بقلم/مايا الهواري
لكلّ شيء ناجح أساس ناجح، وأساس البيوت النّاجحة اختيار الزّوجين. هذان الزّوجان لا بدّ من توفّر الشّروط اللازمة فيهما ليصبحا شريكين جديرين ببناء أسرة، لأنّ بناء بيت سعيد ناجح لا يأتي فجأة، بل يتدرّج بشكل مدروس ابتداءً من اختيار الزّوجين وانتهاءً بإنشاء جيل يفخر به المجتمع، علماً أنّ اختيار الشّريكين يكون ضمن معايير جيّدة.
وما أكثر النّدوات والمحاضرات الّتي تتحدّث عن كيفيّة الاختيار الصّحيح، سواء من ناحية الدّين، العلم، النّسب إلخ، ومن ثمّ اتّفاق كلّ من الزوجين على القيام بمهامه الأساسيّة، وأن يكونا السّند لبعضهما في الأيّام الصّعبة، فالزّواج عقد مقدّس ينبغي احترامه واحترام هذا الارتباط، والسّعي بكلّ الوسائل لنجاحه. والشّخص الذّكيّ عاطفيّاً هو الّذي يستوعب الطّرف الآخر ويساعده في مسيرة الحياة، ويكون داعماً له، فكما يسعى البنّاء لجعل بنائه جميلاً من الدّاخل والخارج ويضع فيه كلّ إمكانيّاته ليعجب المشتري، كذلك المنازل يجب العمل على جعلها جميلة من الدّاخل والخارج، من الدّاخل بأن تكون الأسرة سعيدة، متعاونة، يسود الحبّ والألفة بين أفرادها فينتقل ذلك بدوره إلى المجتمع الخارجيّ ليزدهر باجتماع باقي الأسر.
إنّ مسؤوليّة بناء أسرة مسؤوليّة كبيرة، لأنّ الأسرة هي الخليّة الأولى في المجتمع، وهي النّواة الأساسيّة لبنائه، فمن أراد مجتمعاً متطوّراً مزدهراً عليه الاهتمام بالأسرة وأفرادها، فمتى صَلُح الأساس صلُح البناء والعكس في المجتمعات الّتي يكثر فيها الطّلاق، حيث نجد أسرها مفكّكة وأفرادها مشتّتين، يعيشون حياة بائسة ملؤها الإحباط، ممّا ينعكس على المجتمع بأسره.
نستنتج ممّا سبق أنّ البناء السّليم يحتاج إلى بنية سليمة، فالصّرح الشّامخ لم يشمخ في الهواء بسهولة، بل تمّ دعمه من الأساس ووضع الثّوابت في الأرض، كذلك البيوت لا بدّ من تدعيمها بداية من الزّوجين وانتهاءً بالأولاد، فأصلحوا أساساتكم لتعمر بيوتكم.