فتياتُ المستقبلِ خارجَ المدارسِ “

فتياتُ المستقبلِ خارجَ المدارسِ “
بقلم / هند الارياني
مليونا طفل خارج المدرسة، هذه إحصائية اليونيسف لعام 2021 عن عدد الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدرسة بسبب الحرب في اليمن، ولكن الأسوأ أن من يدرسون هم أيضا بدأوا يتركون المدارس بسبب فرض رسوم على أولياء الأمور من قبل المدارس الحكومية، تخيل جيلاً جديداً من الأميين. من المستفيد من ذلك؟ طبعاً المستفيد هم الجماعات المسلحة التي تحكم حالياً، وتريد جيلاً محارباً لا يفقه شيئاً ليتّبع قياداتهم، ويملئون فكره بخرافاتهم، ويقودونه للمحرقة، وهو يعتقد بأنه يرضي الله بقتله لأخيه اليمني.
كنت متحدثة في مؤتمر في برلين عقدته وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية، والذي أُعلن فيه عن خطة نسوية تنموية قدمتها الوزيرة، وكان هذا خبراً إيجابياً بالنسبة لي خاصة وأن نجاح اليمين المتطرف في عدة دول في أوروبا يمثل خطراً على النسوية، والمساواة، وحقوق الإنسان بشكل عام ليس فقط في أوروبا، ولكن في كل العالم.
في كلمتي التي ألقيتها في المؤتمر ذكرت عدة مواضيع منها أهمية دعم تعليم الفتيات في اليمن عن طريق دعم أسرهن، فهؤلاء الفتيات عندما يحرمن من تعليمهن يتم تزويجهن، ظلم كبير، وواقع مخيف، ومستقبل مظلم.

تحدثت أيضا عن وضع المرأة اليمنية، وحقوقها التي تسلب منها تدريجياً باستخدام قانون يمنعها من السفر، والتنقل بحجة ولي الأمر، والهدف منه أن تصبح المرأة بلا عمل، مقيدة، وعالة على الرجل، وبالتالي تفقد استقلاليتها، وتعتمد على الرجل إن أرادها أن تكون سعيدة كانت، أو بائسة بلا حول ولا قوة كانت.
الخوف هو أن يكون هذا القانون بداية لقوانين أخرى تسحب كل الاستحقاقات التي ناضلت من أجلها نسويات الماضي، وأخاف أن تصل اليمن لما وصلت إليه أفغانستان إن تم تجاهل هذا الأمر، واستمرت حملات التخوين، وتشويه المجتمع المدني، والقيادات النسوية، الأمر فعلا مفزع، ويستوجب وقفة قوية.

المجتمع المدني في اليمن ضعيف جداً، ويحتاج دعمنا جميعاً سواء يمنيين، أو غير يمنيين، لذلك لا تترددوا في الكتابة عن نساء اليمن، فخسارة حقوق المرأة في اليمن، أو إيران، أو أفغانستان يؤثر علينا جميعاً كنساء في العالم كلِّه.
متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى