مكنت أموال قطر جماعة الحوثي من تأصيل نشر أفكارها المذهبية في كل المناطق التي تسيطر عليها، في شمالي البلاد، عبر مقررات التعليم المدرسي في المدارس الحكومية والخاصة.
ومن وقت مبكر، عمد الحوثيون إلى تجريف قطاع التعليم في اليمن واستخدامه لبث أفكارهم ومعتقداتهم الطائفية التي نقلوا معظمها عن “ملازم” مؤسس الجماعة حسين الحوثي، إذ نفذوا تغييرات جوهرية على المناهج التعليمية، شملت مقررات التربية الوطنية واللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ والجغرافيا.
بيد أن تكاليف طباعة المنهج المفخخ كانت عائقاً أمام وصوله إلى المدارس الحكومية والأهلية، في مناطق نفوذ الحوثيين، قبل أن تتكفل دولة قطر عبر “جمعية قطر الخيرية”، بتمويل الطباعة وإذابة هذا العائق، ضمن دعم الدوحة المتواصل لذراع إيران في اليمن.
وفي وقت سابق أعلنت جمعية “قطر الخيرية”، عن مناقصة لطباعة الطبعة الجديدة من الكتاب المدرسي، بعد التغييرات ذات البعد الطائفي، التي أجرتها ميليشيات الحوثي، وجاءت المناقصة تحت عنوان “مشروع دعم أطفال اليمن لطباعة الكتاب المدرسي”.
وتتمحور التغييرات الحوثية حول القضايا المتعلقة بالثورة اليمنية ضد النظام الإمامي في عام 1962 والتي ينظر إليها الحوثيون على أنها انقلاب، وهو ما يحاولون تكريسه في المناهج الجديدة.
كما عمل الحوثيون على تبييض صورتهم كميليشيا مسلحة خاضت ستة حروب ضد الدولة في صعدة، من خلال وضع إشارات إيجابية في المناهج الدراسية عن حركتهم والسطو المسلح على مؤسسات الدولة الذي قاموا به في عام 2014 بصفته ثورة.
وشمل التحوير المتعمد على الكتاب المدرسي، قضايا تاريخية ودينية من خلال فرض الحوثيين وجهة نظرهم المذهبية الشيعية ورؤيتهم التاريخية للأحداث، وهو ما كشف عنه انحيازهم ضد رموز دينية يحترمها اليمنيون عموما مثل الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان الذين تم حذفهم من المقررات الدينية.
بل إن الأمر تجاوز ذلك إلى تغيير الصور في مناهج القراءة ووضع صورة تجسد شخصية حسين الحوثي (مؤسس الجماعة) وشقيقه عبدالملك (زعيمها الحالي) ووالدهما بدر الدين الحوثي.
ومنذ استيلائها على مؤسسات الدولة بقوة السلاح، عمدت الجماعه الحوثيه، إلى تحريف المناهج الدراسية وإعادة صياغتها بما يتلاءم مع فكرها الطائفي، وإحياء الإمامة، ومحاولة القضاء على كل ما يمت للجمهورية اليمنية بصلة.
ومقابل تنامي النزوع الطائفي لدى الحوثيين لتجريف معتقدات اليمنيين وتدمير وعيهم عبر المناهج التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، تقف الحكومة اليمنية عاجزة عن فعل شيء عدا التنديد في “تويتر”.
متابعات