“الوصفة السرية”.. 4 قواعد يتبعها وارن بافيت عند الاستثمار

المستثمر الأميركي الشهير ومؤسس شركة “بيركشاير هاثاواي”، وأحد أبرز وأنجح المستثمرين بالعالم، وارن بافيت، يعرفه نفسه، بأنه مستثمر متخصص في انتقاء الفرص الاستثمارية الجيدة، وليس بمستثمر في الأسهم.

في خطاباته السنوية التي يقوم بها بشكل دوري لحملة أسهم الشركة، فسر وارن بافيت على مدارس سنوات “وصفته السرية” التي يتبعها دوما عند شرائه للأسهم، والتي تتسبب في نجاح استثماراته على الأرجح، قائلا، إنها تتمثل في اختيار الاستثمارات بشركات ذات خصائص اقتصادية جذابة على المدى الطويل، تحت قيادة مديرين جديرين بالثقة.

يعرف هذا النهج باستثمار القيمة، ويعني أن يكون الهدف من عملية الاستثمار هو شراء الأسهم المتوقع أن يتحسن أدائها على المدى الطويل، بدلا من تداول الأسهم بناء على التقلبات في الأسعار على المدى القصير، والذي يعرف باسم الاستثمار النشط.

واختيار الأسهم ذات الجودة العالية للاستثمار على المدى الطويل ليس بالأمر السهل.

وفي هذا الشأن، ذكر تشارلي مونغر، نائب رئيس شركة “بيركشاير هاثاواي”، 4 أسئلة يلتزم بطرحها عند اختيار أحد الأسهم للاستثمار.

وبغض النظر عن قاعدة بافيت الأولى وهي “لا تخسر المال”، تعتمد الوصفة السرية التي يتبعها المستثمر الشهير على 4 أسئلة يتم طرحها قبل اتحاذ قرار الاستثمار في شركة ما.

السؤال الأول – هل تدرك مجال عمل الشركة؟

بصرف النظر عن معرفة كيفية عمل شركة ما، وما تقوم بتقديمه للمستهلكين، يرى بافيت أن اتخاذ قرار الاستثمار بأحد الشركات يجب أن يأتي بعد أن إدراك مكانة الشركة بعد عقد من الزمن.

“إن لم تكن على استعداد لامتلاك السهم لمدة 10 سنوات، فلا تفكر بامتلاكه لمدة 10 دقائق”، أو على هذا النحو، كانت مقولة بافيت الشهيرة.

وبسبب هذا، اشتهرت شركة “بيركشاير هاثاواي” بفقدانها فرصة الاستثمار في كل من “غوغل” و”أمازون” في العقد الأول من القرن الحالي، لأن بافيت لم يكن على علم كامل بأعمال الشركتين ومستقبلهما على المدى الطويل، وبالتالي مدى قدرة أسهم الشركتين على النجاح.

إلا أن الشركة، من جهة أخرى، قد استفادت من الاستثمار بشركات كبرى أخرى مثل “أميركان إكسبريس” و”كوكاكولا”.

السؤال الثاني – هل لهذه الأعمال ميزة تنافسية؟

يرى المستثمر الشهير أن العامل الأكثر أهمية يتمثل دائما في اختيار استثمار تجاري ناجح يتمتع بميزة تنافسية، وهي خطوة يمثلها بافيت بالخندق المحيط بالقلعة الاقتصادية، لتعزيز حمايتها.

فكلما كانت الميزة التنافسية للشركة أكثر أمانا، زادت احتمالية ازدهار الشركة على مدى السنوات القادمة.

ويمكن أن تكون الميزة التنافسية علامة تجارية قوية يرغب الناس دوما في شرائها، مثل “كوكاكولا” أو يمكن أن يكون نموذجا تجاريا فريدا.

السؤال الثالث – هل تتمتع إدارة الشركة بالنزاهة والموهبة؟

يبحث بافيت عند تقييمه لاختيار الشركة للاستثمار عن 3 أشياء في المسؤول عن إدارة الشركة، الذكاء، المبادرة، والنزاهة.

ولكن النزاهة هي العنصر الأهم، فبحسب خطابه في عام 1998، قال بافيت إن وجود شخص بلا نزاهة على رأس الشركة سيؤدي ذلك بالضرورة إلى كونه من “الكسالى والأغبياء”.

وبحسب بافيت، فإن النزاهة تأتي بالثقة، وبالتالي لا يضطر المستثمر إلى قضاء الكثير من الوقت في تدقيق كل قرار تتخذه الشركة.

السؤال الأخير – هل السعر منطقي؟

كمستثمر، يبحث بافيت عن الشركات التي يبدو أن سعر سهمها أقل من قيمته الحقيقية.

وعلى الرغم من عدم وجود مقياس عالمي لقيمة الشركة، تميل الشركات التي تمتلك فرصة للنمو في المستقبل إلى العمل على تحقيق أرباح ثابتة وجيدة على المدى الطويل، وبالتالي ينتهز بافيت الفرصة لشراء السهم عندما يكون سعره منخفضًا مقارنة بقيمة الشركة.

وقال بافيت في رسالته السنوية للمساهمين عام 1989 إنه من الأفضل شراء أسهم شركة رائعة بسعر عادل، بدلا من شراء أسهم شركة جيدة بسعر رائع، وأكد آنذاك أنه يبحث عن شركات “من الدرجة الأولى مصحوبة بإدارة من الدرجة الأولى”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى