حصل الفنان الأردني إسحاق إلياس على أفضل فرصتين في الدراما التلفزيونية الأردنية، حتى الآن، ضمن مسلسلي «العيدروس» و«شارع طلال» الجاري تصويرهما حالياً بعد إشادات سابقة نالها كممثل على مدى نحو 9 سنوات ضمن أدوار محدودة.
إلياس كان حقق حضوراً لافتاً في الفيلم السينمائي العالمي «موصل» قبل نحو 3 أعوام، ومن حينها تزايدت التوقعات بحجزه مكانة أبرز، لكن ذلك تأخر قليلاً. حول جديده ورؤيته الفنية، دار حوارنا معه على النحو الآتي:
* لماذا غبت عن الدراما الأردنية بعد الفيلم العالمي «موصل» على عكس التوقعات؟
– العروض التي وصلتني كانت متواضعة للغاية، سواء على صعيد الأدوار أو الأجور، ونحن في الدراما الأردنية نعاني عموماً إشكالات تتعلق بمنح الفرص والعقلية الإقصائية وتحكم العلاقات، لكن في المقابل وصلتني عروض لأفلام في الخارج، وأجريت «أوديشنات»، بعضها توقف بسبب جائحة «كوفيد- 19» وتداعياتها وأخرى حديثة مازالت قيد البحث.
* تُسجّل حالياً انطلاقة جديدة في الدراما الأردنية.. فكيف حدث ذلك؟
– عن طريق «أوديشن» أجراه المخرج محمد زهير رجب لاختيار المشاركين في مسلسل «شارع طلال»، وأصبحت هناك لغة حوار فنية بيننا، بعدما اقتنع بضرورة تجسيدي شخصية وجدها محورية في العمل، ولا أنكر دوره بهذا الخصوص.
* ماذا تقول عن دورك في العمل؟
– مسلسل «شارع طلال» يروي قصصاً اجتماعية لمن عاشوا في عمّان من منابت وجذور مختلفة بين عامي 1953 و1999 ضمن 90 حلقة مُقسّمة على 9 مواسم درامية، وأجسّد المرحلة الثانية لشخصية «محمود»، وهو بشكل عام نشأ في بيئة فقيرة إلى حد ما، وتخلّت عنه والدته بعد وفاة والده، وعانى بسبب تسلط شقيقه، ثم تولى تاجر رعايته، وأحب شابة وتزوجها وانفصل عنها وعاد إليها لاحقاً وسط تقلبات عدة.
* كيف تعاملت مع الشخصية لتقديمها؟
– لجأت إلى بُعد نفسي بإخفاء مشاعر الشاب غالباً، لأنه في الأساس إنسان «كتوم»، وعانى في صغره، وبطبعه يجور على ذاته لأجل الآخرين، وأنا أطل من خلال الدور بين الموسمين الخامس والتاسع.
* هل تؤيد الحديث عن حاجة الدراما التلفزيونية الأردنية إلى «نجم» يدعم تسويقها؟
– نعم، نحن بحاجة إلى «نجم» يسوّق مسلسلاتنا، وأعتقد أن المركز العربي للإنتاج يعمل على ذلك.
* هل ترى نفسك بين المرشّحين لذلك؟
– أريد أن أكون ممثلاً جيداً يقدم شخصيات «منحوتة» درامياً ضمن نصوص مكتوبة بجودة ورؤية إخراجية مواكبة، والحُكم للآخرين في النهاية.
* كيف تُلخّص دورك في «العيدروس»؟
– المسلسل بدوي ضمن إطار ملحمي يجمع بين الواقع والخيال، وأؤدي دور «مزهر» الذي يقود جزءاً من الأحداث الرئيسية في بداية العمل، وهو وحيد والديه، ويتمتع بذكاء ومكر، لكنه لا يدرك أبعاد تصرفاته أحياناً.
* ما مفتاح الشخصية وفقاً للمنطق الدرامي؟
– التناقض في علاقاته، فهو طفولي تحت سلطة الأم والأب ولا يهاب أحداً خارج إطارهما، ليس بسبب شجاعته، ولكن اعتماداً على المكانة الاجتماعية، ويستطيع القتل بدم بارد، ويعمل على توريط شخصين في القبيلة ويخطط للانتقام منعاً لانتقال زعامة المكان، ويحصل على ما يريد بكل الطرق، ولديه استعراض في ردود أفعاله من دون انفعال زائد.
* ماذا عن تعامل وتوجيهات المخرج؟
– بسام المصري يقود الممثل للإتقان، ويعرف متى يمنحه مساحة للعطاء، ومتى يضبط الأمور من دون مبالغة، ويجيد الإمساك بإيقاع الأداء والمشهد والفعل الدرامي، وأنا سعيد بالتعاون معه.
تجارب محدودة
* هل تراه مسلسلاً مختلفاً على صعيد الدراما البدوية النمطية؟
– لا أستطيع الحُكم بصورة قطعية، لاسيما أن تجاربي في هذا النوع محدودة، لكن هناك طاقة مُحفّزة في مواقع التصوير، ويُحسب للعمل منحه مساحات مهمة لأسماء شابة، بينها منذر خليل مصطفى وعمر حلمي وأحمد سرور وهاني الخالدي ومعتز أبو الغنم.
* رفضتَ أعمالاً سابقة خلال السنوات الثلاث الماضية.. فلماذا قبلت هذه المرة بالمسلسلين؟
– أحاول إعادة تقديم نفسي للجمهور ولمجموعة المركز العربي الإعلامية بوصفها شركة الإنتاج الأبرز في الأردن والقادرة على تصدير الفنان الأردني محلياً وعربياً كما عهدها سابقاً، فضلاً عن وجود دوافع فنية تستدعي التعامل بأبعاد مُحرّكة للشخصيتين والتعاون مع المخرجَين، إضافة إلى المقابل المادي.
* هل أنت أمام أفضل فرصتين في الدراما التلفزيونية الأردنية مقارنة بأدوارك وأعمالك السابقة؟
– نعم أستطيع قول ذلك، إضافة إلى دوري في مسلسل فتنة، آخر إطلالاتي في الدراما الأردنية عام 2019.
تطور السينما
* حصلت كمخرج عن فيلم «يا جار» على جوائز، فأين أنت كممثل في السينما الأردنية لاسيما بعد تجاربك الخارجية؟
– السينما الأردنية تطورت في الآونة الأخيرة، وربما يكون فيلم «بنات عبدالرحمن» أفضلها، لكن لدينا معضلة وهي اكتفاء المخرجين بتقديم تجربة واحدة ضمن سياق الفيلم الروائي الطويل لأسباب التمويل والإنتاج وتفضيلهم ممثلين أصحاب خبرة من خارج المملكة يجيدون لهجة قريبة من الأردنية، وكانت لي تجربة لم تكتمل بسبب سوء التعامل وقلة الاهتمام فنياً، وستظل السينما حلمي الأساسي المؤجّل على نطاق أوسع.
* قدت أفكاراً ومحاولات لدراما المنصات فكيف تجدها؟
– دراما المنصات تتجاوز شروط «النجومية» وعدد الحلقات وبيئة التنفيذ وتهتم بالفكرة والنص، وفيلم «موصل» مثلاً، حصد مشاهدة وتصنيفاً عالياً واهتماماً عند عرضه على منصة معروفة، وهذا النوع هو المستقبل الذي يجب التعامل معه.
* مرّت مؤخراً الذكرى الثالثة لرحيل المخرج والسيناريست رفقي عساف.. فماذا تقول؟
– سأظل افتقده دائماً كدليل، وهو أول من وثق بي في الفن، وكان محفزاً لمواصلتي وداعماً لي.
متابعات