أشارت الإذاعة الوطنية العامة الأميركية إلى التحول الكبير الذي تشهده السعودية، معتبرة أن سلطتها من أكثر الحكومات محافظة في العالم، فهي تنفذ بعض القوانين الصارمة القائمة على النوع الاجتماعي وتضمن عقوبة إعدام حصلت بشكل موسع.
ولكن في المقابل، لفتت الإذاعة إلى أن المملكة تتحول، فبعد أن كانت تفرض حظرا دام عقودا على دور السينما، تحولت إلى مركز إقليمي للفنون والترفيه.
وفي وقت لاحق من هذا الشهر، ستستضيف السعودية سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 للعام الثالث على التوالي. ولكن هناك أيضا معرض آندي وارهول الذي يجري في مدينة العلا، ومهرجان سينمائي دولي تبدأ نسخته الثالثة في نوفمبر.
إلا أن التقرير أوضح أن بعض النقاد يعتبرون أن هذه السياسة تعود لاعتماد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مظهر الثقافة المفتوحة للتستر على سجل حقوق الإنسان السيئ، والحصول على التأييد السياسي من الشباب في البلاد، رغم أن الفنانين يتحدثون عن تغيير حقيقي على أرض الواقع.
وضمن الإطار، تقول جيد بسيوني، التي تبحث في استخدام عقوبة الإعدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن المستوى غير المسبوق من التغييرات في السعودية له ثمن.
وحسب مراسلة الإذاعة الوطنية العامة الأميركية، فإنه ليس من منطلق حسن النية أن يحرر ولي العهد المجتمع السعودي بهذا الشكل، فما يحصل يزيد من عوائده المالية والسياسية. والمجتمع السعودي الذي يشعر بالملل إذا صرفته عن ذلك، لن يلاحظ أن البلاد أصبحت أكثر قمعية مما كان عليه في أي وقت مضى.
ونشرت منظمة ريبريف تقريرا في وقت سابق من هذا العام مع المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، ووجدوا قفزة بنسبة 82 في المئة في عمليات الإعدام منذ وصول الملك سلمان ونجله ولي العهد إلى السلطة خلال العام 2015.
وعن التحرر في السعودية يورد التقرير أن المخرجة اللبنانية دانيا بدير عرضت مؤخرا فيلمها القصير “ورشة” الذي يتطرق للهوية الجنسية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
وضمن الإطار، سبق أن ذكر تقرير نشر في مجلة ذي إيكونوميست البريطانية أن دول الخليج العربي تمر بتحول شاق بعيدا من الوقود الأحفوري.
ويضيف التقرير الذي نشر بتاريخ 9 فبراير أن التغيير لا يقتصر على اقتصادات هذه الدول، بل الأعراف الاجتماعية المحافظة أيضا، التي تتحول نحو مجتمعات أكثر ليبرالية وانفتاحا إلى حد ما.
وحسب التقرير فإن نجاح دول الخليج في إعادة رسم العقود الاجتماعية في الداخل لا يهم شعوبها فحسب، بل العالم أيضا، بسبب نفوذها في مجال النفط ودورها في العالم الإسلامي.
ويشير تقرير ذي إيكونوميست بدوره إلى “التغييرات المذهلة”، ففي السعودية، النساء اللواتي مُنِعن من قيادة السيارات الآن يزداد عملها في مجال لعمل، ويضيف التقرير أن المطاعم التي كانت ممنوعة من تشغيل الموسيقى، بدأ الحديث الآن عن تخفيف الحظر على الكحول فيها.
سلط تقرير لموقع مترو الضوء على نساء سعوديات رياديات في مجال الموسيقى والأغاني يرسمن مستقبل المجال الموسيقي في البلاد بعد أن كن محظورات في هذا الميدان.
وضمن الإطار، تقول لولوة، واحدة من أنجح مطربي موسيقى البلوز والسول في السعودية، لموقع مترو إنها تريد تمكين النساء الأخريات ليصبحن على طبيعتهن ويفعلن ما يردن القيام به بحرية. وتضيف: “دائما عندما أكون على خشبة المسرح تصلني رسائل شكر من السيدات الشابات، وأحيانا النساء الأكبر سنا. فالآن يمكنني الأداء بحرية على خشبة المسرح”.
وفي حين يذكر الموقع أنه حتى وقت قريب حظرت السعودية بعض الحفلات الموسيقية، إلا أن الأمور تتغير “بسرعة مذهلة”، بعد أن أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن رؤية 2030 خلال العام 2016.