بعدما كانت العمود الفقري للجيش الأمريكي في مواجهة الدبابات، تتحول مروحية الأباتشي AH-64، إلى سلاح متعدد المهام لمواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار، وهي التحدي الأبرز في ساحات القتال الحديثة.
ويعمل الجيش الأمريكي على تعزيز قدرات الأباتشي “AH-64E” بتكامل تكنولوجي متقدم، مثل أنظمة التحكم في الطائرات بدون طيار (MUMT-2)، ورادارات متطورة، لتتماشى مع متطلبات الحروب الحديثة، لتثبت أنها سلاح إستراتيجي يجمع بين الدقة والمرونة، مؤكدة مكانتها كأداة حاسمة في حماية القوات البرية من التحديات الجديدة.
وتشمل التحديثات صواريخ ستينغر جو-جو، وأنظمة استهداف دقيقة، مما يجعل الأباتشي منصّة متعددة الاستخدامات، وقادرة على مواجهة الطائرات بدون طيار والدبابات على حد سواء.
ووفق تقرير لموقع “ديفنس نيوز”، فقد أظهرت الأباتشي قدرات متقدمة في اكتشاف وتتبع وتدمير أهداف جوية في بيئات متنازع عليها، خلال عرض توضيحي أجرته، مؤخراً، وزارة الدفاع الأمريكية، بالتعاون مع الحرس الوطني في كارولينا الجنوبية.
استخدمت المروحية ذخائر متنوعة تشمل صواريخ جو-أرض مشتركة (JAGM)، ومتغيرات هيلفاير، وصواريخ هيدرا-70 المزودة بنظام التوجيه الدقيق (APKWS)، إضافة إلى قذائف 30 ملم بصمامات تقارب، محققة إصابة 3 من 4 أهداف.
ونقل الموقع عن ضابط الصف دانيال يورك أن “الهدف كان إثبات قدرات الأباتشي، وضمان بقائها أصلاً حيوياً في القتال الحديث”، مؤكداً أن هذه القدرات تجعلها منصة مرنة وفعالة من حيث التكلفة.
وسبق أن أثبتت الأباتشي فاعليتها في تدريب سابق، في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، حيث أطلقت صواريخ هيلفاير ضد طائرة بدون طيار، مما يعكس جاهزيتها لمواجهة هذه التهديدات.
مواجهة التهديد الرئيس
تزايد انتشار الطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة جعلها تهديداً رئيساً، خاصة مع محدودية أنظمة الدفاع الجوي الحالية التي تعتمد على منصات أرضية أو حلول باهظة.
وسيتيح تجهيز الأباتشي، بأجهزة استشعار متطورة وشبكات ربط بيانات تكتيكية، نشرها على مسافات أوسع لتعزيز الوعي الظرفي، ومواجهة التهديدات بسرعة وكفاءة، كما يقول المقدم كوساك، مدير برامج هيلفاير، مضيفاً أن “الأباتشي، مع أطقمها المدربة، هي النظام الأكثر قابلية للتكيف في ساحات القتال”.
لكن التحدي يكمن في تخصيص وقت لتدريب الأطقم، ودمج الذخائر الجديدة لتخفيف عبء العمل، إلا أن المؤكد أن الأباتشي تواصل تطوير قدراتها لتوفير إنذارات مبكرة، وتحييد التهديدات.
ولن يكون هذا التحول حصرياً على الولايات المتحدة، فبحسب “ديفنس نيوز”، استخدمت البحرية البريطانية مروحية وايلدكات HMA 2 لإسقاط طائرة بدون طيار بصاروخ مارلت في 2024، بينما أسقطت فنلندا أهدافاً مماثلة باستخدام مروحية NH90 مزودة برشاشات M134.
متابعات