ودعت السلطات الصحية الإماراتية “كافة أفراد المجتمع في حال توفر أي من هذه الأدوية لديهم إلى ضرورة عدم استخدامها وطلب المشورة الطبية في حال ظهور أي ردود فعل عكسية بعد استخدامها”.
لماذا يعتبر الدواء قاتلا؟
يحذر استشاري الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، الدكتور محمد علي عز العرب، من تأثيرات “الدواء الضار” الذي تم تصنيعه خارج نطاق “المواصفات الطبية القياسية”، ولم يتم خضوعه لـ” اختبارات الجودة”.
وفي تصريحات لموقع “الحرة”، يشير إلى أن إنتاج تلك الأدوية لم يخضع لتلك الاشتراطات مما جعلها تحتوي على “مواد سامة قاتلة”.
وفي وقت سابق نقل موقع (موني كونترول) الإخباري عن هيئة الرقابة الدوائية في ولاية هاريانا قوله إن “شركة مايدن لم تقم بإجراء اختبار جودة للبروبيلين جلايكول وثنائي إيثيلين جلايكول وإيثيلين جلايكول، في حين أن كميات معينة من مادة بروبيلين جلايكول لم يكن لها تاريخ إنتاج أو صلاحية”.
ويؤكد الدكتور عز العرب أن تلك المواد تسبب “مشكلات في الجهاز الهضمي والكلي”، وتؤدي للإصابة بـ”الفشل الكلوي الحاد ثم الوفاة”.
وفي 29 سبتمبر، أمرت السلطات الصحية في غامبيا، بسحب كل الأدوية التي تحتوي على الباراسيتامول أو البروميثازين من الأسواق.
وأصدرت وكالة مراقبة الأدوية في غامبيا رسالة تذكير بكل المنتجات التي تحوي الباراسيتامول أو البروميثازين “المشتبه في أنهما تسببا في تسجيل حالات فشل كلوي حاد لدى الأطفال ووفاة عدد منهم”.
لكن الدكتور عز العرب يشير إلى أن الأدوية الأربعة “لا تحتوي على مواد فعالة قاتلة”، لكن “الملوثات الخارجية” نتيجة ظروف التحزين والتصنيع هي السبب الرئيسية في تسببها بحالات الوفاة للأطفال.
ووفقا لعز العرب ففي حال وجود تلك المواد الفعالة بأدوية آخري فهي “آمنة وتم إجراء تجارب عليها”، مشددا على أن “المشكلة الحالية تتعلق بملوثات خارجية في المنتجات الهندية هذه”.
تحذير من “تسرب الدواء القاتل”
رغم تأكيد السلطات الهندية أنه “تمت الموافقة على تصدير شراب السعال إلى غامبيا فقط”، لكن منظمة الصحة العالمية قالت إن “هذه الأدوية ربما ذهبت إلى أماكن أخرى من خلال أسواق غير رسمية”.
ولا تتوفر إحصاءات رسمية حول وجود تلك الأدوية في بعض دول المنطقة من عدمه، لكن هناك إمكانية لتسرب بعض تلك المنتجات إلى دول عربية نتيجة “تهريب الأدوية المغشوشة عبر السوق الموازية”، وفقا لحديث عز العرب.
وحسب حديث عز العرب ففي حال توفر أي من الأدوية الأربعة “القاتلة” لدى بعض الأسر فعليهم “التخلص منها فورا لضمان أمن وسلامة أبنائهم”.
وفي حال وجود تلك الأدوية في دولة ما عبر “القنوات الرسمية وموافقات وزارات الصحة” فيجب منعها أيضا لتجنب وقوع وفيات جديدة بين الأطفال، حسب حديث عز العرب.
ويشدد على أهمية “الاستنفار الطبي الكامل” لكل مراكز اليقظة الدوائية في الدول العربية، والتأكد من سلامة “خطوط الإنتاج” لجميع الأدوية من خلال تحليل “عينات عشوائية” لاكتشاف وجود أي ملوثات خارجية.
ويجب أن يكون لدى الدول العربية “خطوات استباقية” للكشف عن وجود ملوثات في الأدوية وتجهيز المعامل المختبرية بأفضل السبل التكنولوجية الحديثة، وفقا لحديث عز العرب.