سينقذ مليون حياة.. الكشف عن أول توربين رياح مخطط في التاريخ

نعيش في عالم يسعى إلى مواءمة الطاقة المتجددة من خلال توربينات الرياح المتنوعة؛ وقد غاب عنا التفكير في تأثيرها على الحياة البرية. في محاولة للحفاظ على الحياة البرية، طوّر العلماء أول توربين رياح مخطط في التاريخ لإنقاذ حياة ملايين الطيور. يُجيب هذا النهج على جميع المخاوف والتساؤلات التي تراود الناس والباحثين بشأن آثار توربينات الرياح على الحياة البرية منذ سنوات.

يأتي ذلك، فيما برزت طاقة الرياح كوسيلة فعّالة للتخلص من الوقود الأحفوري وكل ما يُسبب الاحتباس الحراري وتغير المناخ، مثل انبعاثات الكربون. ومع ذلك، في إطار مبادرة البيئة الخضراء نفسها، طرحت مزارع الرياح تحديات بيئية، مثل اصطدام الطيور بشفرات التوربينات، مما يتسبب في نفوق حوالي 500 ألف طائر سنوياً في الولايات المتحدة، وفق ما ذكرته مجلة “Ecoportal”، واطلعت عليه “العربية Business”.

حاسة البصر لدى الطيور

تختلف حاسة البصر لدى الطيور عن حاسة البصر لدى البشر. العديد من الطيور تتمتع برؤية عالية الدقة تُمكّنها من التركيز بشكل رئيسي على الأرض بحثاً عن الفرائس، ولذلك، لا تسمح لها باكتشاف الخطر أو أي شيء قد يُشكّل عائقاً، خاصةً عند تركيزها على مسارات البحث عن الطعام أو الهجرة؛ فهي محدودة الرؤية إلى حد ما.

يؤدي هذا التقييد إلى عدم قدرة الطيور على اكتشاف أشياء مثل شفرات توربينات الرياح، مما يؤدي إلى اصطدامات مميتة. فماذا نفعل إذاً؟ وجد الباحثون طريقة لتقليل هذه الاصطدامات المميتة ومحاولة تحسين رؤية توربينات الرياح. ووفقاً لدراسة حديثة، فإن طلاء توربينات الرياح بخطوط سوداء وبيضاء قد يُساعد في منع الطيور البحرية من الاصطدام بها، وفقاً لما ذكرته يورو نيوز.

التباين لزيادة وضوح توربينات الرياح

يمكن لحلول بسيطة، مثل طلاء شفرة واحدة باللون الأسود، أن تُقلل بشكل كبير من عدد الطيور التي تصطدم بتوربينات الرياح، وفي تسمانيا، أثبتت التكنولوجيا التي يمكنها اكتشاف النسور ومنع التوربينات من الدوران فعاليتها. على الرغم من عدم صحة الادعاء بأن مزارع الرياح البحرية تقتل الحيتان، إلا أن هناك مخاوف مشروعة بشأن تأثير مشاريع الرياح البرية والبحرية على الطيور، وفقاً لما ذكرته صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد.

يهدف التلوين بالأبيض والأسود إلى إحداث تأثير وميضي على توربينات الرياح أثناء دوران الشفرات؛ وبهذه الطريقة، تتمكن الطيور من رؤية ما قد يضرها، وتتاح لها فرصة تغيير مسارها. وتشير دراسة بحثية أجرتها شركة مونغاباي إلى أن التجانس البصري لتوربينات الرياح يتأثر بالخطوط عالية التباين، مما يجعلها أكثر بروزاً في مختلف الخلفيات وظروف الإضاءة.

انخفاض ملحوظ في نفوق الطيور

أجرى البروفيسور غراهام مارتن، عالم الطيور المتخصص في العالم الحسي للطيور، وأليكس بانكس، أخصائي علم الطيور في هيئة إنجلترا الطبيعية، بحثاً معمقاً، وأكدا أن طلاء الشفرات بخطوط باللونين الأبيض والأسود هو طريقة أخرى لجعل السماء أكثر أماناً للطيور أيضاً. بشكل عام، ستجد الطيور سهولة أكبر في التعرف على توربينات الرياح المخططة.

نأمل حالياً أن يخضع تصميم توربينات الرياح المخططة لاختبارات مكثفة وأن يحصل على الموافقة، إذ يتفائل الباحثون بأن هذا التطور سيقلل بنسبة كبيرة من عدد الطيور والأنواع الأخرى التي تُقتل سنوياً. كما يمكن لمزارع الرياح في جميع أنحاء العالم التكيف مع هذا المفهوم لإنقاذ أرواح الحياة البرية. فالأمر لا يقتصر على البيئة فحسب، بل يشمل أيضاً الأنواع الحية الأخرى.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى