أسباب تراجع ذاكرة الأطفال أثناء الدراسة وأنشطة لتقويتها

أظهرت دراسة أن الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة الذين ينامون أقل من تسع ساعات يوميًا يعانون من اختلافات في بنية الدماغ ومزيد من المشاكل في المزاج والتفكير مقارنة بمن يحصلون على قسط كاف من النوم.
وتشير النتائج إلى أن التدخلات في النوم قد تكون ضرورية للمساعدة في تحسين الصحة العقلية والسلوكية خلال فترة ما قبل المراهقة وما بعدها. إليك ما يؤكده الأطباء والاختصاصيون عن العلاقة بين نقص النوم والذاكرة عند الأطفال.
أدرك العلماء منذ زمن طويل أن الحصول على قسط كافٍ من النوم خلال مرحلة الطفولة يُفيد نمو الدماغ. إلا أن الآليات الدماغية الكامنة وراء ذلك غير مفهومة جيدًا. ورغم أن الخبراء يُشيرون إلى ضرورة حصول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا على تسع ساعات نوم على الأقل يوميًا، إلا أنه لم يتضح بعد تأثير قلة النوم على دماغ الطفل.
أسباب مشاكل الذاكرة عند الأطفال؟

قد يكون ملاحظة مشكلة في الذاكرة لدى طفلك أو مراهقك أمرًا مُقلقًا للغاية. وقد تتساءلين إن كانت نوبات ذاكرته طبيعية في مرحلة نموه، أم أن وجود خلل في ذاكرته يُشير إلى مشكلة أكثر خطورة. بدلًا من القلق بشأن الاحتمالات، يحدد الأطباء أسباب مشاكل الذاكرة. كالآتي:
الإعاقات التنموية والفكرية
تُسبب الإعاقات النمائية والفكرية، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والتوحد، ومتلازمة داون، ومتلازمة ريت، واضطراب اللغة النمائي، مشاكل في الذاكرة بشكل شائع. ورغم أن بعض هذه الحالات قد تؤثر على الذاكرة طويلة المدى والذاكرة البصرية، إلا أنها غالبًا ما تُسبب اضطرابًا في الذاكرة العاملة. تمنح الذاكرة العاملة الأطفال (والبالغين) القدرة على حفظ المعلومات في أذهانهم لفترة كافية لإنجاز مهمة أو اتخاذ قرار. يدوم هذا النوع من الذاكرة لبضع ثوانٍ فقط، وسعة استيعابه محدودة. لا يستطيع معظم الناس حفظ سوى بضع معلومات في ذاكرتهم العاملة في المرة الواحدة. بدون ذاكرة عاملة قوية، يجد طفلك صعوبة في التركيز. يواجه صعوبة في تنظيم وقته، وتخطيط أنشطته، واتخاذ خطوات لتحقيق هدف. قد تلاحظ أنه لا يستطيع اتباع التعليمات، وغالبًا ما لا يُكمل واجباته المدرسية أو أعماله المنزلية. الارتجاجات وإصابات الدماغ الرضحية عند الطفل
تحدث الارتجاجات وإصابات الدماغ الرضحية الأكثر خطورة (TBIs) عندما يُسبب اصطدام مفاجئ حركةً في الدماغ. يتحرك الدماغ في اتجاه واحد، ويرتد على الجمجمة ، ثم يرتد في الاتجاه المعاكس. قد يُصاب طفلك أو مراهقك بإصابة دماغية رضية خفيفة إلى شديدة بعد تعرضه لضربة مباشرة على رأسه. ولكن قد ينتهي به الأمر أيضًا بارتجاج في المخ بعد تعرضه لصدمة قوية على جسمه. يُعد فقدان الذاكرة أحد أكثر أعراض إصابات الدماغ الرضحية شيوعًا. في معظم الحالات، تؤثر هذه الإصابات على الذاكرة قصيرة المدى، لذا قد لا يتذكر طفلك ما حدث قبل الإصابة مباشرةً. يتعافى معظم الأطفال بسرعة بعد الإصابة بارتجاج في المخ، ولكن حتى مع إصابة دماغية خفيفة يمكن أن يستمر فقدان الذاكرة عند الأطفال لأسابيع أو أشهر.
الاضطرابات الطبية والصحية العقلية
تؤثر العديد من الحالات الطبية واضطرابات الصحة النفسية المختلفة على الذاكرة قصيرة وطويلة المدى. هذه بعض الأمثلة فقط:
-
اضطراب ما بعد الصدمة
-
اضطراب الوسواس القهري
-
اضطراب ذو اتجاهين
-
الصرع
-
نقص النوم
-
الأمراض الأيضية
-
مرض الميتوكوندريا
-
أورام المخ
-
التهابات الدماغ
-
الذئبة الحمامية الجهازية التي تبدأ في مرحلة الطفولة
الاضطرابات العصبية النفسية الحادة عند الأطفال
تُسبب اضطرابات المناعة الذاتية العصبية النفسية عند الأطفال المرتبطة بعدوى العقديات ( PANDAS ) ومتلازمة الاضطرابات العصبية النفسية الحادة عند الأطفال ( PANS ) أعراضًا سريعة وشديدة لاضطراب الوسواس القهري. كما أنها ترتبط بفقدان ملحوظ للذاكرة غير اللفظية. صدمة الطفولة يمكن لأي نوع من الصدمات أن يُسبب فقدان الذاكرة، سواءً كان ذلك تهديدًا لسلامة الطفل، أو مواجهات مستمرة مع متنمّر، أو إيذاءً جسديًا أو عاطفيًا. لكن هذا النوع من مشاكل الذاكرة قد لا يُمثل فقدانًا حقيقيًا للذاكرة. في أنواع أخرى من فقدان الذاكرة، لا يخزّن الدماغ الذكريات أو يحتفظ بها. عندما لا يستطيع الأطفال تذكر الأحداث المؤلمة، فمن المرجح أن تُسجّل هذه الذكريات في أدمغتهم لكنهم لا يستطيعون استرجاعها. يُسمى هذا اضطراب الانفصال. يمرّ الجميع أحيانًا بفترات من الانفصال. على سبيل المثال، أحلام اليقظة أو الانغماس في كتاب أو فيلم ممتع يُسبّب شعورًا بالانفصال أو انفصالًا طفيفًا عن محيطك. تسبب الصدمة انفصالًا أعمق يخدم غرضًا: فهو يحمي الأطفال والمراهقين من خلال السماح لهم بنسيان الأحداث أو المشاعر الساحقة والمخيفة والمرعبة والمؤلمة.
آثار صعوبات الذاكرة على تعلم طفلك

هل طفلك غير قادر على تذكر يومه الدراسي وروايته؟ هل تلاحظين صعوبة في الرياضيات؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن المؤكد أن طفلك يعاني من قصور في الذاكرة العاملة.
تُعد مشاكل الذاكرة العاملة من أكثر مشاكل التعلم شيوعًا، فالذاكرة العاملة هي القدرة على حفظ المعلومات في أذهاننا لفترة قصيرة (ثانيتين إلى ثلاث ثوانٍ) لاستخدامها في معالجة لاحقة. الذاكرة العاملة هي نظام تخزين مؤقت، وهي حيوية للعديد من المهام اليومية (مثل: اتباع التعليمات، والرد على المحادثات، والاستماع وفهم المقروء، والتنظيم).
في الفصل الدراسي، تحتاج الذاكرة العاملة إلى بذل جهد أكبر نظرًا لكثرة المعلومات التي يتعين على الأطفال التعامل معها. مجالات التعلم التي تتأثر بشكل كبير بضعف الذاكرة العاملة هي:
-
الاهتمام والتركيز
-
اتباع التعليمات الطويلة
-
فك رموز الكلمات وتعلم القراءة
-
التفكير المعقد وحل المشكلات
-
التنظيم الشخصي.
أعراض الأطفال الذين يعانون من صعوبات في الذاكرة

في الفصل الدراسي، يعاني الأطفال الذين يعانون من صعوبات في الذاكرة العاملة بشكل متكرر من:
-
يبدو غير منتبه أو غير مستمع
-
أحلام اليقظة عند الطفل
-
ينسى ما تم تعليمه إياه (لأنه لم يتم تعلمه فعليا)
-
لا يثق بنفسه كطالب
-
يواجه صعوبة في حل المشكلات
-
لا يستطيع أن يتذكر تمامًا ما يفترض أن يفعله
-
لديه تحصيل أكاديمي منخفض في الحساب والقراءة والكتابة
-
يجد صعوبة في اتباع التعليمات المكونة من جزأين أو أكثر
-
يجد صعوبة في نسخ الجمل من السبورة
-
لا يساهم في مناقشات الفصل أو يتطوع للإجابة على الأسئلة
-
يشعر بالإحباط الشديد، مما قد يؤدي إلى سلوكيات التمثيل
-
يظهر أداء غير منتظم، ويبدو وكأنه يتذكر بعض الأشياء في يوم ما، ولكن ليس في اليوم التالي
-
لا يبدو أنه يكمل عمله أو واجباته المدرسية بشكل مستقل.
ببساطة، تُؤدي صعوبات الذاكرة العاملة إلى ضياع فرص التعلم. ومع مرور الوقت، قد تُؤدي هذه الفرص المُفقودة باستمرار إلى بطء التقدم الدراسي وضعف التحصيل الدراسي، بالإضافة إلى صعوبات في المهام اليومية مثل ارتداء الملابس وحزم الحقائب المدرسية وتنمية الاستقلالية في الروتينات الاعتيادية كالاستعداد للنوم.
أنواع الذاكرة عند الأطفال وأطعمة مهمة لتعزيزها
ألعاب تنشط ذاكرة الأطفال





