عدد العمال الأجانب الذين لقوا حتفهم في قطر؟.. أبرز الأرقام والتوصيات

عادت الانتقادات الحقوقية لقطر بعد تقارير أفادت بوفاة عامل أجنبي أثناء عمله في موقع تدريب خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم. 

وأكد مسؤولون قطريون، الخميس، أن الإماراة فتحت تحقيقا في ملابسات وفاته.

وخضعت معاملة قطر للعمال المهاجرين لتدقيق شديد خلال التحضير للبطولة بعد اتهام جماعات حقوق الإنسان للدولة الخليجية بانتهاكات منهجية لحقوق العمال، وهو ما نفته الحكومة.

وقالت وزارة الخارجية الفلبينية في بيان إن أحد مواطنيها لقي حتفه أثناء عمله في منتجع إلى الجنوب من العاصمة الدوحة. وقالت إن سفارتها “تعمل مع السلطات القانونية للتحقق من مزيد من التفاصيل حول وفاته”.

وأكد ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم لرويترز، وفاة العامل دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل، مقدما العزاء لأسرة العامل المتوفى.

وفيما يلي نظرة على قضايا حقوق العمال الأجانب في الإماراة التي تستضيف كأس العالم لكرة القدم 2022 حتى 18 ديسمبر:

سجل قطر الخاص بحقوق العمال الأجانب

واجهت قطر، التي يشكل الأجانب غالبية سكانها البالغ عددهم 2.9 مليون نسمة، انتقادات شديدة من جماعات حقوق الإنسان بسبب طريقة معاملتها للعمال الأجانب.

إذ جاء في تقرير “الواقع عن كثب 2021” لمنظمة العفو الدولية، والمكون من 48 صفحة، أن ممارسات مثل تأخير أو عدم صرف الرواتب وفرض رسوم على العمال مقابل تغيير وظائفهم لا تزال منتشرة، على الرغم من الإصلاحات التي أدخلت على نظام العمل في عام 2014.

وقالت حكومة قطر إن منظومة العمل لديها لا تزال قيد التنفيذ، لكنها نفت المزاعم الواردة في التقرير بأن آلاف العمال الأجانب عندها يجري حصارهم واستغلالهم.

كم عدد العمال الأجانب الذين لقوا حتفهم في قطر؟

ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، العام الماضي، أن 6500 عامل أجنبي على الأقل، كثير منهم يعملون في مشروعات كأس العالم، لقوا حتفهم في قطر منذ فوزها بحق استضافة البطولة، وذلك وفقا لحسابات الصحيفة من سجلات رسمية.

لكن قطر أكدت أن عدد الوفيات متناسب مع حجم القوى العاملة الأجنبية، وإن الرقم شمل العديد من العمال الذين لا يمارسون أعمالا يدوية، مضيفة أن خسارة حياة أي إنسان هي مأساة.

وحذر ماكس تونون، رئيس مكتب منظمة العمل الدولية في قطر، من أنه كثيرا ما يتم ذكر بيانات وفيات العمال في قطر دون مراعاة فوارق دقيقة ضرورية.

وذكرت منظمة العمل الدولية أن “الرقم (الذي نشرته) صحيفة (الغارديان) يشمل جميع الوفيات بين السكان الوافدين… دون تمييز بين العمال الأجانب وعامة السكان الوافدين، فضلا عن الوفيات الناجمة عن إصابات العمل”.

وقالت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، المنظمة لكأس العالم، إن هناك ثلاث وفيات مرتبطة بالعمل و37 وفاة غير مرتبطة بالعمل بين العاملين في مواقع كأس العالم 2022.

وأكد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، في مقابله مع الصحفي البريطاني، بيرس مورغان، والتي أذيعت في 30 نوفمبر الماضي، أن وفيات العمال الأجانب في المشروعات المتعلقة بكأس العالم “بين 400 و500″، منذ فوز الإمارة باستضافة المونديال.

وقال مسؤولون، في الثامن من ديسمبر الجاري، إن قطر فتحت تحقيقا في وفاة فلبيني بعد تقارير تفيد بأنه لقي حتفه أثناء عمله في موقع تدريب خلال بطولة كأس العالم.

الإصلاحات القطرية على قوانين العمل

عدلت قطر قوانين العمل لديها لتحد من نظام الكفالة، ما أعفى العمال من الحاجة إلى الحصول على إذن صاحب العمل، أو الكفيل، من أجل تغيير الوظائف أو مغادرة البلاد.

كما رفعت الإمارة الحد الأدنى للأجور بنسبة 25  في المئة إلى ألف ريال قطري (274.65 دولار) شهريا، وطبقته على جميع العمال، لا على القطريين فحسب.

وأنشأت قطر صندوق تأمين لمساعدة المهاجرين الذين تعرضوا للغش فيما يتعلق بأجورهم.

كيف تناولت اتحادات كرة القدم القضية؟

أرسلت اتحادات كرة القدم بعشر دول أوروبية، من بينها بريطانيا وألمانيا، خطابا مفتوحا إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قبل كأس العالم تدعوه إلى اتخاذ إجراءات لتحسين أوضاع حقوق العمال الأجانب في قطر.

وفي الشهر الماضي، اجتمعت مجموعة من 11 اتحادا أوروبيا لكرة القدم مع الفيفا، وقالت إن الفيفا أكد تأييده لفتح مكتب دائم لمنظمة العمل الدولية في الدوحة لتقديم الدعم والمشورة للعمال الأجانب.

وقال الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، في سبتمبر، إنه يجب تعويض أسر العمال الأجانب الذين أصيبوا أو توفوا أثناء العمل في إنشاء البنية التحتية لكأس العالم المقام هذا العام في قطر.

وذكر الاتحاد الهولندي لكرة القدم، في ديسمبر الجاري، أن القمصان التي سيرتديها المنتخب الهولندي خلال كأس العالم ستُباع في مزاد لدعم العمال الأجانب في قطر.

كما أكد المنتخب الهولندي أن لاعبيه سيقضون بعض الوقت خلال إقامتهم في قطر للحديث مع الوافدين الذين ساهموا في بناء الملاعب لكأس العالم.

توصيات المنظمات الحقوقية

وجهت منظمة العفو الدولية وجماعات حقوقية أخرى دعوات إلى “الفيفا” لتعويض العمال الأجانب في قطر عن انتهاكات حقوق الإنسان من خلال تخصيص 440 مليون دولار لهم، وهو ما يعادل قيمة جائزة الفوز بكأس العالم.

وقال “الفيفا” إنه ينظر في اقتراح منظمة العفو الدولية وينفذ “عملية تدقيق غير مسبوقة فيما يتعلق بحماية العمال المعنيين”.

وأضاف الاتحاد الدولي أنه يعمل مع اللجنة المنظمة وقام بالفعل بتعويض عدد من العمال.

ووضعت منظمة العفو الدولية خطة عمل من عشر نقاط، دعت فيها قطر إلى “معالجة الثغرات الخطيرة ونقاط الضعف المتبقية في عملية إصلاح نظام العمل”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى