صاحب لمسات خاصة على أي عمل فني يشارك فيه حتى ولو كان دوراً ثانوياً، فلابد أن يترك أثراً في قلوب المشاهدين، وبعد غياب 23 عاماً عاد للدراما مرة أخرة، لذلك يعد الفنان المصري محسن محيي الدين نجماً من طراز فريد وصاحب تاريخ فني كبير، وأعطى للفن سنوات من عمره ووظف كل سنواته الفنية ببراعة شديدة في تجسيده لشخصية «حسن فخر الدين» بمسلسل «ريفو» الذي يعرض خلال الفترة الحالية على إحدى المنصات الرقمية.
في البداية أشار محيي الدين إلى أن غيابه 23 عاماً عن الفن لم يؤثر على الإطلاق ولم يندم على هذه الفترة بالعكس، كانت من أحسن فترات حياته على حد تعبيره، لافتاً إلى أنه نضج فيها وتعلم الكثير وقرأ أكثر وعلم ما المطلوب منه كإنسان.
وقال إن أكثر ما لفت انتباهه للعمل في مسلسل «ريفو» أنه يتناول موضوعاً جديداً كما أنه يُحب كتابات محمد ناير كثيراً، فهو كاتب جيد والتقى معه من قبل في فيلم «الكاهن»، وأعجب كثيراً بشخصية حسن فخر الدين التي جسدها ضمن أحداث العمل.
وأوضح محيي الدين: عرض العمل على منصة رقمية لم يضره، بل تسبب في تحقيق مشاهدات عالية له فالمنصات أصبحت تجذب المشاهدين أكثر من التليفزيون لأنها أتاحت لهم فرصة مشاهدة الأعمال دون فواصل إعلانية كما أتاحت لهم فرصة مشاهدة العمل كاملاً وفقاً لظروفهم.
ويقول محيي الدين: السر وراء نجاح الأعمال التي تتناول فترات زمنية سابقة هو لهفة المشاهدين للأعمال التي تتناول الحقب الزمنية المختلفة عن التي نعيش بها، والحالة التي تحدث حالياً هي بتر الماضي وتاريخه ولذلك نجد أن معظم الأشياء المتواجدة حالياً هشة لأن ليس لها أساس فجيل هذا الزمن لا يعرف شيئاً عن الموسيقى العربية ولا عن تطورها.
ويضيف: الشباب الذين يعيشون بالفترة الحالية لا يعلمون شيئاً عن الحقب الزمنية القديمة ولا عن مشاهير هذه الفترات.
أما عن رأيه في موسيقى المهرجانات فقال محيي الدين، إن الأغاني سمعتها رغماً عنى فعندما أسير في الشارع أجد كل الناس تسمعها ولكنني لا أحبها فهي لا يوجد بها فن وأصواتها بعيدة عنا والآلات هي التي تغني وليس الأشخاص وأشعر وكأن مطربي المهرجانات بلا عاطفة فأنا لا أحكم عليهم فهذا عصرهم وجيلهم وهذه موسيقية هذا الجيل ولكنها لا تعجبني، فأنا أحب الأغاني التي بها أحاسيس وموسيقى ومشاعر وتنوع في الموسيقى.
وعن علاقته بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي قال: أعترف أنني لا أحب التعامل مع التكنولوجيا بكثرة ولست من محبي مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أتعامل معها، فجمهوري يحب فني لفني وليس ليراني في شاشة تليفونه كلما أمسكه، وأخرج لأقول له إنني عملت هذا وأحب ذلك وأكره شخصاً ما، فأنا من الجيل الذي يؤمن بأن الفنان كثير الظهور ليس له سعر.
أما أبرز الفرق الموسيقية التي كان يحب سماعها بفترة التسعينات فقال: فرق الموسيقار هاني شنودة و الراحلين عزت أبو عوف والموسيقار عمار الشريعي وفرقة يحيى خليلة.
وحول نجوم التسعينات الذين تمنى العمل معهم قال: كان من فضل الله علي أنني عملت مع معظم نجوم فترة التسعينات أمثال الراحلين محمود يس، نور الشريف ومحمود عبدالعزيز، كما عملت مع النجوم عادل إمام وحسين فهمي وغيرهم، كما أنني أخرجت فيلماً اسمه «شباب على كف عفريت» سنة 1990 ثم توقفت عن التمثيل عندما حدثت حرب الخليج التي تسببت في وقف الحال للكثيرين.
«ملف سري»
عما كان يميز مسلسله الرمضاني السابق «ملف سرى» قال محسن محيي الدين إنه تناول فترة كان بها فساد ما، فضلاً عن تحكم رجال الأعمال في الكثير من الأمور حتى يظل الفساد متواجداً، وهذه قضية مجتمعية شائكة، كما أن العمل في كل حلقة كانت أحداثه تتصاعد.
وحول ردود الأفعال حول دوره قال: الجمهور أعجب بالدور كثيراً وشهدوا بأنني لعبت دوراً جديداً وأعجبتهم طريقة تناولي للشخصية.
متابعات