أدانت خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في سفارة بلاده في إسطنبول، فكرة توجه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى لندن لتقديم واجب العزاء للعائلة الملكية.
ونقلت صحيفة الغارديان عن جنكيز ومدافعين عن حقوق الإنسان قولهم إن “محمد بن سلمان يحاول استخدام الحداد لكسب الشرعية”.
ولم تؤكد أي مصادر رسمية خبر توجه محمد بن سلمان لبريطانيا لا من الرياض ولا من لندن.
وكانت الصحيفة البريطانية نقلت عن مصدر لها أن ولي العهد السعودي سيحل بالمملكة المتحدة الأحد، لتقديم العزاء للملك تشارلز الثالث، لكنه لن يحضر الجنازة المقررة الاثنين.
تعليقا على هذه الأنباء، قالت جنكيز، إنها كانت تتمنى أن يتم القبض على الأمير السعودي بتهمة القتل عندما يهبط في لندن، لكنها عبرت عن خشيتها من أن تغض سلطات المملكة المتحدة الطرف، عن “التهم الجادة وذات المصداقية” الموجهة إليه في قضية مقتل خطيبها.
ووجد تقرير استخباراتي أميركي رفعت عنه السرية صدر في عام 2021 أن عملية قتل أو اختطاف خاشقجي تمت بموافقة الأمير محمد بن سلمان.
وقال تقرير المخابرات إن تقييمه استند إلى “سيطرة ولي العهد على صنع القرار” في المملكة، و “المشاركة المباشرة لمستشار رئيسي وأعضاء من عناصر حمايته في القتل، و”دعمه لاستخدام الإجراءات العنيفة” لإسكات المعارضين مثل خاشقجي.
لكن ولي العهد السعودي نفى في أكثر من مرة تلك الاتهامات كان آخرها عند استقبال الرئيس الأميركي جو بايدن في جدة، وقال إن الرياض اتخذت الإجراءات القانونية بحق مرتكبي ذلك الفعل.
وقالت جنكيز “إن وفاة الملكة مناسبة حزينة حقا لكن لا ينبغي السماح لولي العهد بتلطيخ ذكراها واستغلال هذا الوقت في الحداد للبحث عن الشرعية والتطبيع”.
كما قوبلت الأنباء عن قيام ولي العهد السعودي برحلته الأولى إلى لندن منذ عام 2018 باستياء بعض السعوديين في المنفى، بمن فيهم عبد الله العودة، المعارض السعودي البارز المقيم في واشنطن.
وقال العودة، وهو ابن الداعية السعودي المعتقل، سلمان العودة، الذي يواجه حكما بالإعدام، إن رحلة الأمير محمد بن سلمان، جاءت في الوقت الذي باتت السعودية تتخذ إجراءات صارمة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، بما في ذلك، طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز، سلمى الشهاب (34 عاما)، والتي تم اعتقالها أثناء إجازتها في المملكة وحكم عليها بالسجن لمدة 34 عامًا.
واتُهمت الشهاب بمساعدة معارضين يسعون لزعزعة استقرار المملكة بسبب إعادتها تغريدات على موقع تويتر.
وقال العوده متحدثا عن ولي العهد السعودي “لقد أصبح أكثر جرأة على السفر حول العالم بعد قضية خاشقجي نتيجة لعملية إعادة تأهيل من قادة غربيين”.
وقال ناشط آخر، وهو سيد أحمد الوداعي، مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية المقيم في المملكة المتحدة: “يجب على الطغاة المستبدين ألا يستغلوا وفاة الملكة كفرصة لمحاولة إعادة تأهيل صورتهم أثناء تصعيدهم للحملات القمعية في بلادهم”.
من جانبها، قالت أنييس كالامارد، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، التي حققت سابقًا في مقتل خاشقجي، إن خطة الأمير محمد لإبداء احترامه للملكة، أعادت إلى ذهنها مقتل الصحفي السعودي، وكيف حرمت عائلته من تخصيص جنازة محترمة له.
متابعات