كاد الفنان اللبناني جورج حرّان أن ينسى اسمه الحقيقي بعد أدائه شخصية المختار «أبو أحمد» في مسلسل الهيبة، فقد أصبح الكل يناديه بهذا الاسم، وهو تأقلم معه، رغم أدائه أدواراً مختلفة، لكن «أبو أحمد»، كان له الأثر الأكبر في مسيرته الفنية، وشكّل نقلة نوعية فيها… معه كان لنا لقاء سألناه فيه:
* بدأت عملك التمثيلي في الثمانينات، ولكن انتشارك الواسع جاء مع مسلسل الهيبة، فهل يزعجك الأمر؟
– بدايتي كانت في الثمانينات في مسلسل البركة على شاشة تلفزيون لبنان، مع نجوم كبار مثل ميشال تابت، إيلي صنيفر، ليلى حكيم، سليمان الباشا، ليلى كرم، منى طايع، أسعد رشدان وغيرهم…كذلك كنت نشطاً مسرحياً وشاركت في معظم مسرحيات أنطوان غندور، ولكن بسبب ظروف الحرب ابتعدت عن الفن وعملت في وظيفة بعيدة كلياً عن المجال، إلى أن التقيت المنتج مروان نجار الذي كان يعتقد أني مسافر، وأقنعني بالعودة من خلال مسلسل «صارت معي».
* «الهيبة» مسلسل، فيلم، وثائقي….هل تستأهل كل هذا؟
– لو لم تكن تستأهل لما كان هذا التعدد، وما كان هناك خمسة أجزاء من المسلسل، علماً بأنه كان مُقرراً جزء واحد في البداية، ولكن النجاح الساحق فرض أجزاءً أخرى نظراً لطلب المحطات سلفاً، خصوصاً أن نجاحه تخطى الحدود المحلية والعربية ووصل إلى العالمية، وتمت دبلجته إلى اللغة الصينية، اليابانية والإسبانية.. اليوم ولأول مرة يشتري الأتراك قصة عربية، فهم اشتروا «الهيبة»، ويتم تصويرها بالتركي.
* الدراما اللبنانية تعيش فترة نهوض، فهل تعتقد بأن المشاركة العربية كان لها دور في هذه النهضة؟
– لا يمكن أن ننكر بأن الإنتاج المشترك أعطى زخماً كبيراً لها، نظراً لتوفر المال للإنتاج، وبعدما كان الطلب محلياً أصبح عربياً أقلّه على الممثلين اللبنانيين…
* هل تتطلع إلى البطولة المطلقة؟
– لم يعد الحاضر زمن البطولة المطلقة، حتى لو بيع على اسم مُحدّد، ولم يعد الأمر كما في السابق، إذا أحببنا البطل شاهدنا العمل، وإذا لم نحبه نُعرض عن مشاهدته. اليوم نعيش عصر البطولات الجماعية وهذا ما لمسته في الهيبة بكل أجزائه.
* أين تجد الدراما اللبنانية في نهضتها؟
– قاربت منتصف الطريق…
* ماذا ينقصها بعد ليتم تسويقها كدراما لبنانية بحتة؟
– ينقصها الإنتاج القوي، القصة القوية…والتسويق القوي بوجه هجمة التسويق التركي الطاغي على كل المحطات العربية..
* ولكن هناك مواضيع لا تتناسب مع مجتمعاتنا؟
– بالتأكيد، لذلك يتم الاقتباس بتصرف… فالأتراك يغوصون في التفاصيل.
أعمال كوميدية
* شاركت في بداياتك في أعمال كوميدية، أين أنت منها اليوم، وأين هي؟
– لا شك في أننا نحتاج إلى هذه الأعمال اليوم، والسؤال نفسه أطرحه اليوم، وأتمنى أن أجد عملاً جديداً، بعدما استهلك القديم، مثل «غنّوجة بيّا» الذي أُعيد عرضه عشر مرّات…
* الكوميديا تعاني أزمة نصوص، أم أزمة تسويق؟
– أزمة نصوص، وهي غير مُكلفة، لأن تصوير المسلسل الكوميدي يُمكن أن ينحصر في الاستوديو، هو بحاجة لنص جميل، ممثل موهوب، خفيف الدم، يعيش اللحظة الكوميدية ولا يفتعلها، لأن افتعال الكوميديا كما يحصل مع البعض يُعطي رد فعل سلبياً..
* ماذا في جعبتك اليوم؟
– بعد الانتهاء من تصوير «التحدي»، كان لا بد من إجازة، وكنت شاركت في مسلسلات«من إلى»، «رقصة مطر»، «بانارويا»…
* هذه مسلسلات قصيرة تُعرض عبر المنصات؟
– هناك قصص لا تحتمل 40 أو 50 و60 حلقة، لأنها قد تتعرض للحشو الفارغ فتضيع القصة وتضيع معها النهاية، فتكون الحلقة الأخيرة «ممجوجة تثير الاستياء»..
* هل ستطغى المنصّات على التلفزيون؟
-إلى حد كبير…خصوصاً بعد انحسار الإعلانات عن التلفزيون.
* ما هو الدور الذي تتطلع إليه اليوم؟
– كل دور يصلني أعيشه وكأنه الأفضل بين أعمالي، لأعطيه كل ما عندي.
متابعات