى الشوارع بالآلاف رغم محاولات السلطات في الكثير من المدن الكبرى عرقلة هذه المسيرات التي كانت مصدر توتر شديد في الماضي.

وقالت رابيل أختار وهي مدرّسة في لاهور “لن نجلس ملتزمات الصمت بعد الآن. إنه يومنا”. وعلى غرار ألفي امرأة أخرى، جاءت أختار للمشاركة في المسيرة رغم الحظر الذي فرضته السلطات التي بررته بخشيتها من حدوث استفزازات من المتظاهرات بتطرّقهن إلى مواضيع تعتبر من المحرمات مثل الطلاق أو التحرش الجنسي.

أما في هونغ كونغ، فقالت جماعة مدافعة عن حقوق المرأة الأربعاء إنها ألغت احتجاجا نادرا أجازته السلطات بعد استدعاء ممثليها مرات عدة من قبل الشرطة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين إن “المساواة بين الجنسين تزداد بعدا”، موضحا أنه “بالوتيرة الحالية، تحدد (هيئة) الأمم المتحدة للمرأة (إمكان تحقيقها) بعد 300 عام من الآن”.

وذكر مثال أفغانستان حيث “النساء والفتيات شطبن من الحياة العامة”.
وأعيد فتح الجامعات في هذا البلد الإثنين بعد العطلة الشتوية الطويلة، لكن الرجال فقط تمكنوا من دخولها لأنه لم يعد يُسمح للنساء بالدراسة منذ عودة طالبان إلى السلطة في آب/أغسطس 2021.

تجمعات محظورة

في خطوة غير مسبوقة عشية الثامن من آذار/مارس، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على وزير التعليم العالي في طالبان ندا محمد نديم بسبب “مسؤوليته عن الانتهاك الواسع لحق المرأة في التعليم”.

واستهدفت هذه العقوبات أفرادا وهيئات مسؤولة عن انتهاكات لحقوق المرأة في إيران وروسيا وجنوب السودان وبورما وسوريا.

وفي أوروبا تنظم مسيرات في دول عدة بينها فرنسا حيث ستجرى تظاهرات للمطالبة بـ”المساواة في العمل والحياة” في حوالي 150 مدينة. وهو عدد أكبر بكثير من السنوات السابقة حسب المنظمين.

وسيجري التحرك خصوصا تحت شعار معارضة إصلاح النظام التقاعدي الذي يعتبر غير عادل للمرأة.

وفي لندن يحتفل متحف “مدام توسو” بإزاحة الستار عن تمثال جديد من الشمع لإيميلين بانكهرست التي أسست في 1903 “الاتحاد الاجتماعي والسياسي للمرأة” للمطالبة بحق المرأة في التصويت.

في كوبا وبسبب عدم قدرتها على التظاهر بحرية، ستتجاوز المنظمات النسائية المستقلة الاحتفالات الرسمية عبر تعبئة في “تظاهرة افتراضية” على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل زيادة الوعي بشأن جرائم قتل النساء خصوصا.

وفي المكسيك وتحت شعاري “لا امرأة تُقتل بعد اليوم” و”ضد عنف الذكور والعمل غير المستقر”، سيتظاهر المحتجون في المدن الرئيسية في هذا البلد الذي سجلت فيه 969 جريمة قتل لنساء في 2022، حسب الأرقام الرسمية.

الحق في الإجهاض في كولومبيا تنظم تجمعات للمطالبة بإجراءات للحد من الزيادة في جرائم قتل النساء التي ارتفع عددها من 182 في 2020 إلى 614 العام الماضي، حسب أرقام النيابة العامة.

أما في الولايات المتحدة فسيقدم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والسيدة الأولى جيل بايدن في واشنطن جائزة المساهمة “في مستقبل مشرق” إلى “11 امرأة استثنائية من كل أنحاء العالم”.

وسيقوم المدافعون عن حقوق النساء من جهتهم، بتعبئة دفاعا عن الحق في الإجهاض الذي أضعفه قرار من المحكمة العليا الأميركية عبر إلغاء حكم صادر في 1973 يضمن هذا الحق.

وفي أوروبا أيضا، أُضعف هذا الحق أخيرا في المجر وبولندا.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى