تحظى لعبة رياضية جديدة اسمها “كويدتش”، خارجة من روايات هاري ربوتر الشهيرة، التي جلبت ملايين الجنيهات الإسترلينية لمؤلفتها البريطانية جوان رولينج هذه الأيام بشعبية واسعة لدى الشباب.
ولا يمكن لجميع المباريات النهائية لكأس العالم لكرة القدم، تقديم مستويات رائعة من السحر والإثارة، بنفس القدر الموجود في ألعاب “كويدتش”، الموصوفة في روايات وأفلام هاري بوتر. وفي الأفلام ينقض بوتر ممتطيا عصا المكنسة الخاصة به والتي تستخدمها الساحرات ثم يغوص بها، متحديا الموت للفوز بمباراة تلو الأخرى، على الرغم من خطورة الخصوم المنافسين.
وأصبحت الآن لعبة كويدتش التي اخترعتها المؤلفة جوان رولينج، ليمارسها أبطال سلسلة رواياتها الخيالية منذ 25 عاما، رياضة حقيقية يمارسها الشباب على أرض الواقع في مختلف أنحاء العالم. وتحظى اللعبة بشعبية خاصة في ألمانيا، حيث يوجد أكثر من 40 فريقا، ويمارسها حوالي 1300 لاعب، مما يجعلها ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد الفرق في العالم بعد الولايات المتحدة، وفقا لما يقوله كيفن كوبر من رابطة كويدتش الألمانية.
وهذه اللعبة التي تمارس على الملاعب في جميع أنحاء العالم، هي مزيج من رياضات الرغبي وكرة المناورة وكرة اليد، مع استخدام خمسة أنواع من الكرات في وقت واحد في اللعب، وفقا لتطور أحداث اللعبة.
**إحدى السمات المميزة للعبة، هي أنه يتعين على اللاعبين دائما الاحتفاظ بمكنسة بين أرجلهم بما يكفل شيوع جو من المرحب بين اللاعبين
وتسمح قوانين اللعبة بأن تكون الفرق مختلطة بين الجنسين، وتضم اللعبة أربعة مراكز مختلفة: الصيادون والحراس والسائقون والباحثون. وإحدى السمات المميزة للعبة، هي أنه يتعين على اللاعبين دائما الاحتفاظ بمكنسة بين أرجلهم، بغض النظر عما إذا كانوا يعدون أو يقذفون الكرة في إحدى الحلقات الثلاث المعلقة على قوائم، والتي تمثل أهدافا يتم التسجيل فيها بتمرير الكرة بداخلها، أو سواء كانوا يتخلصون من الخصوم أو يطورون الهجوم.
ويقول هواة ممارسة اللعبة إن وجود المكنسة بشكل دائم، يكفل شيوع جو من المرح بين اللاعبين، ويعلق أمون شيللر (21 عام) مدرب فريق هانوفر نيفلرز الألماني للكويدتش على وجود المكنسة، قائلا “إنها رياضة، أنت تمشي مع وجود أعمدة بلاستيكية بين ساقيك، فإلى أي مدى يمكنك أن تأخذ الأمر على محمل الجد؟”.
ويلعب روبن مينزل من فريق براونشفايج، إلى جانب عضو آخر في الفريق في المنتخب الوطني للعبة. وكمثال على جدية الفرق الألمانية في ممارسة هذه اللعبة، رغم أنها تتسم بالمرح وتجلب البهجة، هو أن فريق بروميكورنز الذي يرتدي قمصانا وردية اللون، مزينة بصور لوحيد القرن وألوان قوس قزح، يمارسون اللعب بقوة لتحقيق الفوز.
وبدأ اللاعب روبن مينزل (23 عاما) وهو طالب يدرس علم النفس، ممارسة الرياضة بلعب كرة القدم الأميركية، قبل أن يكتشف لعبة كويدتش، ويقول “في البداية كنت أشعر أن هناك قدرا كبيرا من الممارسات الساخرة في هذه اللعبة”.
ويضيف الذي أصبح الآن ملتزما بممارسة الكويدتش كرياضة بجدية، “إن هذه اللعبة تحتاج من الناحية التكتيكية إلى تدريب متواصل”، كما أنه يعرب عن تقديره للحيوية التي تتمتع بها التشكيلة المتباينة للفريق، بعكس الطابع الذكوري الخالص لرياضة كرة القدم الأميركية.
وذكر اتحاد الكويدتش الألماني، أنه “من بين اللاعبين السبعة في كل فريق بالملعب، يسمح لأربعة لاعبين كحد أقصى بأن يكونوا من نفس النوع”، وهذا يضمن الترحيب باللاعبين من جميع الأنواع ذكورا أو إناثا أو غير ذلك.
ويقول المدرب شيللر إنه “بشكل عام تقوم رياضة كويدتش على شعار، يؤكد أن جميع اللاعبين يتمتعون بالمساواة، وأنه يلقون معاملة على قدم المساواة، سواء كانوا من النساء أو الرجال أو حتى من لا ينطبق عليهم تعريف الذكر أو الأنثى”.
**رياضة الكويدتش يمكن ممارستها في الأماكن المفتوحة وبذلك قد تستفيد هذه اللعبة هي الأخرى من اتجاه ممارسة الرياضة في الهواء الطلق
وبينما يحتفل عشاق سلسلة هاري بوتر بمرور ربع قرن على ظهورها، فإن اتحاد الكويدتش الألماني، لا يخطط لإقامة أي احتفالية بهذا الخصوص. ويقول الاتحاد إنه يحاول أيضا أن ينأى بنفسه عن هاري بوتر، وتحديدا بسبب الضجة التي ثارت بشأن تصريحات رولينج لمعارضتها المساواة الاجتماعية والقانونية للنساء المتحولات جنسيا، مع النساء المولودات بأعضاء جنسية أنثوية”.
والخطوة الأولى تتمثل في تغيير اسم هذه اللعبة، ويريد الاتحاد الألماني للكويدتش تنفيذ مقترحات الاتحاد الدولي للكويدتش، الذي اقترح اختيار اسم جديد. ويدرس الاتحاد الدولي حاليا مجموعة من الأسماء البديلة التي تبدأ بحرف الكاف، مثل كويكبول التي تعني الكرة السريعة أو كويدسترايك أي هجمة الكويد، على أمل أن يمهد الاسم الجديد لشراكات جديدة، دون المخاطرة بانتهاك أي حقوق لعلامة تجارية أو فيلم ما.
ومع ذلك تتساءل الخبيرة الرياضية أنيت هوفمان، عما إذا كان سيكتب للعبة الكويدتش الرسوخ على المدى الطويل، مشيرة إلى أنواع من الرياضات الجديدة التي ظهرت ولمعت لفترة قصيرة من الزمن، ثم تلاشى الاهتمام بها، مثل الدراجة ذات العجلة الواحدة على سبيل المثال.
من ناحية أخرى تقول الخبيرة إن شكل الألعاب الرياضية تغير منذ تفشي جائحة كورونا، حيث تراجع الإقبال على ممارسة الألعاب في القاعات المغلقة، مشيرة إلى أن أعدادا متزايدة من الأشخاص اختاروا بدلا من ذلك، ألعابا تمارس في الأماكن المفتوحة والهواء الطلق، مثل التنس والغولف وركوب الدراجات.
ويمكن ممارسة رياضة الكويدتش في الأماكن المفتوحة، مثل الحدائق العامة أو المروج، أو على ملاعب كرة القدم، ومن هنا فإن هذه اللعبة قد تستفيد هي الأخرى من اتجاه ممارسة الرياضة في الهواء الطلق.