كشفت مصادر ومحللون الجمعة أن الكويت تعتزم زيادة صادرات المنتجات النفطية المكررة من مصفاة الزور الجديدة، في النصف الثاني من هذا العام، لسد نقص النفط الروسي في أوروبا وتلبية الطلب المتزايد في آسيا وأفريقيا.
ولطالما أكد المسؤولون بمن فيهم الشيخ نواف سعود الصباح الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول أن الاستثمار في التكرير أولوية بالنسبة إلى الكويت خاصة مع تدشين الإنتاج في مصفاة الزور أواخر العام الماضي ليبلغ الإنتاج الإجمالي قرابة 1.4 مليون برميل يوميا.
وتبلغ طاقة المصفاة والتي تعتبر من بين الأكبر في العالم 615 ألف برميل يوميا، وهي واحدة من مجمعات جديدة سيتم تشغيلها هذا العام على مستوى العالم لضخ المزيد من المنتجات النفطية بعد تراجع الإمدادات من روسيا، التي تعد من أكبر الدول المصدرة.
وتطمح الكويت، التي تعتمد على أكثر من 90 في المئة من إيرادات النفط الخام، لزيادة صادرات المنتجات المكررة إلى أسواق أوروبا وأفريقيا وآسيا والأميركيتين بعدما غيرت العقوبات الغربية على موسكو طرق تجارة الطاقة عالميا.
وسيكون البلد في منافسة قوية مع جيرانه في منطقة الخليج، وفي مقدمتهم السعودية والإمارات وسلطنة عمان، الطامحين بدورهم إلى الظفر بأكبر مكاسب من تصدير المشتقات النفطية بسبب العقوبات الغربية على الوقود الروسي الذي دخل حيز النفاذ مطلع هذا الشهر.
ويحتل قطاع البتروكيماويات المرتبة الثانية في الاقتصادات الخليجية حتى أصبح يشكل أحد أهم الأنشطة الصناعية التحويلية وموردا أساسياً للصناعات البتروكيمياوية في العالم، إلا أن دول الخليج تتفاوت من دولة إلى أخرى في اعتمادها على هذا القطاع الحيوي.
وذكرت المصادر لوكالة رويترز أنه من المتوقع أن تخفض الكويت العضو في أوبك صادرات الخام وتزيد شحنات المنتجات مع بدء تشغيل وحدتين أخريين لتقطير الخام في الزور في وقت لاحق هذا العام حتى يتحقق تشغيل المصفاة بكامل طاقتها.
وبدأت مصفاة الزور، المصممة لتكرير الخامات الثقيلة والمتوسطة، أول وحدة لتقطير الخام بقدرة 205 آلاف برميل يوميا في سبتمبر الماضي، وتعمل حاليا بما يتراوح بين 70 و80 في المئة من طاقتها مع استقرار الإنتاج.
وتتوقع شركة أف.جي.إي الاستشارية أن يبدأ تشغيل ثاني وحدة لتقطير الخام في المصفاة في مارس أو أبريل المقبلين على أن تبدأ الوحدة الثالثة العمل بحلول أغسطس. ووحدات التقطير الثلاث لها نفس القدرة.
وبحسب بيانات موقع كبلر، بلغت صادرات المنتجات المكررة الرئيسية من الكويت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند نحو 17 مليون برميل في يناير الماضي، بزيادة 30 في المئة على أساس سنوي.
متابعة التكرير مسؤولية
وجاء ذلك نتيجة زيادة شحنات مصفاة الزور من زيت الوقود إلى مضيق سنغافورة، والديزل ووقود الطائرات إلى أوروبا، ووقود النفتا إلى الصين وكوريا الجنوبية واليابان.
ومصفاة الزور تديرها الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة، وهي شركة تابعة لمؤسسة البترول الكويتية. وكان المشروع مخططا له منذ عقد من الزمن، ولكن تم تأجيله مرارا.
ومع اكتمال مراحل طاقة الإنتاج القصوى ستكون الزور أكبر مصفاة متكاملة ومصنع للبتروكيماويات في الكويت، والتي بلغت تكلفة إنشائها 4.87 مليار دينار (16 مليار دولار).
وقال أحد المصادر، لم تكشف رويترز هويته، إن المصفاة “تعمل على إنتاج الديزل المطابق للمواصفات الأوروبية وقد تصل صادرات الديزل السنوية إلى سبعة ملايين طن (143 ألف برميل يوميا)”.
وأوضح أن صادرات وقود الطائرات قد تصل إلى 4.5 مليون طن (97 ألف برميل يوميا) بمجرد أن تعمل المصفاة بكامل طاقتها.
ومع وصول مصفاة الزور الجديدة إلى طاقتها الإنتاجية القصوى نهاية العام الجاري ستتضاعف تقريبا قدرة تكرير المنتجات البترولية لدى البلاد إلى نحو 1.4 مليون برميل يوميا بحسب ما أكده سابقا الشيخ نواف سعود الصباح.
وستوجه معظم إمدادات الديزل إلى أوروبا، كما تتزايد الصادرات إلى الأميركيتين ومنطقة أوقيانوسيا، وفقا لمصادر تجارية وبيانات كبلر.
وأفاد مصدر بأن شركات النفط الكبرى، التي تعاني شح المنتجات في أوروبا بعد الحظر على النفط الروسي، حريصة على زيادة الشحنات الكويتية.
وتعاني أوروبا من نقص بنحو ثلاثة ملايين طن شهريا (745 ألف برميل يوميا) من الديزل الروسي بعد حظر الاتحاد الأوروبي، بناء على تقديرات رفينيتيف.
وأدى ارتفاع صادرات الكويت من زيت الوقود منخفض الكبريت بالفعل إلى تراجع هوامش المنتج في آسيا إلى أدنى مستوى في سبعة أسابيع.
وأكد متعاملون وتجار في قطاع الطاقة أن الكويت عززت صادراتها منه هذا العام من خلال عرض المزيد من الشحنات بكميات أكبر.
وطرحت مصفاة الزور، وهي واحدة من ثلاث مصافي تملكها وتديرها مؤسسة البترول الكويتية إلى جانب مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله بطاقة إنتاجية إجمالية 763 ألف برميل يوميا، ما لا يقل عن 10 مناقصات لإمدادات زيت الوقود منخفض الكبريت.
وعندما تعمل بكامل طاقتها، يمكن للمصفاة تصدير ما بين 400 و500 ألف طن من زيت الوقود منخفض الكبريت شهريا (85 ألفا إلى 106 آلاف برميل يوميا)، مما يلبي ما بين 8 و10 في المئة من الطلب الشهري في آسيا.