كاتبه كويتيه تدعو لإعادة اليمنيين للعمل في الكويت باعتبارهم أقرب الناس للكويتيين وأول من عمل في الكويت وشاركها الايام السوداء والبيضاء
نص المقال
حيا الله أهل اليمن
بقلم / إقبال الأحمد / كاتبة كويتية، ورئيس التحرير السابق لوكالة الأنباء الكويتيه
أعجبني جداً إعلان لإحدى المطاحن اليمنية لتفرّدها في بعض المنتجات الطازجة، التي لا تجدها في مكان آخر.
توجهت فوراً إلى مقر المطحنة وتجولت فيها، وبالفعل وجدت كل ما أريده، لكنني استغربت شيئاً فيها، وهو أن عدد العاملين في هذه المطحنة من اليمنيين قليل مقارنة بجنسية عربية أخرى.
الإخوة اليمنيون معروف عنهم التزامهم وحرصهم على العمل وأمانتهم، فما بالك إذا كان مكان العمل يحمل اسم بلادهم، كما أنهم ـ وهذا شيء رائع فيهم ـ يقبلون العمل بأي وظيفة مهما كانت بسيطة.
حملت تساؤلي إلى أحد الإخوة اليمنيين، الذي أمضى عمره وما زال في الكويت، عن سبب عدم وجود موظفين يمنيين في هذه المطحنة، فاجأني بأن تصاريح العمل لليمنيين «موَقَفة» منذ سنوات.
الجالية اليمنية في الكويت «موَقَفة» معاملاتها في الإقامة والزيارة والاستقدام منذ عام 2011.
عدد اليمنيين في الكويت حالياً حوالي 12 إلى 15 ألفاً، بينما كان عددهم قبل الغزو حوالي 40 ألفاً.
أعرف أن تطورات سياسية كان لها الأثر في هذا المنع، لكنني توقفت لحظة وقارنت بين مميزات الإخوة اليمنيين العاملين في كثير من وزارات الدولة ومؤسساتها والشركات الخاصة وبعض الجهات الأخرى في الكويت ومميزات غيرهم.
اليمنيون معروفون بأمانتهم وصدقهم وتفانيهم وحرصهم على عدم مخالفة القانون أو التجاوزات (هذا بشكل عام)، مقارنة بجنسيات أخرى تعمل، وما زالت فرص العمل مفتوحة لها بشكل واسع، عُرف عن نسبة منها المشاكل واستغلال أي ثغرة للعب بالقانون ومخالفته بكل ما هو متاح.. (لا نعمم ولكن نسبة واضحة منهم كذلك). السؤال: لماذا أغلقنا الباب أمام الإخوة اليمنيين وهم أقرب الناس لنا، وأول من عمل معنا في الكويت وشاركنا حياتنا منذ أيام الأسود والأبيض؟
أهل اليمن يمرون حالياً بظروف معيشية سيئة بسبب الأوضاع، وهم المشهود لهم بالأمانة وحسن التعامل والإخلاص والقبول الشعبي عندنا، فضلاً عن التقارب مع الكويتيين في العادات والتقاليد، فيما فتحت الأبواب على مصراعيها لجنسيات مختلفة عانينا وما زلنا نعاني من تواضع إنتاجها، وعدم احترامها للقانون واستغلال أي فرصة للتكسّب بكل الأشكال وإن كانت غير قانونية.. (أكرر أنا لا أعمم.. ولكن نسبة قد لا تكون قليلة من هذا النوع).
الجالية اليمنية في الكويت «موَقَفة» معاملاتها في الإقامة والزيارة والاستقدام، بالرغم من أنها من أفضل الجنسيات، إذا ما كانت الأفضل في سجلها الأمني كما ذكرت، وهذا أمر في غاية الأهمية.
لا أعتقد أن هناك من يختلف على أن بعض الجنسيات العربية لها مواصفات ومتميزة عن غيرها، تشعرنا بأنها أقرب إلينا، ويمكننا وبكل سهولة الاستعانة بها عوضاً عن عمالة أخرى، والإخوة اليمنيون من أقرب الجاليات لنا ديناً وتراثاً.
لا يمكن أن يستمر منع اليمنيين من العمل في الكويت لأسباب كانت حينها مقبولة، ولكن المنع ما زال مستمراً إلى اليوم من دون إعادة تقييم للأوضاع وإتاحة الفرصة لهم مجدداً للعمل معنا، ومساعدتهم في تجاوز ظروفهم المعيشية الصعبة التي نعرفها كلنا جيداً.
ينطبق هذا الكلام أيضاً على إخوتنا من دول عربية أخرى مثل السودان، يمكن أن تحل محل بعض عمالة آسيوية هي الأخرى كثرت مشاكلها وتجاوزاتها للقانون.
نقلا عن صحيفة القبس الكويتيه