صحيفة تكشف عن قيمة “الهدايا” التي قدمتها قطر لمسؤولين بريطانيين لتحسين صورتها

كشف تقرير لـ”الغارديان” أن قطر أنفقت مئات آلاف الدولارات على هدايا ورحلات لمسؤولين بريطانيين خلال الأشهر التي سبقت استضافتها لكأس العالم.

ويشير التقرير إلى أنّ الحكومة القطرية قدّمت هدايا لمسؤولين بريطانيين بقيمة 291 ألفا و740 دولارا أميركا خلال 12 شهرا حتى أكتوبر 2022، بما في ذلك إقامات فندقية فاخرة ورحلات طيران على درجة رجال الأعمال وتذاكر للمشاركة في فعاليات سباق الخيل.

تفوق قيمة الهدايا القطرية للمسؤولين البريطانيين مجموع المبالغ المقدمة من قبل 15 دولة للمسؤولين البريطانيين. وهي أكثر بست مرات من مبلغ الـ43 ألفا و737 دولارا التي صرفت على الهدايا والضيافة التي قدمتها الإمارات للمسؤولين البريطانيين، وهي ثاني أكبر مانح حكومي أجنبي.

كما تفوقت الهدايا القطرية التي قدمت على مدار الـ12 شهرا الماضية بكثير على الهدايا المقدمة في الأعوام الماضية والمذكورة في السجلات، ما يكشف عن كيفية تكثيف السلطات القطرية لجهودها لجذب المسؤولين البريطانيين قبل كأس العالم، بحسب الصحيفة.

وتظهر السجلات أن أعضاء الحكومة أعلنوا عن هدايا وخدمات ضيافة بقيمة 116 ألفا و137 دولار من قطر في السنوات الخمس الماضية حتى أكتوبر 2021، ولكن أكثر من ضعف ذلك خلال الأشهر الـ12 الماضية وحدها.

واعتبرت منظمة الشفافية الدولية أنّه من “المقلق للغاية” قبول المسؤولين البريطانيين “كرم ضيافة بقيمة آلاف الدولارات من حكومات أجنبية ذات سجلات مشكوك فيها في مجال حقوق الإنسان”، ومع ذلك، لا يوجد ما يشير إلى أن أي عضو في مجلس النواب قد خالف القواعد، وفق تقرير “الغارديان”. ولم تجيب الحكومة القطرية على طلبات التعليق المتكررة.

وتوضح “الغارديان” أنّه في بعض الحالات، بدا أن النواب الذين حصلوا على هدايا مجانية تحدثوا لاحقا بشكل إيجابي عن قطر في المناقشات البرلمانية، أو صرفوا الانتباه عن بعض القضايا.

وخلال نقاش حول الاستعدادات لكأس العالم، في وقت سابق من هذا الشهر، ألقى ألون كيرنز، الذي يترأس مجموعة برلمانية غير رسمية شُكّلت من أجل “تعزيز العلاقات الجيدة بين المملكة المتحدة وقطر”، خطابا يشيد بقطر، بما في ذلك “الإشادة” باستجابتها للأزمة الإنسانية في أفغانستان.

وتشير السجلات إلى أنه تلقى ما قيمته 10 آلاف و827 دولارا من التبرعات من الحكومة القطرية خلال العام 2022، وذلك خلال رحلة لمدة خمسة أيام في فبراير للقاء مسؤولين قطريين، ولرحلة بعد شهر إلى حضور منتدى الدوحة للسياسات.

من جهته، ردّ عضو البرلمان ديفيد مونديل، الذي قبل كرم ضيافة بقيمة 8  آلاف و678 دولارا من قطر في رحلة في أكتوبر الماضي، على القلق الذي طرحه عضو برلماني آخر حول حقوق مجتمع الميم في قطر بقوله إنّ على النقاد “تركيز طاقاتهم على التعامل مع قضايا المثليين في كرة القدم الاحترافية في المملكة المتحدة، بدلا من مجرد الإشارة إلى المشكلات التي قد تنشأ في بلدان أخرى، فما زلنا بحاجة إلى التركيز على القضايا في الوطن”.

كما أجرى مونديل، أول مسؤول حكومي محافظ مثلي الجنس، مقابلة مع وكالة حكومية في قطر هذا العام انتقد فيها التغطية الإعلامية “التي لا أساس لها من الصحة” حول تقرير عن سجل قطر في مجال حقوق العمال.

ولم يذكر النتائج التي توصلت إليها منظمة العمل الدولية بأنه “رغم تحقيق الإنجازات في مجال حقوق العمال في قطر، إلا أن هناك “ثغرات في التنفيذ”، وكذلك لم يذكر بحثها السابق الذي وجد أن 50 عاملا في قطر فقدوا حياتهم في عام 2020 وحده، وأكثر من 500 عامل أصيبوا بجروح بليغة و37600 عامل يعانون من إصابات خفيفة إلى متوسطة”.

وكُشف عن تفاصيل تبرعات قطر من خلال تحليل البيانات في سجل النواب. وتظهر السجلات أن 34 نائبا أعلنوا عن 40 تبرعا من قطر في العام المنتهي في أكتوبر 2022. من بينهم 22 نائبا من حزب المحافظين وسبعة من حزب العمال وثلاثة من الحزب الوطني الإسكتلندي واثنان مستقلان.

دفعت وزارة الخارجية القطرية تكاليف الزيارات الشاملة، وعادة ما تنفق 8 آلاف و130 دولارا إلى 9 آلاف و290 دولارا للفرد على الرحلات الجوية والفنادق والوجبات خلال رحلة تستغرق سبعة أيام.

وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في 25 أكتوبر الجاري إن بلاده، التي تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، تتعرض إلى حملة لم يسبق أن تعرض لها بلد مضيف لكأس العالم.

وأضاف بن حمد في خطاب: “منذ أن نلنا شرف استضافة كأس العالم، تعرضت قطر إلى حملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف. وقد تعاملنا مع الأمر بداية بحسن نية، بل اعتبرنا أن بعض النقد إيجابي ومفيد”.

وتابع: “ولكن ما لبث أن تبين لنا أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير حتى بلغت من الضراوة مبلغاً جعل العديد يتساءلون للأسف عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة”.

واستدعت وزارة الخارجية القطرية يوم الجمعة 28 أكتوبر السفير الألماني كلاوديوس فيشباخ وسلمته مذكرة احتجاج على تصريحات وزيرة الداخلية نانسي فيزر بشأن استضافة قطر لكأس العالم 2022. وانتقدت الوزيرة سجل قطر في مجال حقوق الإنسان خلال مقابلة مع إحدى الإذاعات المحلية، وفق “رويترز”.

وقال عمال، طُردوا من منازلهم، لـ”رويترز” إن قطر أخلت مجمعات سكنية تضم آلاف العمال الأجانب في وسط العاصمة الدوحة، في نفس المناطق التي سيقيم فيها مشجعو كرة القدم الزائرون خلال كأس العالم.

وذكر العمال أن السلطات أخلت أكثر من 12 مبنى وأغلقتها، ما أجبر العمال، وأغلبهم آسيويون وأفارقة، على البحث عن أي مأوى يمكنهم العثور عليه- بما في ذلك افتراش الرصيف أمام أحد مساكنهم السابقة.

وأتت هذه الخطوة قبل أقل من أربعة أسابيع من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم في 20 نوفمبر، والتي أثارت تدقيقا دوليا مكثفا على معاملة قطر للعمال الأجانب وقيود قوانينها الاجتماعية.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى