تظاهر عشرات آلاف من أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي، الأحد، في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، التي تشهد توترا متصاعدا منذ أسابيع.
وجاءت المظاهرة استجابة لدعوة الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس بوادي وصحراء حضرموت. وقد رفع المحتجون لافتات مؤيدة للمجلس الانتقالي ومطالبة بإعلان “دولة الجنوب”، كما جددت الثقة برئيس المجلس عيدروس الزُبيدي.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، أعلن مساء السبت، أنه يقترب من “إعلان الدولة” في الجنوب. جاء ذلك على لسان رئيس الجمعية الوطنية للمجلس علي الكثيري، خلال لقائه في مدينة سيئون (في حضرموت) وجهاء وأعيان مديرية رخية، بحسب الموقع الإلكتروني للمجلس.
وقال الكثيري إن “الجنوب يقترب من لحظة حاسمة تتمثل في إعلان الدولة، وهذا الأمل أصبح شبه مكتمل”.
ويتهم المجلس الانتقالي الحكومات المتعاقبة بتهميش المناطق الجنوبية سياسيا واقتصاديا، ويدعو إلى استقلالها مجددا عن الشمال.
وفي 22 مايو 1990، توحدت الجمهورية العربية اليمنية (شمال) مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب) لتشكيل الجمهورية اليمنية.
وشدد الكثيري على “أهمية توحيد الصف ونبذ الخلافات، لا سيما في مديريات وادي حضرموت”.
ودعا إلى “تحصين الجبهة الداخلية من أي فوضى أو انقسامات للحفاظ على الانتصارات المحققة”، في إشارة إلى رفض الانسحاب من حضرموت.
وتحدث عن “نجاحات تحققت خلال الأيام الماضية في تعزيز الأمن الداخلي، ومنع حمل السلاح وإطلاق النار، وإشراك المواطنين في حماية مناطقهم”.
ومنذ أوائل ديسمبر الجاري، تسيطر قوات المجلس على حضرموت والمهرة، اللتين تشكلان نحو نصف مساحة اليمن (حوالي 555 ألف كيلومتر مربع).
وردا على الدعوات التي تطالب المجلس بالانسحاب من المحافظتين، قال الكثيري إن “المجلس الانتقالي لم يعتد على أحد في الداخل أو الخارج، وشعب الجنوب يدافع عن أرضه التي حررها”.
وزاد بأن “محاولات شيطنة الانتقالي لم تعد تنطلي على أحد، وأبناء حضرموت هم مَن طالبوا بدعم القوات المسلحة الجنوبية لتحرير وادي وصحراء حضرموت”، على حد قوله.
الكثيري تحدث عن “الحرص على العلاقات مع الأشقاء في دول التحالف العربي (لدعم الشرعية في اليمن)، وفي مقدمتها السعودية والإمارات”.
وأعرب في الوقت نفسه عن رفضه “أي محاولات لكسر إرادة شعب الجنوب من قبل أطراف لم تتمكن من تحرير مناطقها، وتسعى لتصفية قضية شعب الجنوب”.
والجمعة، أعلن “الانتقالي” أنه “منفتح على أي تنسيق أو ترتيبات تضمن المصالح المشتركة مع السعودية”، مع تمسكه بما سماها “تطلعات شعب الجنوب”.
وتنقسم حضرموت إداريا إلى قسمين أحدهما يضم المديريات الساحلية وأكبر المدن فيه المكلا، فيما يشمل الآخر مديريات الوادي والصحراء وأكبر مدنه سيئون.