فضائح قطر تلطخ كأس العالم

تركز وسائل الإعلام والمهتمون بالشؤون الرياضية على حجم الوفيات الهائل بين العمال الأجانب وشبهات الفساد التي تحيط بتنظيم قطر لمونديال 2022. لكن وجهاً آخر مثيراً للجدل بدوره يزيد من حدة الانتقادات الموجهة إلى الإمارة الخليجية ألا وهو الأثر البيئي “الخطير”، في وقت تعقد فيه دول العالم قمة المناخ “كوب 27” في شرم الشيخ المصرية.

لا يمر أسبوع تقريباً دون أن تكشف الصحافة الدولية أو يتم تناقل تقارير على نطاق واسع تشكك في “أخلاقية” الطريقة التي تمكنت من خلالها قطر من الحصول على تنظيم البطولة. ولا يمر أسبوع كذلك دون أن يعود الحديث مجدداً عن الـ6500 عامل أجنبي الذين قضوا في أماكن إنشاء البنية التحتية، بحسب الغارديان، والذي يؤشر على “سجل قطر الحقوقي السيء”، وفق المنظمات الحقوقية الدولية.

لكن أسبوعية “ريبورتير” الفرنسية المتخصصة والمهتمة بالقضايا البيئية لخصت فيما وصفته بـ”10 سخافات” مونديال 2022 وتحدثت عن “العديد من الفضائح التي تلطخ كأس العالم” و”التجاوزات القاتلة للمناخ” في الإمارة الثرية، كما عرّجت على أوضاع العمال المهاجرين و”انتهاكات حقوق الإنسان”.

وقالت الأسبوعية إنه من أصل ثمانية ملاعب لكأس العالم، جهزت سبعة بأنظمة تكييف للهواء، وخاصة ملعب الوكرة حيث تقام المباراة الأولى للمنتخب الفرنسي والذي يحتوي ما يقرب من 180 فتحة تهوية بهدف تبريد الأرض، في بلد يمكن أن تصل فيه درجات الحرارة إلى 50 مئوية.

لكن أبرز “سخافة” ذكرتها الأسبوعية تتعلق بكون الملاعب “الضخمة باهظة الثمن” لن يتم إعادة استخدامها بعد المنافسة، حيث سيتم تفكيك واحد منها على الأقل وهو “استاد 974″، أو استاد رأس أبو عبود، بالكامل بعد كأس العالم.

وعلى الرغم من أن جميع الملاعب تقع بالقرب من الدوحة، ضمن دائرة نصف قطرها 60 كيلومتراً فقط، إلا أن 1.2 مليون متفرج متوقع قدومهم لن يتمكنوا من البقاء في مكان قريب بسبب عدم وجود أماكن إقامة كافية في قطر وسيتنقلون من وإلى الدول المجاورة بطائرات ستقلع كل عشر دقائق. وتم التخطيط للقيام بـ168 رحلة يومية “ذهاباً وإياباً” لحضور المباريات: 60 من دبي و48 من مسقط و40 من الرياض وجدة و20 من الكويت.

وشككت الأسبوعية في تأكيد المنظمين على أن كأس العالم سيحقق “حيادية الكربون” مستندة إلى تقرير لمنظمة Carbon Market Watch البلجيكية غير الحكومية. كذلك، في تقرير نُشر في تموز/يونيو 2021، قدرت الفيفا نفسها الانبعاثات بـ3.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو مستوى أعلى بكثير من النسخ السابقة للمسابقة في روسيا في 2018 (2.167 مليون طن) أو البرازيل في 2014 (2.7 مليون طن) أو في جنوب إفريقيا عام 2010 (2.753 طن).

ثم تتطرق الأسبوعية إلى وفيات العمال وتقول إن “كأس العالم يقام فوق مقبرة”، رغم بعض الإصلاحات التي أدرجتها الدوحة، بعد انتشار تقرير في شباط/فبراير عن وفاة 6500 عامل من الهند وباكستان ونيبال وبنغلاديش وسريلانكا في قطر. ولفتت إلى أن العدد الفعلي للوفيات “قد يكون أعلى من ذلك”، لأن الأرقام لا تتضمن العمال من دول أخرى مثل الفلبين أو كينيا.

ومن الطبيعي أن تفتح كثرة المواضيع المثيرة للجدل شهية وسائل الإعلام لمتابعتها وتغطيتها، لكن قطر ستفرض عليها وضع الكاميرات في الملاعب حصرياً، كما لن يسمح للصحفيين، بحسب الغارديان، بالتصوير في المباني الحكومية أو الجامعات أو دور العبادة أو المستشفيات أو المساكن أو الشركات الخاصة. في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، قُبض على صحفيين نرويجيين كانا يحققان في ظروف عمل المهاجرين واحتُجزا لمدة 36 ساعة أثناء محاولتهما مغادرة البلاد.

وتتواتر الاتهامات لقطر بـ”شراء المونديال” والتورط في شبهات فساد، ففي آذار/مارس 2020، قال المدعي الفيدرالي الأمريكي في بروكلين أن العديد من الأعضاء المصوتين في اللجنة التنفيذية للفيفا تلقوا رشاوى. وكذلك زعم فريق تحقيق صحفي فرنسي أن باريس تواطأت مع الدوحة لمقايضة دعم فرنسا لترشيح قطر بشراء مقاتلات “رافال” وشراء نادي “باريس سان جيرمان” وحتى دعم حملة الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي في الانتخابات.

متابعات 

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى