خاص / وكالة دفّاق نيوز للانباء /كشفت بقع سوداء على شواطئ منطقة دليشة الواقعة شرق مدينة حديبو، مركز أرخبيل سقطرى، عملية تسرب نفطي خطير من ناقلة النفط الجانحة على سواحل الأرخبيل منذ العام 2018و هي إحدى السفن المتهالكة التي تتبع هامور النفط رجل الأعمال المعروف “أحمد صالح العيسي”. الناشط عبدالله بداهن، نشر صورا وتسجيلات مرئية (فيديو) تؤكد ظهور مواد نفطية سوداء اللون تغطي مساحات واسعة من الساحل المحيط لمنطقة دليشة، وسط إطلاق تحذيرات عاجلة من كارثة بيئية تهدد الأحياء البحرية في جزيرة سقطرى
و بحسب مصادر فان التلوث النفطي لسفينة العيسي يزداد اتساعاً مع استمرار التسرب من الناقلة الجانحة قبالة سواحل حديبو. محذرة من عواقب التسرب على الموائل الحيوية والنظام البيئي للأرخبيل وتداعيات ذلك على حياة وسلامة الكائنات الحية النادرة في سقطرى. السفينة النفطية تدعى “Dove Gulf” أو كما يطلق عليها أيضا “حمامة الخليج”، هي إحدى السفن المتهالكة التي تتبع رجل الأعمال المعروف “أحمد صالح العيسي”. وتعرضت السفينة للجنوح أواخر عام 2018. وبدأت الخزانات السفلية للسفينة بالتآكل بفعل الصدى وحركة الأمواج وهو ما نجم عنه عمليات تسرب خطيرة.
ومطلع يناير الجاري جرفت الرياح الشديدة والأمواج سفينتي نفط، إحداهما عراقية راسية قبالة ميناء عدن باليمن منذ حرب الخليج الثانية، والأخرى تتبع رجل الأعمال العيسي. وتتوقف أكثر من 12 سفينة نفط متهالكة في ميناء عدن أغلبها منذ عام 2013، منها أربع سفن غرقت منذ عام 2018 وحتى نهاية عام 2021، وغالبيتها تتبع رجل الأعمال أحمد العيسي، وهي سفن منتهية الصلاحية. ويقف العيسي وسفنه المتهالكة وراء كوارث تسرب خلال الأعوام الماضية، آخرها تسببت بها، حسب منصة “حلم أخضر”، الباخرة “لؤلؤة أثينا” التابعة لشركة “عبر البحار” المملوكة للعيسي، في 5 يوليو 2022، حيث تسربت 35 طناً من النفط في سواحل البريقة بعدن. وعملية تسريب نفطي مماثل على شواطئ البريقة من ناقلة “TAMBA” الجانحة منذ العام 2015، وكذا الناقلة “شامبيون 1” الجانحة في ميناء المكلا منذ العام 2013.
وايضا تسربت أطنان من الديزل في 17 يوليو 2021 من الناقلة “DIA” في ميناء عدن. كما تسببت شركة العيسي في كارثة بيئية خطيرة بتسرب مئات الأطنان من الديزل من الناقلة “شامبيون 1” في سواحل المكلا بمحافظة حضرموت، في 11 يونيو 2014. ولاتزال تداعيات كارثة تسرب ألف طن من الديزل في 10 يونيو 2013 من الناقلة “شامبيون 1” حاضرة إلى اليوم، حيث تسببت في تلويث شواطئ ومياه البحر في المكلا.
وأطلقت الهيئة العامة لحماية البيئة، الكثير من البيانات والمناشدات للجهات الحكومية العليا، بضرورة الإسراع بتفريغ المواد النفطية التي لا تزال مخزنة داخل صهاريج ومحركات السفن المتهالكة، التي تهدد بأضرار بيئية خطيرة، ناهيك مخاطرها التجارية على مينائي عدن والمكلا.
وأوضحت المصادر في الهيئة العامة لحماية البيئة بالعاصمة عدن، أن السفن نفطية التابعة للعيسي، خرجت جميعها عن الخدمة، وتحولت إلى نفايات بحرية متواجدة في المخطف بميناء عدن. وأصبحت هذه السفن المتهاكلة قنابل موقوتة تهدد بأضرار بيئية كبيرة، ناهيك عن أضرار اقتصادية وتجارية بحركة الملاحة من وإلى ميناء عدن.
ووفقا للمعلومات فإن التسريبات النفطية للسفن المتهالكة التابعة للعيسي تضاعفت خلال السنوات الماضية بفعل التآكل المستمر لجسم السفن. وتم توثيق الكثير من عمليات التسريب على شواطئ: عدن وحضرموت ولحج، وتحولت على إثرها رمال الساحل الذهبية إلى اللون الأسود. أضف إلى ذلك ما ألحقت به هذه التسربات من أضرار كبيرة بالبيئة البحرية والساحلية.
تحرك قضائي ورسمي في منتصف يناير 2023، قررت المحكمة التجارية في العاصمة عدن بيع مجموعة من السفن المتهالكة والجانحة في ميناء عدن معظمها تابع للعيسي باعتبارها «حطامًا بحريًا». وقال إعلام وزارة النقل، إن المحكمة التجارية الابتدائية في عدن أصدرت قرارًا ببيع سفن متهالكة كحطام بحري؛ كون وجودها يشكل مصدر خطر على مجرى القناة الملاحية لميناء عدن والبيئة البحرية عمومًا. وجاء القرار ردًا على الطلب المستعجل المُقدم للمحكمة من مؤسسة موانئ خليج عدن والهيئة العامة للشؤون البحرية ضد ملاك السفن الجانحة والمتهالكة التابعة لشركة «عبر البحار». وعبرت وزارة النقل عن تطلعها إلى تنفيذ القرار بأسرع وقت ممكن، حفاظًا على الصالح العام.