فلنُسقط الألقاب

بقلم/ مارلين سلوم

ما أسهل إطلاق الألقاب على الفنانين سواء كان وراءها صحفي يريد مجاملة الفنان أم من قبل فريق عمل الفنان و«مدير أعماله» بدافع الرفع من شأنه، فيصبح اللقب هو بوابة التعريف التي تسبق الحديث عن هذا وتلك، لكن هل كل لقب يليق بصاحبه أو صاحبته وهنا نتحدث عن أهل الفن الحاليين مثل شيرين عبد الوهاب التي يقولون إنها «صوت مصر»؟.

حتى لو أحببت صوت شيرين واعتبرته مميزاً، إلا أن صفة «صوت مصر» لا يجب أن تُطلق إلا على من تكون سفيرة مصر التي تحمل بلدها بصوتها أينما ذهبت حول العالم وتجسد في نفس الوقت الصورة الجميلة عن مصر الحضارة والأصالة والرقي.. فهل تنطبق هذه المواصفات على شيرين؟ وإذا كانت هذه الفنانة هي صوت مصر، بكل تقلباتها ومزاجيتها وعدم استقرارها الحياتي والنفسي والتخبط الذي تعيشه وعدم قدرتها على تقديم نفسها للناس بشكل يعكس أي ثقافة مقرونة بالموهبة، فماذا نقول عن النماذج المشرّفة مثل السوبرانو فاطمة سعيد التي شاركت في افتتاح متحف الحضارات وأعادت تقديم أغنية «أهواك» لعبدالحليم حافظ بتوزيع جديد يليق بالصوت الأوبرالي؟ وماذا نقول عن السوبرانو المصرية الشهيرة فرح الديباني، التي لعبت ومازالت تلعب دوراً بارزاً في تعزيز العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا ورافقت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في آخر زيارة له إلى القاهرة، علماً أنها تحظى بتقدير كبير وشهرة واسعة في فرنسا وسبق أن انتشرت لها صورة أثناء تقبيل الرئيس الفرنسي يدها تعبيراً عن تقديره لموهبتها؟.

الديباني أول مصرية تنضم إلى أوبرا باريس الوطنية وغنت أمام قادة وزعماء كثر من مختلف أنحاء العالم وتلقى تقدير واحترام الجميع ليس بسبب موهبتها فقط بل لسمعتها الطيبة ولباقتها في التصرف على خشبة المسرح ورقيها في الغناء ومثلها طبعاً فاطمة سعيد وفنانات سخَّرن موهبتهن لتقديم أجمل الغناء واختيار أفضل الكلمات والألحان.

بينما تعبر أمامنا نماذج تضع نفسها في خانة البحث عن الشهرة وكسب المال دون أي اعتبار لسمعة ولمضمون ولقيمة الفن وللقيم الاجتماعية والأخلاقية.

روبي التي غنت في آخر حفل لها في الساحل أغنية «ثلاث ساعات متواصلة» لم تكتف بالإيحاءات التي تتضمنها تلك «المهزلة» والتي يعتبرونها أغنية، بل أرفقتها بتعليقات غازلت بها الجمهور تشرح الكثير مما تعنيه الأغنية وكأنها تريد التأكد من أن الجميع قد فهم ويفهم ما المقصود بالثلاث ساعات المتواصلة؟! روبي دخلت الفن من باب الإثارة والأغاني «غير البريئة»، وحسبنا أنها عدَّلت مسارها بعد اقتحامها مجال التمثيل، فإذا بها تعود مع كل صيف لتثير الجدل إما بإطلالات مثيرة وإما بمهزلة غنائية، فليتنا نكتفي بتحمّل وجود أمثالهن في الفن ولنسقط الألقاب ولا نمنحها إلا لمن يستحقها بموهبته وأخلاقه ووعيه.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى