رئيس تحرير الجمهورية المصريه يوجه إساءات غير مسبوقة للسعوديه

وجه رئيس تحرير صحيفة “الجمهورية” الحكومية في مصر “عبدالرازق توفيق”، رسائل مسيئة للسعودية بشكل غير صريح، حيث اتهمها بالحقد على نجاحات مصر، والغيرة من الجيش المصري قائلا إنها “لن تبقى دقيقة واحدة إذا أصاب مصر مكروه”، فيما وصف أولئك الذين انتقدوا بلاده بـ”السفلة” و”الأقزام”.

جاء ذلك في مقاله المنشور، الخميس، في صحيفة “الجمهورية” وهي واحدة من كبريات الصحف الحكومية في مصر، في أحدث حلقات التراشق الإعلامي بين البلدين.

وانتقد “توفيق”، هجوم وإساءة إعلام “دول شقيقة” لمصر، وقال: “لا أدرى لماذا تثير قوة الجيش المصري العظيم وقدرته جنونهم وأحقادهم”.

وتابع مهاجما المملكة دون ذكرها صراحة: “الغريب أن يأتى الهجوم والإساءة من المفترض أنه شقيق.. لكن وإن كانت مصر تترفع عن الصغائر وممارسات الأقزام والصغار، لكنها لن تقبل بضغوط وابتزاز يدفع المنطقة إلى أتون الصراعات وتتلاشى معه كل مظاهر الأمن والاستقرار”.

وتساءل: “ماذا وراء حالة التنطع والغيبوبة التي يعيشها بعض من يُفترض أنهم أشقاء ويتسم أداؤهم بالتهور والاندفاع؟”.

قبل أن يجيب بالقول: “لا يجب أن نستهلك وقتنا الثمين في مهاترات والرد على إساءات وأكاذيب السفلة فما يهمنا هو العقل المصري وبناء الوعي الحقيقي، لأن الحقد على نجاحات مصر وصل إلى درجة غير مسبوقة”.

وزاد الصحفي المصري البارز في هجومه حين وصف منتقدي مصر بـ”المتطاولين والمتبجحين السفلة والأقزام الذين لا يدركون قيمة وعظمة وشموخ الجيش المصرى العظيم وتاريخه وحاضره ومستقبله”، وهو ما اعتبره البعض إشارة إلى الكتاب والأكاديميين السعوديين الذين انتقدوا الجيش المصري مؤخرا وعلى رأسهم “تركي الحمد” و”خالد الدخيل”.

وتابع “توفيق”: “لذلك أقول إن هذا الهجوم الضارى على مصر، وحملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والإساءات والطعن والتحريض والتزييف لم تأت من فراغ، ولكن بسبب نجاحات وإنجازات وقوة وصلابة الدولة المصرية، والخوف والرعب من تنامى قدراتها ووصولها إلى الدرجة التي تزعج الآخرين، وتثير حقدهم وكرههم”.

وزعم أن “مصر تتصدى لكل الأكاذيب والإساءات المستمرة التي يطلقها السفلة والأقزام والحاقدون على قوة وقدرة مصر التي تتصدى لجميع مخططاتهم ومؤامراتهم وسيناريوهاتهم الشيطانية التي لا تستهدف مصر وحدها”.

وزاد: “لكن للأسف هناك أغبياء أعماهم المال لا يدركون أنه لو حدث مكروه لمصر فلن يبقوا دقيقة واحدة بعدها، لأنهم مجرد تفاصيل وتوافه وجذوع نخل خاوية، ومجرد ظواهر صوتية وحنجورية، ميتة أبصارهم وبصيرتهم، ودوافعهم الغيرة والحقد والمكايدات بسبب مواقف وثوابت مصر الشريفة والمدركة لأبعاد المؤامرة وما يراد لها وللمنطقة العربية”.

وأرجع رئيس تحرير “الجمهورية”، حالة الهجوم والإساءات على مصر وجيشها إلى كونها “الشجرة المثمرة والمزهرة التى تلقي بأحجار اللئام والمتآمرين والحاقدين”، على حد قوله.

وأضاف: “لو كانت مصر ضعيفة ومستكينة، ما كان اللئام يواصلون الهجوم الضاري عليها… لم ولن تقول للندل يا عم، حتى ولو كان على السرج راكبًا، لأن الندل واطي وقليل أصل، حتى ولو كان يعوم على نهر وبحر من المال، لكنه أبدًا لن ينسى أصله، ولن يستطيع أن يهين الكريم وابن الأصل العظيم القوى الأمين”.

ووجه حديثه للمصريين قائلا: “لو كنتم ضعفاء فاشلين ما كانت تصيبكم إساءات اللئام والأندال، فالناجح المثمر الأصيل هو من تستهدفه إساءات وأكاذيب الأندال”.

وزاد “توفيق”: “أقول لمن عميت أبصارهم وبصائرهم وماتت غدة الشرف فى داخلهم، إن ما شهدته مصر على مدار 8 سنوات (منذ تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي) لم يحدث في مصر أو غيرها من الدول بمعايير الزمن والإنجاز، فالقائد الذى جاءت به الأقدار عبر وتجاوز كل هذه التحديات، وبنى وأنجز بأروع ما يكون البناء والإنجاز، لذلك جاء الحقد والتآمر والكراهية لقوة وقدرة مصر، أراها كراهية الأعداء، ونفسنة بعض الأشقاء”.

واستطرد قائلا بلغة مسيئة: “لا يجب على الحفاة العراة الذين ارتدوا أفخر الثياب مؤخرًا التطاول على مصر، وليس من حق اللئام والأندال ومحدثي النعمة أن يتطاولوا على أسيادهم”.

وفي سخرية غير معتادة، صغّر “توفيق” من قدر منتقدي مصر ووصفهم بأنهم “دويلات لا يزيد عمرها على عمر أصغر أبنائه وليس لها أن تتحدث عن مصر إلا بالأدب وبالاجلال والاحترام”، لأنهم إذا كان يمكنهم “شراء بعض أصوات وأبواق الأقزام والعملاء والمرتزقة فلا يمكنهم شراء التاريخ والحاضر والمستقبل”.

وختم رئيس تحرير “الجمهورية” مقاله بالقول: “مصر أكبر وأعظم من أحاديث الإفك التي يروجها الأندال والأقزام واللئام والحاقدون، وكل شيء فيها يمضى إلى الأمام على طريق تحقيق أهدافها وتطلعات شعبها، لكن شكرًا للمحن والشدائد والأزمات لأنها تعرفنا من الفرسان من الأندال وأولاد الأصول ومن اللقطاء ومحدثي النعمة”.

ورغم التراشق الإعلامي الأخير بين القاهرة والرياض على خلفية تباين وجهات النظر في عدد من الملفات، يمثل مقال “توفيق” تصعيدا غير مسبوق، بسبب اللغة التي استخدمها والتي يُمكن وصفها بأنها “عدائية” و”مسيئة”.

كان اتفاق صندوق النقد الأخير مع مصر، وتململ السعودية الواضح من الالتزام بمواصلة تقديم المساعدات إلى مصر، أشعل شرارة التراشق الإعلامي بين الطرفين، وهو تراشق قاده على الجانب السعودي أكاديميين اثنين مقربين من الديوان الملكي، هما “تركي الحمد” و”خالد الدخيل”، الذين وجها انتقادات لاذعة لتعامل مصر مع الملف الاقتصادي، محملين المسؤولية عن تردي الأوضاع في البلاد إلى الجيش الذي يسيطر فعليا على الاقتصاد.

غير أن السعودية لم تكتفِ بالرسائل الإعلامية على لسان كتابها، لكنها بدأت في التعبير عن ضيقها عبر رسائل دبلوماسية، لعل أبرزها غياب المملكة مع الكويت، عن القمة الأخيرة التي استضافتها الإمارات في 19 يناير/كانون الثاني المنصرم، وجمعت زعماء مصر وقطر والبحرين وسلطنة عمان والأردن، وكان جزءا من جدولها هو بحث إغاثة مصر اقتصاديا.

وكان لافتا أن الغياب السعودي عن قمة أبوظبي كان هو الثاني بعد غياب عن تجمع سابق في مدينة العلمين المصرية، في أغسطس/آب من العام الماضي، وهو التجمع الذي ضم أيضا قادة الإمارات والبحرين والأردن والعراق.

في غضون ذلك، أشارت مصادر صحفية قبل أسابيع وجود “أزمة” تعتري العلاقات بين القاهرة والرياض على خلفية توجه الاستثمارات السعودية المرتقب ضخها في السوق المصرية، حيث ترغب السعودية في الاستثمار بشكل أكبر في القطاع الخاص، بينما ترغب مصر في الحصول على استثمارات مباشرة في الشركات الحكومية، وهو ما ترفضه المملكة لأنها ترى هذه الشركات غير مربحة، بحسب المصادر.

وقبل أيام، أثار وزير المالية السعودي “محمد الجدعان” الجدل حين قال إن “عهد المنح والمساعدات غير المشروطة لبلاده قد ولَّى” وأن المملكة ستربط استثماراتها اللاحقة بـ”خطوات إصلاحية”، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة مبطنة إلى بعض الدول المستهلكة للمساعدات السعودية وعلى رأسها مصر.

متابعات 

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى