الوقاية.. خطوة أولى

وفي ظل التطورات الرقمية والتقنية الحديثة، أصبح من الضروري تفعيل آليات حجز المواعيد المسبقة للفحوص الطبية، لتفادي الإجراء التقليدي الذي يتطلب من الفرد زيارة المركز الصحي أولاً ثم الانتظار لتحويله إلى المستشفى أو مركز التشخيص المتخصص، هذا الأسلوب لا يهدر وقت المراجعين فقط، بل يقلل من كفاءة الخدمة ويجعل تجربة الفحص أقل سلاسة.

بالحجز المسبق عبر التطبيقات الذكية أو المنصات الرقمية الصحية، يمكن للفرد اختيار الوقت والمكان المناسبين، لإجراء الفحص في زيارة واحدة مباشرة للمركز المعني، ما يسهم في تقليل الضغط على المراكز الصحية وتوفير تجربة صحية أكثر مرونة وسرعة.

الوقاية الصحية ليست وسيلة لتجنب المرض فقط، بل أسلوب حياة متكامل يشمل التغذية المتوازنة، والنشاط البدني، والراحة النفسية، والتخلي عن السلوكات الضارة، وعندما تقرن هذه العادات بالفحوص الدورية، يتمتع الإنسان بحياة أكثر جودة.

تكمن أهمية الفحوص الدورية في قدرتها على الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة مثل السكري، وضغط الدم، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان التي يمكن علاجها بسهولة إذا اكتشفت في مراحلها الأولى، فهذه الفحوص تمثل خط الدفاع الأول في الرعاية الصحية، وهي أسهل وأكثر فاعلية من علاج المرض بعد تفاقمه.

حرصت دولة الإمارات على ترسيخ مفهوم الوقاية الصحية، عبر إطلاق برامج ومبادرات وطنية رائدة، من أبرزها برنامج «اطمئنان»، الذي يوفر خدمات الفحص المبكر عن الأمراض غير السارية للمواطنين، ولا تقتصر جهود الإمارات على تقديم الخدمات فحسب، بل تمتد إلى تنظيم حملات توعوية موسّعة في المراكز التجارية والمدارس وأماكن العمل، لنشر ثقافة الوقاية وتحفيز المجتمع على جعل الفحص عادة صحية سنوية. كما تسهم التقنيات الصحية الحديثة والبنية التحتية المتطورة في جعل هذه الخدمات متاحة بسهولة وكفاءة عالية.

ورغم هذا التقدم، فإن التفاعل المجتمعي يظل العنصر الأهم في إنجاح جهود الوقاية، إذ يجب أن يدرك كل فرد أهمية الفحص المبكّر ويجعل منه ممارسة دائمة، لا مؤقتة، ويمكن تعزيز هذا التفاعل عبر حملات إعلامية مبتكرة، وورش توعوية، وتقديم قصص نجاح لأشخاص تمكنوا من تجاوز أمراض خطرة بفضل فحوصهم المبكرة.

تشكل الوقاية والفحوص الدورية ضرورة، ومع ما توفره الدولة من خدمات صحية متقدمة ودعم حكومي مستمر، تبقى المسؤولية مشتركة بين الأفراد والمؤسسات لضمان مستقبل صحي أفضل، فلنجعل الوقاية أسلوب حياة، والفحص الدوري عادة لا غنى عنها.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى