“كنوز اقتصادية”.. ماذا تعني مناطق أوكرانيا المنفصلة لروسيا؟

مع الرفض الغربي لنتائج استفتاءات ضم 4 مناطق أوكرانية لروسيا، وخطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، يتوقع خبراء تغير معادلة الحرب في أوكرانيا.

ووقع بوتين، الخميس، مرسوما، اعترف فيه بالمنطقتين الأوكرانيتين مستقلتين، في خطوة سبقت خطابه، الجمعة، الذي أعلن فيه لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا “أراض روسية”.

وأسفرت نتائج الاستفتاءات في المناطق الأربع، عن تأييد الناخبين للانضمام لروسيا. ويطرح هذا القرار تساؤلا حول أسباب تمسك بوتين بضم هذه المناطق لبلاده.

 أهمية المناطق الأربع

وتمثل المناطق التي جرى فيها الاستفتاء أهمية استراتيجية من حيث الموقع وعدد السكان ومواردها الطبيعة:

تقع زاباروجيا وخيرسون داخل سهل أوروبا الشرقية، وتربطهما حدود مشتركة.

تحد زاباروجيا من الشرق دونيتسك، ومن الجنوب بحر أزوف، وتقع على حدود دنيبروبتروفسك الأوكرانية.

تبلغ مساحتها 27.18 ألف كم مربع، وتضم 5 مقاطعات و14 مدينة.

يبلغ سكانها 1.636 مليون شخص، يوجد منهم حاليا 43 في المئة.

تحد خيرسون منطقتا نيكولاييف ودنيبروبيتروفسك الأوكرانيتين، وتربطها حدود مع شبه جزيرة القرم من الجنوب، وبحر أزوف من الجنوب الشرقي، والبحر الأسود من الجنوب الغربي.

تبلغ مساحتها 28.46 ألف كم مربع، وتضم 5 مناطق.

يبلغ سكانها أقل من مليون، يعيش فيها منهم حاليا الربع.

منطقتا لوغانسك ودونيتسك

في 22 فبراير، اعترف بوتين باستقلال لوغانسك ودونيتسك، وهما تقعان جنوب سهل أوروبا الشرقية، ويشتركان في الحدود.

تربط الحدود لوغانسك مع خاركيف بأوكرانيا، وبيلغورود وروستوف وفورونيج في روسيا.

مساحة لوغانسك تقدر بـ 26.68 ألف كم مربع، ويقطنها 1.4 مليون نسمة.

ترتبط حدود دونيتسك مع روستوف الروسية المطلة على بحر آزوف، ومناطق دنيبروبتروفسك وزاباروجيا وخاركيف الأوكرانية.

تبلغ مساحتها 26.52 ألف كم مربع.

ويعيش فيها 2.2 مليون نسمة.

كنوز استراتيجية واقتصادية

لا تقتصر أهمية لوغانسك ودونيتسك على موقعهما وحدودهما المشتركة مع روسيا، بل تمتد للاقتصاد.

تضم المنطقتان أكبر مناجم الحديد والصلب والفحم الحجري بأوكرانيا.

تتركز 70 في المئة من ثروات أوكرانيا فيهما.

نقطة مهمة في شبكة المواصلات البحرية والبرية.

تعبرها صادرات أوكرانيا المتجهة للبحر الأسود والشرق الأوسط.

تقع أهم موانئ التصدير الأوكرانية، ماريوبول، ضمن الحدود الإدارية لدونيتسك.

يرى الخبير في العلاقات الدولية عبد المسيح الشامي،، أن المناطق الأربعة تعني الكثير للرئيس الروسي لعدة أسباب:

هي الأقرب جغرافيا لروسيا وتمتد مع القرم التي ضمتها موسكو 2014.

أهميتها التاريخية باعتبارها كانت تابعة لروسيا في الحقبة السوفيتية.

كانت دونباس مركز الصناعة الروسية بعد اكتشاف الفحم الحجري.

تحرص موسكو على أن تبعد أي خطر يأتي من ناحية أوكرانيا إلى أراضيها،.

ويضيف أنه “بقرار الضم يغلق بوتين هذه الثغرة تماما أمام واشنطن؛ منعا لاستخدام هذه المناطق وسيلة ضغط في الحرب”.

تأثير القرار

وعن تداعيات قرار بوتين على الحرب، يتوقع الشامي أن تتغير معادلة الحرب لهذا الاتجاه:

طوال 6 أشهر ظلت دونباس نقطة مواجهة شرسة بين موسكو وكييف، وبعد ضمها لروسيا أصبحت أراضٍ يتحدد مصيرها وفقا للشروط الروسية؛ ما يمنحها حق استخدام أسلحة أكثر فتكا لمواجهة الأسلحة الغريبة.

ويتسبب ضم المناطق الأوكرانية في إعادة خلط الأوراق بين أطراف النزاع، ووضع شروط جديدة للصراع.

ستزيد حدة التهديدات بين روسيا والغرب، مما ينذر بمرحلة جديدة من التصعيد إذا لم تلتزم أوكرانيا بشروط روسيا في هذه الأقاليم المنفصلة، حسب الشامي.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى