“جبل حواري “.. قلعة صمود تاريخية في سقطرى تغنى بها الشعراء منذٌ القدم

تنفرد سقطرى بالكثير من المناظر الطبيعة الجميلة والتنوع البيئي المدهش، والمعالم التاريخية العريقة. 

ومن معالمها التاريخية الضاربة في التاريخ جبل حواري” الشهير وهو من المواقع الأثرية المهمة منذ القدم.

ويقع هذا الجبل في الضاحية الشرقية لمدينة حديبوه، ويبلغ ارتفاعه حوالي 1000 قدم عن سطح البحر، ويتمتع بمكونات جيولوجية وبيولوجية فريدة عن باقي جبال الأرخبيل.

 ويطل الجبل على مواقع وأحياء تاريخية مندثرة سكنها السلاطين وحكام الجزيرة، وتغنى بجماله الشعراء، وأصبح رمزا للصمود والشموخ والقوة والعزة.

فهو جبل صخري تحيط بقسمه العلوي رمال ناصعة البياض، بمثابة لباس مميز تكون بواسطة عوامل التعرية عبر الأيام والسنين الماضية، ونتيجة وقوعه بجوار البحر وشواطئه الرملية.

يقول الأكاديمي أحمد سالم العامري إن حولاف أو(حولف) هما موقعان متلاصقان لا ينفصل أحدهما عن الآخر وقد استحوذا في تسميتهما على ما جاورهما من المواقع والأماكن فقد أضيفت إليهما هذه الأماكن نظرا لعلمية الموقعين وشهرتهما الواسعة.. فيقال فدهن دي حواري وعرريهن دي حولاف وميناء حولاف…

 وأضاف: أما حواري فهو عبارة عن جبل ممتد على طول امتداد منطقة حولف من جهة الجنوب.

وأضاف: أما حولف: فهو الشريط الساحلي باتجاه الشرق من مديرية حديبوه ويبعدان عنها حوالي 3 كيلومتر مرورا بمنطقة عرريهن وهي جزء من حولاف ووصولا إلى معسكر الدفاع البحري.

ويطل جبل حواري على منطقة حجره كما يشرف بمقدمته على منطقة السوق قديما (شاق حديثا) والتي تعد من المعالم التاريخية في سقطرى.

أما من الناحية البيئية، فيحتوي قسماه الجنوبي والغربي على نباتات بيئية، فيما القسمان الشرقي والشمالي، يشملان كثبانا رملية زحفت حتى اعتلت وامتطت صدره حتى العناق، وكأنه الدفء والإحساس بالأمان والاتحاد في مواجهة صعاب الحياة.

 ووفقا للعامري: يعده مؤرخون بأنه قلعة صمود وحصن منيع، تحصن به المقاتلون من أبناء الأرخبيل إبان الاحتلال البرتغالي، واتخذوه منطلقاً على الأعداء، وإليه يعودون في عمليات الكر والفر، ويدحرجون كميات من الصخور على رؤوس المحتلين.

أسرار القلعة الأثرية

من جانبه يقول الدكتور فان رينسبورغ، الذي أمضى 20 عامًا في دراسة آثار وتراث سقطرى، “السجلات التاريخية واضحة تمامًا”.

وأوضح: “كانت معركة دامية وعنيفة. كان من الصعب للغاية على البرتغاليين الاستيلاء على الحصن “.

وأضاف: وصل الغزاة في أسطول بقيادة المستكشف الشهير تريستاو دا كونها، الذي سبق أن اكتشف جزيرة تريستان دا كونا، أكثر أرخبيل نائية في العالم، على بعد 2787 كيلومترًا قبالة ساحل كيب تاون في جنوب إفريقيا.

وحطت سفنه في السوق، ثم عاصمة الجزيرة، واقتحمت الحصن. كشفت طبقة الفحم التي تم الكشف عنها في أحدث رحلة استكشافية والكربون المؤرخة بوقت الهجوم أن البرتغاليين أشعلوا النار أيضًا في القلعة.

في وقت لاحق، أعاد البرتغاليون بناء الحصن، لكن حكمهم استمر بضع سنوات فقط، لكن قبائل المهرة العائدة إليها أعادوا بناءها من جديد بعد دحر الغزاة.

وكان أحد دوافع الغزو البرتغالي لسقطرى هو السيطرة على التجارة داخل وخارج البحر الأحمر، لكن استيلائهم على عدن في عام 1513 جعل الجزيرة غير ذات صلة.

ويعتقد الدكتور فان رينسبيرغ الآن أن جبل حواري قد تم تحصينه لأول مرة كبرج مراقبة يعود إلى القرن الثامن.

وقال إنه ربما تم بناء الهيكل الذي هاجمه البرتغاليون حوالي عام 1480 من قبل ابن أخ السلطان عمر بن حواري من قبيلة عفار.

واستعاد المهريون السيطرة على سقطرى بعد أن تخلى عنها البرتغاليون في عام 1511. على مر القرون، كانت الجزيرة أيضًا محمية للإمبراطورية البريطانية وقاعدة إمداد للاتحاد السوفيتي السابق.

وتعرضت جبال منطقة حواري في 2017 تعرض للخراب والتشوية وتم محو وإزالة الأنظمة والموائل البيئية للمكان، من قِبل الشركات الإنشائية الإماراتية كما قالت تقارير في ذلك الوقت.

ويقول الدكتور فان رينسبيرغ، الذي تم دعم عمله من قبل مؤسسة ماكس فان بيرتشيم: “لقد تعرضت القلعة للتهديد بسبب التنمية كما أنها لم تكن محمية في السابق”.

وتم إيقاف التطور في “حواري” بتدخل السكان المحليين، الذين أدركوا أهميته التاريخية، على حد قول “رينسبيرغ”.

أسم حواري

من جانبه يقول رئيس مؤسسة سقطرى للتراث الثقافي والطبيعي، إن حواري هو الجبل  المطل على ميناء حولاف، ويطل كذلك على قرية سوق (شق) العاصمة التاريخية لسقطرى، كما يطل على وادي شق ومستوطنة حجرة، وتقع فيه قلعة تعرف بقلعة حواري.

وأضاف: منذ فترة وأنا حائر في تسمية الجبل بحواري، كيف جاءت التسمية ومن أين؟

يضيف الرميلي: لكن عندما كنت أقرأ مؤخرا في أحد معاجم العربية وجدت أن مادة (حور) تعني البياض، مثل: حور العين، أي: بياض العين، والحور العين، أي: شديدات البياض.

وتابع: وجدت أن تسميته جاءت من الحور الذي هو البياض، فالجبل يعلوه رمل أبيض، من بطحاء البحر وتنتشر تلك الرمال في أعلاه وفي سفوحه الشمالية والجنوبية بكثرة، وكثيراً ما يذكره الشعراء في أشعارهم بقولهم: (لبننهن حواري)، أي: الجبل الأبيض حواري.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى