عندما ضربت الأزمات لبنان بشدة، اتجه المهندسان المعماريان كارل كرم وجهاد فرح إلى زراعة وإنتاج الزعفران لإيجاد سبب لبقائهما في البلد و”المواجهة بطريقة مختلفة”.
وللحصول على 100 غرام فقط من الزعفران يحتاج المزارعان إلى عدد 50 ألفا من مياسم النبات. وهناك نحو ثلاثة مياسم في المتوسط في كل نبتة.
ويقول كرم (35 عاما) إن ما جذبه لإنتاج الزعفران هو مدى تشابهه مع الهندسة المعمارية في دقة العملية، ومدى حساسية وصبر المرء في كلتا الممارستين.
ويرى فرح أن الزراعة قد تكون أحد الحلول لأسوأ أزمة اقتصادية في لبنان، لاسيما في سهل البقاع الخصب، حيث أثر انهيار الليرة اللبنانية بشكل كبير على المزارعين وقوتهم الشرائية.
ومعروف أن إيران هي المنتج الرئيسي للزعفران على مستوى العالم.
ويستخدم الزعفران في الغالب كتوابل في بعض المأكولات، لكن يتم تضمينه أيضا في العلاجات العشبية ومنتجات التجميل. ونظرا لسعره الباهظ ولوجود العديد من الفوائد فيه، يُعرف باسم “الذهب الأحمر”.
ويوضح حسن مخلوف، وهو أستاذ جامعي ومتحمس لزراعة الزعفران، أن زراعته يمكن أن تساعد في توظيف ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف أسرة، بعائد اقتصادي يصل إلى عشرات الملايين من الدولارات سنويا، لو تم توفير الأدوات اللازمة. ويوصي مخلوف بشدة بزراعة الزعفران كبديل لزراعة القنب غير القانونية، والذي طالما زُرع علانية في منطقة البقاع اللبنانية.
متابعات