تشهد العاصمة المؤقتة عدن حالة من التوتر السياسي داخل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، إثر قرارات أصدرها عضو المجلس ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، بشكل منفرد.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصادر حكومية يمنية تأكيدها أن رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، طلب تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية لاحتواء الخلاف، فيما تأتي هذه التطورات عقب تأكيد مصدر حكومي أن قوات تابعة للمجلس الانتقالي اقتحمت مكتب نائب وزير الاعلام حسين باسليم في عدن وتسليم المكتب لصلاح العاقل الذي كان قد عُين قبل أيام بقرار أحادي من رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، كـ”نائب لوزير الإعلام”.
ووفقًا للمصادر ذاتها، طلب العليمي من القيادة السعودية الضغط على الزبيدي للتراجع عن 11 قرارا أصدرها مؤخرا والتي تضمنت تعيين 12 قياديًا من المجلس الانتقالي في مناصب حكومية حساسة، منها نائب لوزير الإعلام والثقافة وعدد من وكلاء المحافظات الجنوبية.
ويُتوقع أن توجه السعودية دعوة لأعضاء مجلس القيادة لعقد اجتماع يهدف إلى حل الخلافات والاتفاق على آلية مشتركة لإصدار القرارات، بما يضمن الحفاظ على التوافق بين جميع مكونات المجلس.
وفي المقابل، دافع المجلس الانتقالي الجنوبي عن قرارات الزبيدي. وأكد أنور التميمي المتحدث باسم رئيس الانتقالي الجنوبي في تدوينة على حسابه بفيسبوك “الالتزام الكامل بدعم الحكومة وتعزيز حضور مؤسسات الدولة”، معتبرا أن هذه القرارات تهدف إلى “تفعيل هذه المؤسسات ودعم الإصلاحات”، في ظل ما وصفه بـ”عدم وجود إجراءات جادة من مجلس القيادة”.
وتأتي هذه التطورات في وقت تثير فيه القرارات الأحادية التي أصدرها الزبيدي جدلًا واسعًا، حيث يرى البعض أن صلاحيات إصدار مثل هذه التعيينات محصورة برئيس المجلس رشاد العليمي، ما يُعمق الانقسام ويهدد الشراكة الهشة بين مكونات المجلس.
ويفاقم اقتحام مكتب نائب وزير الاعلام في الحكومة اليمنية في عدن التوتر القائم بين الانتقالي الجنوبي والشرعية فمن خلال فرض شخصية معينة في منصب وزاري بالقوة، يؤكد المجلس الانتقالي على قدرته على تجاوز الإطار القانوني والشرعي للدولة. وهذه الخطوة لا تقوض فقط سلطة الحكومة في عدن، بل تضع علامة استفهام حول جدية المجلس في الالتزام بالشراكة المعلنة.
ولا يقتصر الصراع بين الحكومة والمجلس على الجانب العسكري فقط، بل يمتد إلى السيطرة على مفاصل الدولة المدنية، فمن خلال السيطرة على وزارة الإعلام، يسعى الانتقالي الجنوبي إلى التحكم بالخطاب الإعلامي الرسمي، وتوجيهه بما يخدم أجندته وإضعاف الرواية الإعلامية للحكومة. ويشير هذا التطور إلى أن الصراع هو صراع نفوذ وسيطرة على كافة المؤسسات.
وعلى الرغم من أن المجلس الانتقالي يشارك في الحكومة، إلا أن مثل هذه الأفعال الأحادية تعكس التدهور في العلاقات بين الطرفين، ما قد يؤدي إلى اضعاف الجبهة الداخلية الموحدة ضد جماعة الحوثي، وربما يُهدد بتفجر صراعات جديدة بين مكونات مجلس القيادة الرئاسي نفسه، الذي يمثل شراكة بين عدة قوى.
متابعات