أدهم مروان وضريبة النجاح.

أدهم مروان وضريبة النجاح.
بقلم / عبدالوهّاب البراري / تونس

ليس من عادتي التطرق لمثل ما سأتناوله من خلال الأسطر التالية ولكن من باب الانصاف وعدم السكوت عن الاصداع بكلمة الحقّ، أمام ما يأتيه بعض من اعتقدوا أنهم سلاطين الشاشة أو ملوك القلم والكلمة الحرّة التي تبني ولا تهدم، كنقد بعيدا عن التجريح وتناول المواضيع والأحداث بنبل الصّحفي الحرّ واحترام الشاشة ومشاهديها، ولكن ما أتته إحداهنّ منذ مدّة قصيرة جعلني أغادر مربع الصمت بسبب ما قالته في إحدى المحطات الاذاعية بالرّغم من تدخل منشّط الحصّة ومحاولته مساعدتها ونصحها عمّا ادّعته بخصوص فنّان لبناني جاب التراب التونسي من شماله الى جنوبه وساهم بفنّه في اسعاد من حضروا في جميع المهرجانات الصيفية التي أحياها، جمهور صفّق له طويلا، لأغانيه الخاصّة وكذلك البعض من أغاني أقطاب الأغنيّة التونسيّة على غرار الجمّوسي وصابر الرباعي والمرحوم قاسم كافي…
تعامل مع رموز الكلمة واللّحن من وطننا الحبيب بكل حرفية واحترام واقتدار من أمثال الشاعر لطفي عبد الواحد:(رسالة مفتوحة: في بلادي) والعملاق لطفي بوشناق والملحن غازي العيادي من خلال عدة أغاني (جمالك مصيبة، الله يعوض علينا)
سجل أكثر من 14 كليب غاية في الجمال والحرفيّة مروّجا من خلالها لجمال تونس وسياحتها كمنطقة غار الملح من عروس الشمال ببنزرت الشامخة وأخرى تغنّى فيها ببلده الأمّ لبنان وغنى لمصر…
اعتمد في كل حضور له في تلك المهرجانات على موسيقيين من تونس واعتمد على خبرتهم الموسيقية ولم يجلب معه زملاء له من لبنان منارة الفن العربي وتلحف بالراية التونسية في أغلب المحطات.
لم يلهف آلاف الدولارات حسب ادّعائها، كان رجلا متواضعا خلوقا يستمع للجميع غنّى على مسرح صفاقس، المنستير، بنزرت، بومخلوف، بلاريجيا، سليانة، باجة، والحمامات…
كلّ ذلك مسجل ومدوّن على العديد من المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي.
ادّعت سلطانة الشاشة والمحطات الاذاعية ما يلي وأسوق كلامها حرفيا:
مش عارفة الفنّانين هذومة شكون وراهم، شكون جابهم، شكون يلقط في خبزة من وراهم!
أدهم مروان عندو 8 مهرجانات في تونس وإلاّ 12 يدور ويعكل..
ريتشي فنان تونسي مشا للبنان وحلولو البيبان.
اصواتنا المزيانة شادة ديارها وهو موجود.
لا ويغني في التونسي، غنى وديع الصافي كي قدر ربي.
اش نوة الصوت إلي عندو؟
اسمو ادهم شلهوب في الحقيقة كان يخدم في الكاباريهات في باريس ب100دولار الليلة، 350الف دينار تونسي وعنا في تونس يحوس ويأخذ في العملة الصعبة.
من المفروض هوما يخلصونا باش يطلعو يغنيو عنا.
البارح في المهرجان انتشى والا يغني ”اللمو اللمو نحبو ونكره امو” ما يفرقش بين كباريه ومهرجان (والحقيقة أنّه تصرّف في النّص فقال: نحبّو ونحبّ أمّو وهذا التّصرّف في النّص أسعد الحاضرين فصفّقوا له طويلا)
حتى المايسترو محمد الاسود الي معاه باهت.
صارت مناوشات بينو وبين الفرقة زادا لايزي يغنيو في مهرجاناتنا وزيد يسمعونا الكلام
كان تحبو تتصدقو بالمهرجانات جماعتنا اولى بالصدقة في محاولة بائسة منها لتشويهه والاستنقاص من قيمته الفنية التي شهد له بها الاعلام الداخلي والعربي
اتحدث هنا عن الفنان أدهم مروان صاحب الصوت الشجي القادم من أرض المقاومة والصّمود وارض أليسار ومعقل الفن وطن فيروز ووديع الصافي وغيرهما، على تلك الأرض وعلى مسارحها غنى لطفي بوشناق وصابر الرباعي وامثالهما من وطننا الأخضر فاطربوا وما تلقى أحد منهم إهانة من أحد أو تحامل عليه البعض كالذي تفضلت به هذه الصحفية لغاية في نفس يعقوب.
في مهرجان بنزرت سجّلته على المباشر وغنّت معه ودار بينهما حديث رائع في كنف الاحترام.
في مهرجان نسمات الحمّامات كان من المبرمج ان يدور بينهما حوار اخر كتصريح اعلامي بعد نزوله من المنصّة انتظر لمدّة أكثر من ربع ساعة صحبة مديرة اعماله ولم تكن الصحفية موجودة وغادر لالتزامات ولظرف خاص عائلي.
سيدتي الكريمة، اين حرفيتك المزعومة وقد فاتك ان اخلاقه وحرفيته يمنعانه من من أيّ تصرّف يمسّ احترامه وتقديره امضيّفيه ، وليس من عادته الغرور او تجاهل وسائل الاعلام وليس من مصلحته في شيء فعل ذلك وليس من دماثة أخلاقه ورفعة تصرفه ان يسمح لنفسه فعل ذلك، أدهم مروان ومن وراءه سافن ميوزك seven music أرقى وأكبر من أن يؤثر فيه تجريح زائف أو ادعاء باطل،
أما كان عليك ايتها الفاضلة الراقية في مهنتك وتصرفك ان تكوني في الموعد وتحترمي ضيوف تونس وتنتقدين اداءه وصوته وفنّه ولك كامل الحق في ذلك؟
هو ضيف تونس وليس ضيفك وكل إدارات المهرجانات في الوطن ليسوا بالأغبياء والجهلة حتى يقبلوا على مسارحهم من لا قيمة فنيّة له وليست جماهير تلك المهرجانات بالتافهة حتى ترضى بالتّافه من الفنون، فقد قطعوا سهراتهم حين استخفّ بهم بعض أبناء الوطن ممّن نعتبرهم فنّانين وبذوقهم واخلاقهم وعبّروا عن ذلك في وسائل الاعلام الوطنية.
أدهم مروان عازف عود ومغن وملحّن، ويعزف أيضًا آلة على الأورغ والطبلة والبزق.
ينحدر من عائلة فنيّة كبيرة وعريقة في لبنان، أبوه يجيد العزف على العود والغناء، وأمّه تملك صوتا ملائكيا رنّانا، أعمامه وأخواله أيضًا، ابنة عمه عايدة شلهوب مطربة كبيرة من العصر الذهبي قامت بأعمال فنيّة كثيرة مع الأخوين الرحباني وهي أول امرأة في الشرق الاوسط حازت على ديبلوم دكتوراه لتعليم الغناء الشرقي وتخرج الكثير من نجوم الفن على يدها (وائل كفوري، عبير نعمة، غادة شبير، نزار فارس وغيرهم).
يحضر لعدّة أغاني باللهجات المصرية والخليجية واللبنانية والتونسية سيتم طرحها في الوقت المناسب.
اختم رأيي فيما حدث بالقول أنّ أدهم مروان لم يختر تونس للهف آلاف الدولارات بل على العكس من ذلك فقد دفع الملايين من حقوقه للعازفين التونسيين وفرقهم فأين الاستخفاف بالذوق التونسي وعدم احترامه لتونس؟
هو يعشق تونس وأهلها وأكثر المتردّدين على وطننا إن كنت لا تعلمين فأهلا به كلما حطّ رحاله بهذا الوطن الأخضر، وأهله الذين يعرفون أصول الضيافة وقوانينها ولا يسمحون لأحد مهما علا شأنه ان يستهزئ بذوقهم وحسّهم الفنّي الرّاقي.
ختاما أقول لك هداك الله وأنّه لا ينال الشهرة من شهّر بالآخرين بدون حقّ والصحفي التونسي ليس من عادته وأخلاقه تسلّق الشهرة بالافتراءات الواهية.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى