معركة “الشيخ الشعراوي” تتصاعد في مصر.. وردود أفعال بمواقع التواصل

دخل الشيخ الراحل “محمد متولي الشعراوي” على خط الجدل في مصر، بعد انتقادات مفاجئة طالته من عدة شخصيات، شاركت بها وزيرة الثقافة “نيفين الكيلاني”، وأشعلت ردود أفعال وصلت إلى حد تحرك أسرة الشيخ الراحل لرفع دعوى قضائية ضد عدد من المهاجمين.

حالة الجدل بدأت قبل أيام، عند الإعلان عن تقديم مسرحية عن الشيخ “الشعراوي” على خشبة المسرح القومي، قيل إنها ستقدمه بشكل سلبي.

النقاش، الذي كان يسير بشكل هادئ في البداية، لانشغال المصريين بالأحوال الاقتصادية المتردية وغلاء الأسعار، اشتعل فجأة بعد أن دخل مشاهير على خط الانتقادات لـ”الشعراوي”، وكان من ضمنهم الناقد الفني “طارق الشناوي” وزميلته “ماجدة خير الله”، والكاتب المثير للجدل “إبراهيم عيسى”، وشخصيات أخرى، كان من أبرزهم وزيرة الثقافة “نيفين الكيلاني” التي قالت إن “الشعراوي عليه تحفظات كثيرة”.

من ناحيتها، كلفت أسرة الشيخ الراحل، المحامي الشهير “سمير صبري” برفع دعوى قضائية، وتقديم بلاغ للنائب العام ضد الناقدة “ماجدة خير الله”، بعد أيام من تقديم بلاغ مماثل للنائب العام ضد “طارق الشناوي”، متهمينه بالإساءة للراحل أيضًا.

من ناحيته، أبدى “الشناوي” اندهاشه من رفع أسرة “الشعراوي” دعوى قضائية ضده، قائلا إنه “ليس خائفا من تلك الدعوى وسيدافع عن نفسه”، مبديا تعجبه من عدم تقبل أسرة الشيخ الراحل ومحبيه مبدأ انتقاد “الشعراوي” وأفكاره، مشيرا إلى أن الانتقادات طالت أفكاره ولم تطل شخصه.

وتوالت ردود الأفعال من متابعين على مواقع التواصل على ما يحدث، حيث تفاعل الحساب الرسمي للأزهر مع حالة الجدل، ونشر تغريدة لفضائل “الشعراوي”.

كتب طبيب القلب الشهير د. “جمال شعبان” على “فيسبوك”، مهاجما منتقدي “الشعراوي” وخص بالذكر “إبراهيم عيسى”، بينما كال المديح للشيخ الراحل.

أما قائد قوات الأمن المركزي السابق، اللواء “ماجد مصطفى نوح”، فكتب: “موضوع غريب هو اية حكاية التعريض بالشيخ الشعراوي بداية من وزيرة الثقافة اللي كالعادة محدش يعرفها، مرورا بأحد الفنانين من الصف التاني، ويمكن بعد كده ثم كالعادة إبراهيم عيسي، ما هو السبب في هذا التوقيت.. الشيخ الشعراوي لك أن تقبل ما يقوله أو لا، لكن هذا الرجل قدم خدمة عظيمة لبسطاء المسلمين، وكان حائط صد لأفكار الجامعات الجهادية، وإنجازاته العلمية لا يجهلها أحد..”.

بدوره، علق الإعلامي المصري “أنور الهواري” على الجدل الدائر، معتبرا أن الشيخ “الشعراوي” هيمن على جمهور البسطاء بفكر متمكن ولغة قريبة من ثقافتهم، مشيرا إلى أنه (الشعراوي)، “منتج لخطاب ديني اجتماعي سياسي ثقافي غير مسبوق ، ليس مجرد داعية يمارس الوعظ الديني ، بل هو صاحب مشروع بديل”.

من هو “الشعراوي”؟

ولد الشيخ “محمد متولي الشعراوي” في 15 أبريل عام 1911م، بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

وبعد حصوله على الثانوية الأزهرية أصرّ والده على إكماله الدراسة في الأزهر، وبالفعل تخرج في كلية اللغة العربية عام 1940م.

وقد اختار “الشعراوي” استكمال الدراسة في تخصص اللغة العربية؛ لتكون بابَه إلى جميع العلوم الشرعية، علاوة على ما تمتع به الشيخ من تمكُّنٍ في فنون اللغة العربية وملكاتها، كالنحو، والصرف، والبديع، ونظم الشعر، والخطابة، وطلاقة اللسان، ووضوح البيان.

وبالفعل كانت اللغة العربية وملكاتها سبيله إلى تفسير القرآن الكريم، وتدبّر آياته، وإيصال معانيه إلى جمهور المسلمين في صورة سهلة واضحة وشيقة، ما أكسبه شهرة واسعة، لا سيما بين جماهير البسطاء.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى