كشفت وكالة “بلومبرغ”، الأربعاء، أن روسيا وإيران تنشآن طريقا تجاريا جديدا عابرا للقارات يمتد من الحافة الشرقية لأوروبا إلى المحيط الهندي ويبلغ طوله ثلاثة آلاف كيلومتر، في محاولة منهما للتهرب من العقوبات وأي نفوذ أجنبي.
وقالت الوكالة إن البلدين ينفقان مليارات الدولارات لتسريع تسليم الشحنات على طول شبكة الأنهار والسكك الحديدية المرتبطة ببحر قزوين.
وتُظهر بيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبيرغ عشرات السفن الروسية والإيرانية، بما في ذلك تلك الخاضعة للعقوبات، التي تسير بالفعل على الطريق.
وأشارت الوكالة إلى أن روسيا وإيران تقتربان تحت ضغط هائل من العقوبات أكثر من بعضهما البعض، وكلاهما يتجهان في الوقت ذاته نحو الشرق.
وبينت أن الهدف من هذه الخطوة هو حماية الروابط التجارية بينهما من التدخل الغربي وبناء روابط جديدة مع الاقتصادات العملاقة وسريعة النمو في آسيا.
وتقدر ماريا شاجينا الخبيرة في العقوبات والسياسة الخارجية الروسية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن أن “روسيا وإيران تستثمران ما يصل إلى 25 مليار دولار في ممر التجارة الداخلية، وهو ما سيساعد على تسهيل تدفق البضائع التي يريد الغرب إيقافها”.
وفقا للوكالة فإن هذه الخطوة تثير قلق الولايات المتحدة وحلفاءها، الذين يسعون لمنع وصول الطائرات المسيرة الإيرانية وغيرها من الإمدادات العسكرية إلى روسيا.
وأضافت أن روسيا تحتاج إلى تعويض الانهيار المفاجئ لعلاقاتها التجارية مع أوروبا، والتي كانت قبل الحرب ضد أوكرانيا، أكبر شريك تجاري لموسكو، فضلا عن حاجتها لإيجاد حلول للعقوبات الأميركية والمفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي.
ويقول الخبير في مركز دراسات الخليج بجامعة قطر نيكولاي كوزانوف إنه “مع إغلاق شبكات النقل الأوروبية، فإن روسيا تركز على تطوير ممرات تجارية بديلة تدعم تحول موسكو إلى الشرق”.
ويضيف كوزانوف، الذي عمل دبلوماسيا لروسيا في طهران من عام 2006 إلى عام 2009: ” يمكنك فرض ضوابط على الطرق البحرية، ولكن من الصعب مراقبة الطرق البرية، بل يكاد يكون من المستحيل تتبعهما بشكل كامل”.
داخل حدودها، تضخ إيران الأموال لإنشاء محطات يمكن من خلالها نقل البضائع من السفن والسكك الحديدية من بحر قزوين إلى الخليج. كما تعمل أيضا على توسيع شبكة السكك الحديدية التي تمتد بالفعل لحوالي 16 ألف كيلومتر.
بالنسبة لكل من روسيا وإيران، تعد الهند نقطة اتصال حاسمة في الشبكات التي يحاولان بنائها، وفقا للوكالة.
وذكرت وكالة أنباء مهر شبه الرسمية الشهر الماضي أن أول شحنة من الحبوب الروسية والبالغة 12 مليون طن عبرت إيران بالفعل باتجاه الهند.
لكن مع ذلك، تبين الوكالة أن محاولات إيران وروسيا التهرب من العقوبات ستصدم بقدرة الدول الأخرى كالهند ودول الشرق الأوسط، على تحد العقوبات الأميركية والغربية.