“من الحرام إلى الحلال”.. حانة في المكسيك تتحول إلى مأوى للمهاجرين المسلمين

وجد اللاجئون المسلمون قرب الحدود المكسيكية الأميركية، ملاذا آمنا في إحدى الحانات التي حولتها جمعيةٌ لمساعدة اللاجئين في المكسيك لملجأ لاستضافة اللاجئين من جميع أنحاء العالم، لا سيما المسلمين منهم.

وعلى بعد كيلومترات معدودة عن “الحلم الأميركي” في تيخوانا، يتجمع مسلمون للصلاة في غرفة تفوح برائحة العود، وفق وصف تقرير للإذاعة الأميركية العامة “أن بي آر”.

المأوى مكون من طابقين يقع على  مساحة بنحو 250 مترا مربعا، فوقه مئذنة، تنادي من بعيد الباحثين عن حياة جديدة من مسلمي العالم.

تصف رئيسة مؤسسة “مسلمون لاتينيون”، صونيا غارسيا، التي تدير الملجأ كيف يجد المسلمون الذين يصلون لتيخوانا كل ما يحتاجونه في الملجأ من قاعة للصلاة ومطبخ وحتى أماكن للوضوء والصلاة “عندما يأتون إلى هنا.. يشعرون بالراحة” تقول هذه السيدة.

يقدم المأوى عددًا من الخدمات بداية من المساعدة القانونية، والرعاية الطبية، ودروس اللغة والقرآن.

توجد أماكن منفصلة للرجال وأخرى النساء، تصطف على جانبيها أسرّة، وهناك أيضًا غرفة أخرى مخصصة للحجر الصحي، للأشخاص المرضى.

تم تحويل المبنى بداية إلى مركز خاص بالمسلمين المحليين، حيث كان في السابق يحتضن مختلف الفعاليات، مثل حفلات أعياد الميلاد التي ينظمها الشباب.

“كان مكانًا للشرب .. لذلك نقول عنه إنه تحول من الحرام إلى الحلال”، تمزح غارسيا.

قبل بضع سنوات، كانت غارسيا متطوعة في ملجأ آخر للمهاجرين، وهناك، لاحظت وجود نساء محجبات.

جعلها ذلك، تفكر في خلق مساحة يشعر فيها المسلمون براحة أكبر، وفق ما نقلت عنها “أن بي آر”.

تقول: “فكّرت في مكان واحد يمكن أن يجمعهم، مكان يمكنهم الصلاة فيه خمس مرات في اليوم، والاستفادة من وجبات حلال”.

كانت النساء اللواتي رأتهن في ذلك اليوم، من الصومال، لكن منذ افتتاح الملجأ في يونيو، استقبلت مؤسسة غارسيا الخيرية أشخاصًا من اليمن وأفغانستان وحتى روسيا.

تقول غارسيا إنه لا يوجد الكثير من المسلمين في المكسيك، حيث تقدر أن هناك حوالي 100 مسلم فقط في تيخوانا وروزاريتو المجاورة.

وغارسيا نفسها تحولت إلى الإسلام من الكاثوليكية، بينما بلدها المكسيك، ذو أغلبية مسيحية.

ووفقًا لتعداد الحكومة المكسيكية لعام 2020، يُعرّف حوالي 78٪ من السكان أنفسهم على أنهم كاثوليك و 11٪ على أنهم بروتستانت، بينما لا تتعدى نسبة معتنقي الديانات الأخرى 0.2٪، بما في ذلك الإسلام.

وفي حين أن المكسيك هي في الغالب كاثوليكية، تقول غارسيا إن المجتمع المحلي يتقبل فكرة وجود مأوى للمسلمين، وقالت: “إنهم يحترمون أن لدينا قواعد معينة، الطريقة التي نصلي بها، والتي نأكل بها، والطريقة التي نعيش بها”.

وغادر العديد من اللاجئين بلدانهم الأصلية بسبب الاضطهاد السياسي والحرب.

ويعاني بعض الذين يصلون إلى المأوى من صدمات نفسية بسبب ما عاشوه في بلدانهم الأصلية، وفق ما قالت غارسيا.. “وخاصة الأطفال منهم”.

تقول: “عندما يأتون إلينا، تراهم خائفين للغاية لدرجة أنهم لا يريدون مغادرة الغرفة”.

ويوفر الملجأ دروسًا تقنية وفنية يقدمها علماء نفس لمحاولة مساعدتهم على التأقلم.

ويتعرف اللاجئون في الغالب على المأوى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

غارسيا طلبت من مديري ملاجئ أخرى في المكسيك دعوة المسلمين للانضمام إلى ملجئها “البار السابق” كما تقول ساخرة.

تقول لهم: “إذا رأيتم شخصًا يصلي على الأرض، أو لا يأكل لحم الخنزير، ومن ترتدي الحجاب.. أرسلهم فورا إلينا”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى