كشف تقرير عن أن بريطانيا بدأت الاستعداد لهجوم عسكري “سري” مباشر من روسيا، وأنها تعمل حاليًّا على تحديث خطة الطوارئ التي مضى عليها 20 عامًا، بحسب ما ذكرت صحيفة “التلغراف”.
ويوضح التقرير الذي نشرته صحيفة “تلغراف” كيفية استجابة الحكومة البريطانية لإعلان الحرب، بما في ذلك إنشاء مخابئ لحماية مجلس الوزراء والعائلة المالكة، وبث البرامج العامة، وتخزين الموارد.
ويخشى الوزراء من أن بريطانيا لن تكون أقل تسليحًا من روسيا وحلفائها في ساحة المعركة فحسب، بل ستكون أيضًا غير مستعدة وضعيفة الدفاع في الداخل.
ويأتي ارتفاع وتيرة الاستعددات البريطانية، بعد تهديدات مسؤولين في الكرملين للمملكة المتحدة بشن هجوم مباشر عليها بسبب دعمها لأوكرانيا.
وحذَّر خبراء من أن البلاد معرضة لخطر هجوم على بنيتها التحتية الوطنية الحيوية، بما في ذلك محطات الغاز، والكابلات البحرية، ومحطات الطاقة النووية، ومراكز النقل.
ووفق ما ذكرت “تلغراف”، فإن تحديثًا لـ”خطة الدفاع عن الوطن” السرية سيحدد استراتيجية للأيام التي تلي مباشرة أي هجوم على البر الرئيس للمملكة المتحدة من قِبل “دولة أجنبية معادية”.
وتشمل الخطة سيناريوهات تعرّض بريطانيا فيها لهجمات صاروخية تقليدية أو رؤوس نووية أو عمليات سيبرانية، وهي تهديدات كانت محدودة عند آخر تحديث مهم للخطة قبل عام 2005.
وتُوجّه الخطة، التي أعدتها مديرية المرونة في مكتب مجلس الوزراء، رئيس الوزراء ومجلس الوزراء بشأن كيفية إدارة حكومة في زمن الحرب، ومتى ينبغي عليهم اللجوء إلى مخبأ داونينج ستريت أو خارج لندن.
ومن المتوقع دراسة استراتيجيات الحرب المتعلقة بشبكات السكك الحديدية والطرق والمحاكم والنظام البريدي وخطوط الهاتف، مع إعداد خطة للتفاعل سيناريو تُطلِق فيه دولة معادية صواريخ وهجمات إلكترونية على البنية التحتية الوطنية في آن واحد.
تقييم سابق
ويشعر المسؤولون البريطانيون بقلق بالغ إزاء محطات الغاز ومحطات الطاقة النووية الخمس النشطة في البلاد، والتي قد تُطلق مواد مشعة في جميع أنحاء البلاد، وتُسبب “آثارًا أمنية وصحية وبيئية واقتصادية طويلة الأمد وكبيرة” في حال تعرضها للهجوم، وفقًا لتقييم أجرته الحكومة البريطانية.
والشهر الماضي، كشف مسؤول كبير في سلاح الجو الملكي البريطاني أنه لو وقعت أحداث الليلة الأولى من الصراع الأوكراني في المملكة المتحدة، لكانت الصواريخ الروسية اخترقت الدفاعات البريطانية ودمرت أهدافًا للبنية التحتية.
كما أعدت الحكومة نموذجًا لاحتمال وتأثيرات هجوم صاروخي نووي في المملكة المتحدة، لكن الاستنتاجات الرسمية لتلك المراجعة لا تزال سرية.
وتتناول خطة الطوارئ الجديدة، وللمرة الأولى، الحرب الإلكترونية، التي وصفها رؤساء أجهزة الاستخبارات بأنها تُعدّ الآن من أخطر التهديدات التي تواجهها المملكة المتحدة.
محاكاة “كتاب الحرب”
ووُضعت الخطة على غرار “كتاب الحرب”، وهو ملف سري من الحرب الباردة يتضمن تعليمات حول كيفية رد الحكومة على أي هجوم نووي، وقد نُشر منذ ذلك الحين في الأرشيف الوطني.
وتضمن “كتاب الحرب” خطط إخلاء لرئيس الوزراء وأعضاء بارزين في مجلس الوزراء، الذين كان من المقرر نقلهم إلى مخبأ في كوتسوولدز في حال قصف لندن. وكانت الملكة إليزابيث الثانية ستهرب إلى بر الأمان على متن اليخت الملكي.
وبموجب الخطة نفسها، ستُقسَّم بريطانيا إلى 12 منطقة، يحكم كل منها وزراء، وكبار ضباط الجيش، ورؤساء الشرطة، وقضاة بصلاحيات خاصة. في بعض السيناريوهات، سيتم تخزين المواد الغذائية ومواد البناء وتوزيعها.
وسيُكلَّف تلفزيون بي بي سي ببث إعلانات خدمة عامة حول كيفية الاحتماء من الصواريخ، وسيتم نقل أهم الأعمال الفنية في البلاد من لندن إلى اسكتلندا حفاظًا على سلامتها.
ويأتي هذا التخطيط في الوقت الذي يستعد فيه الوزراء لإصدار مراجعة الدفاع الاستراتيجي لحزب العمال، والتي ستتناول حالة القوات المسلحة.
متابعات