قصة مأساوية بأفغانستان.. باع كلية ابنهما رغما عنه لسداد ديونه

سلطت صحيفة “وول ستريت جورنال” الضوء على مأساة رب أسرة أفغاني لجأ إلى بيع كلى أبنائه ليسدد ديون أسرته المتراكمة.
وكان الزوج ويدعى “غول أحمد”، محاصرا من قبل الدائنين أقرضوه ليستطيع شراء الغذاء والدواء خلال الفترة الماضية قبيل سيطرة “طالبان” على مدينة هرات، التي يقطن بها، وطالبوه مرارا بدفع ديونه.
وتحت ضغط الحاجة، اصطحب الزوج وزوجته ابنهما، “خليل”، البالغ من العمر 15 عاما إلى مركز طبي، وتم تخديره دون علمه واستئصال كليته وبيعها مقابل 4500 دولار، وهو مبلغ يكفي لتغطية ما عليه من ديون.
بداية القصة تشير إلى أن الأب عمل لسنوات عاملا للبناء، ولكن مع توقفه عن العمل، راح يشترى الطعام من أصحاب المتاجر بالدين، واقترض نقودا من الجيران لإطعام زوجته وأطفاله الـ12.
وبينما كانت “طالبان” تستعد للهجوم على هرات، كان دائنوه يطرقون بابه يوميا.
وذات يوم وضعوه في سيارتهم، وهددوه بأنهم سيأخذون ابنه نهائيا إذا لم يدفع.
فكر “محمد” وزوجته في الحل المؤلم، وهو بيع عضو بدلا من أن يبيعوا طفلا.
فكرا في بيع كليتهما هما أولا، لكنهما كانا غير لائقين صحيا. فالرجل يعاني من حصوات في الكلى وزوجته مصابة بداء السكري.
وكان ابنهما الأكبر يكسب ما يصل إلى ثلاثة دولارات في اليوم من خلال جمع البلاستيك لإعادة التدوير، لذلك لم يريدا أن يفقدا حصيلة عمله، فوقع الاختيار على ابنهما الثاني “خليل”.
يقول “محمد”: “بكيت كثيرا في الليلة التي اتخذنا فيها القرار. لا يوجد أب في العالم يريد بيع كلية ابنه”.
عرض المشتري ما يقرب من 4500 دولار مقابل كلية “خليل”.
لكن “خليل” بات، عقب العملية الجراحية، يتألم كثيرا، ولم يعد يستطع اللعب مع أصدقائه كما كان قبلها.
وتنقل “وول ستريت جورنال” عن مدير إحدى المستشفيات في هرات، أنه خلال الأشهر الستة الأخيرة، “زاد عدد طلبات زرع الكلى بشكل كبير”، مشيرا إلى أن 12 شخصا موجودون حاليا في المستشفى، قدموا من مقاطعات أخرى، من أجل الخضوع لتلك العملية.
وقال: “الجميع يتلقى المال مقابل الأعضاء، يتقاضى المستشفى نفسه حوالي 4600 دولار للجراحة و1500 دولار للأدوية”.
وبات العثور على بائع للكلى أمرا سهلا في أفغانستان، بل يتم لصق إعلانات عن تجارة الأعضاء على الجدران وأعمدة الإنارة في هرات ومدن أخرى، ويوزع وسطاء بطاقات تعرض على المشترين الاتصال بالبائعين.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى