وصلت دراسة أجرتها شركة «Adobe Future of Creativity» البريطانية للأبحاث، إلى أن مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي يكسبون في الساعة أكثر من المحامين والمحاسبين ومهندسي البرمجيات في المملكة المتحدة، وهم الأعلى دخلاً في العالم.
ويحصل المؤثرون البريطانيون على متوسط أجر في الساعة يبلغ 117.48 جنيهاً إسترلينياً ما يعادل 137 ألف جنيه إسترليني سنوياً إذا عملوا بدوام كامل، وهذا أكثر مما يتوقع أن يكسبه المحامون الذين يحصلون على متوسط راتب سنوي يقدر ب100 ألف جنيه إسترليني، بينما يحصل مطورو البرمجيات على 70 ألفاً، والمحاسبون 65 ألفاً وسائقو القطارات 65 ألفاً، وفقاً لخدمة الوظائف الوطنية التابعة للحكومة البريطانية.
ويحصل معلمو المدارس على متوسط راتب 42 ألفاً، و32 ألفاً لرجال الإطفاء والممرضات، و26 ألفاً لمساعدي المبيعات، و25 ألفاً لعمال الرعاية وسائقي التوصيل.
واستطلعت دراسة 9000 من المبدعين عبر الإنترنت في جميع أنحاء بريطانيا والولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل، وكشفت الدراسة أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه المشاهير في مشاركة المحتوى، زاد الدخل.
وتأتي الدراسة في الوقت الذي يواجه فيه بعض المؤثرين ضغوطاً لتقليل المنشورات على الإنترنت بعد زيادة نقمة الناس عليهم، بسبب التباهي بأنماط الحياة الفخمة مع ارتفاع كلفة المعيشة.
وأثارت مولي ماي هيغ (23 عاماً) من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي بريطانية الجنسية، يتابعها 6.4 مليون متابع على إنستغرام، جدلاً لقولها كل شخص لديه نفس ال 24 ساعة في اليوم لكن يجب استغلالها جيداً، وذلك خلال حديثها عن طرق النجاح، وتبلغ ثروة هيغ، 6 ملايين جنيه استرليني.
ومؤثرة أخرى تدعى زوي ساج، لديها تسعة ملايين متابع على إنستغرام، ويقدر صافي ثروتها 2.5 مليون جنيه استرليني، تشرح أن مواقع التواصل مهمة في جني المال وتدر الكثير من الأموال على المؤثرين.
وقال نجم تيك توك البريطاني جاك جوزيف، من مدينة برايتون، ولديه ثلاثة ملايين متابع، إن البقاء صادقاً مع نفسك هو مفتاح النجاح على مواقع التواصل.ورد على النتائج التي توصلت إليها «Adobe» بالقول: «إنه لأمر رائع أن نرى المؤثرين يتم أخذهم على محمل الجد، وأن المزيد من المبدعين يرغبون في جعلها مهنة بدوام كامل».
ويقول 69% من المبدعين و84% من المؤثرين إن الخروج بمحتوى عبر الإنترنت شيء إبداعي لا يمكن عمله بسهولة.
ووسائل التواصل الاجتماعي صناعة تتطور باستمرار، ويجب أن يكون الشخص متقناً لتحرير المحتوى الخاص بك، ليناسب المنصات المختلفة، والاتجاه الذي يحبه المتابعين.
ووجدت الدراسة أن واحداً من كل أربعة بريطانيين يصف نفسه الآن بأنه «صانع محتوى» من نوع ما، وهو ما يمثل 16.5 مليون منشئ محتوى في المملكة المتحدة.
ولكن بالنسبة لمعظم الأشخاص في الوقت الحالي، يظل إنشاء المحتوى مشروعاً جانبياً، حيث يعمل 65% منهم بدوام كامل.
وأولئك الذين يشاركون المحتوى اليومي، أو يقضون عشر ساعات أو أكثر كل أسبوع في الإنشاء، يبلغون عن سعادتهم بما يقدموه،من الناحيتين المادية والمعنوية.
ويقول نصف المؤثرين إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو إنشاء محتوى اجتماعي أكثر أهمية لصحتهم العقلية من الاستماع إلى الموسيقى، أو السياحة.
وقال سيمون موريس، نائب رئيس التسويق في Adobe: «إن النمو في عدد صناع المحتوى بالمملكة المتحدة والعالم، يدل على التمكين الإبداعي الذي يشعر به الناس الآن لمتابعة طموحاتهم والتعبير عن أنفسهم عبر الإنترنت».
وتأتي الدراسة في الوقت الذي سيضرب فيه المحامون في إنجلترا وويلز إضراباً مستمراً اعتباراً من الاثنين 5 سبتمبر/ أيلول الجاري بعد تكثيف الخلاف مع الحكومة بشأن الأجور.
وصوت أعضاء نقابة المحامين الجنائيين، الذين كانوا ينسحبون في أسابيع متناوبة، لصالح إضراب غير محدد وغير متقطع.
وتظهر أرقام وزارة العدل أن أكثر من 6000 جلسة استماع قد تعطلت بسبب النزاع حول الشروط والرسوم التي حددتها الحكومة لأعمال الدفاع عن المساعدة القانونية.
ومن المقرر أن يتلقى المحامون زيادة بنسبة 15% في الرسوم اعتباراً من نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري، ويكسبون 7000 جنيه استرليني في إضافة سنوية. ولكن هناك غضب من أن الارتفاع لن يكون فورياً ولا ينطبق على القضايا المتراكمة.
متابعات