مَن يتابع إطلالات الملكة رانيا العبدالله، ملكة المملكة الأردنية الهاشمية، يلاحظ من دون عناء ميلها الواضح إلى ارتداء اللون الأزرق بمختلف تدرّجاته، من النيلي العميق وصولاً إلى السماوي الناعم. ورغم أن الملكة رانيا عُرفت بذوقها الرفيع وقدرتها على المزج بين الأناقة الملكية والعصرية الراقية، إلا أن حضور اللون الأزرق المتكرّر في إطلالاتها يطرح تساؤلاً مشروعاً: ما سرّ هذا التعلّق؟
رمزية اللون الأزرق
الأزرق ليس مجرّد لون جميل يليق بمختلف ألوان البشرة فحسب، بل هو أيضاً لون يرمز إلى الصفاء، الهدوء، الثقة، والسلطة. وقد ارتبط تقليدياً بالمكانة الرفيعة والحكمة والشفافية. وهو من الألوان التي تبعث على الطمأنينة وتوحي بالثقة، ما يجعله مثالياً لشخصية عامة تحمل على عاتقها تمثيل صورة بلدها في الداخل والخارج.
إطلالات الملكة رانيا باللون الأزرق
اللون الأزرق كرسالة غير مباشرة
الملكة رانيا تُدرك جيداً أن الأزياء ليست فقط وسيلة للتزيّن، بل تحمل أيضاً رسائل غير مباشرة للتعبير. ارتداء اللون الأزرق، خصوصاً في المناسبات الرسمية واللقاءات الدولية، قد يدلّ على رغبتها في نقل صورة الأردن كدولة مستقرة، ذات رؤية واضحة، تتمتع بقيادة حكيمة.
إطلالات الملكة رانيا باللون الأزرق
تناغم الأزرق مع أناقتها الهادئة
أسلوب الملكة رانيا في اختيار أزيائها يتّسم بالبساطة الراقية والحداثة المدروسة. اللون الأزرق، بتدرّجاته المختلفة، يكمّل هذا الأسلوب، ويعزّز صورتها كامرأة قوية وأنيقة في آن. كما أنّ الأزرق يمنحها حضوراً مَلكياً من دون مبالغة، ويُبرز ملامحها بطريقة جذابة وراقية.
إطلالات الملكة رانيا باللون الأزرق
اختلاف الدرجات وفقاً للمناسبات
ما يميّز علاقة الملكة رانيا باللون الأزرق هو تنوّع تدرّجاته في إطلالاتها بحسب المناسبة. فنراها تختار الأزرق الغامق في المناسبات الرسمية، في حين تميل إلى الأزرق السماوي أو الباستيلي في اللقاءات الإنسانية أو الأنشطة التعليمية والاجتماعية. هذا التنويع يُظهر وعياً بصرياً راقياً، وفهماً عميقاً لتأثير اللون في الانطباع العام.
إطلالات الملكة رانيا باللون الأزرق
إطلالات لا تُنسى بالأزرق
من بين أبرز إطلالات الملكة رانيا باللون الأزرق، تلك التي ظهرت فيها خلال زيارتها الرسمية إلى بريطانيا، حيث ارتدت فستاناً أنيقاً باللون الأزرق الداكن بقصّة كلاسيكية. كما تألّقت بفستان أزرق سماوي خلال زيارة إلى إحدى المدارس في عمان، مما أضفى على إطلالتها طابعاً أمومياً دافئاً.
ربما لا يكون تعلّق الملكة رانيا باللون الأزرق مجرّد تفضيل شخصي فقط، بل هو انعكاس متوازن لشخصيتها وذكائها الاجتماعي والبصري. فالأزرق، بكل ما يحمله من دلالات القوة والطمأنينة، بات جزءاً من هويتها البصرية، ورسالة مفتوحة لكل من يتأمّل حضورها، بأن الأناقة يمكن أن تكون وسيلة تواصل هادئة، لكنها قوية.