منذ اندلاع الحرب قبل 8 سنوات، ظلت الجماعه الحوثيه تتحدث عن شماعة حصار العدوان حاضرة بقوة لتبرير الفساد والأزمات المعيشية خصوصا في الوقود والغذاء وتبرير ارتفاع أسعارها على المواطنين.
ومنذ توقيع الهدنة الأممية مطلع أبريل 2022 شهد ميناءا الحديدة والصليف في محافظة الحديدة، على البحر الأحمر، ارتفاعا كبيرا في واردات السلع الغذائية والوقود، وبرز هذا النشاط المتنامي خلال فترة الهدنة التي استمرت حتى مطلع أكتوبر وما بعدها، وفقاً لتقارير صادرة عن منظمات أممية بينها منظمة الأغذية العالمي “الفاو”.
وبحسب التقارير فإن حركة تجارية نشطة شهدها الميناءان الخاضعان لسيطرة الجماعه الحوثيه خلال فترة الهدنة وحتى بعد انتهائها في أكتوبر الماضي. حيث أوضحت الإحصائيات أن نحو 70 بالمائة من الواردات اليمنية من السلع الغذائية وصلت إلى الحديدة، مقارنة بـ30 المائة وصلت إلى المنافذ الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية.
التنامي المستمر في ميناء الحديدة يدحض الادعاءات التي تتحجج بها الجماعه الحوثية أن مناطقها محاصرة. ويبرز هذا الادعاء بشكل كبير أثناء المباحثات والمشاورات التي تجريها أطراف إقليمية ودولية، وتتغنى بها قيادات حوثية من أجل استغلال الواردات الواصلة لأجل خلق أزمات معيشية وتحميل الحكومة الشرعية والتحالف العربي مسؤولية ما يجري من أزمات داخلية.
تقرير شبكة الإنذار المبكر الصادر عن الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” وبيانات رسمية حكومية بينت أن واردات الوقود الواصلة إلى موانئ الحوثيين ارتفعت أثناء فترة الهدنة والربع الثالث من العام 2022 بنسبة 330 في المائة مقارنة بالعام الماضي. كما أن الواردات عبر الموانئ والمنافذ الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية انخفضت بنسبة 53 في المائة عما كانت عليه خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
ورغم التحذيرات الأممية والتقارير المنشورة بشأن انزلاق اليمن إلى المجاعة بسبب الحرب والصراع الدائر، واعتماد اليمن بشكل كبير على الواردات من أجل الحصول على الغذاء، أكدت البيانات والتقارير أن نحو 3.7 مليون طن متري من السلع الغذائية الأساسية تم استيرادها منذ يناير وحت سبتمبر 2022. ووصلت تلك السلع عبر جميع الموانئ البحرية والبرية الرئيسية في البلاد. 70 بالمائة من السلع الغذائية الواصلة لليمن وصلت إلى مينائي الحديدة والصليف الواقعين تحت سيطرة الحوثيين عبر موانئ البحر الأحمر، بينما الكمية وصلت عبر مؤسستي خليج والبحر العربي والمنافذ البرية الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
ما وصل إلى موانئ الحوثي من غذاء ووقود يكشف زيف شماعات الحصار التي يرددها في الاجتماعات والمباحثات وعلى وسائل إعلامه من أجل تبرير الأزمات التي يخلقها ويديرها في المحافظات الخاضعة لسيطرته بين الحين والآخر.
رغم انتهاء الهدنة الأممية في أكتوبر الماضي، إلا أن التسهيلات الاقتصادية التي قدمت عبر بنودها لا تزال مستمرة، حيث تشهد موانئ الحديدة حركة استيراد نشطة وارتفاعا في كمية الوقود والغذاء المستورد. استقرار العملة النسبي ساهم بشكل كبير في ارتفاع الواردات ودفع التجار إلى زيادة البضائع والوقود الواصل من الخارج. بالمقابل لا تزال أسعار المحروقات والمواد الغذائية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي تشهد ارتفاعاً أعلى من الوقت نفسه من العام الماضي.
متابعات