قال وزير الدفاع بني غانتس، أمس، بأن محاولة “حزب الله” ضرب طوافة الغاز في “كاريش” قد تؤدي إلى حرب في لبنان. على خلفية المفاوضات بين إسرائيل ولبنان حول الحدود البحرية بينهما، قال غانتس في مقالة مع “كان ب”: “أعلنت دولة إسرائيل بأنها ستدافع عن مواردها. آمل ألا نضطر إلى جولة؛ لأنها ستكون مأساة للبنان واللبنانيين”. أمين عام “حزب الله”، حسن نصر الله، رد على هذه الأقوال بخطاب ألقاه أمس وأعلن: “تهديدات غانتس لا تؤثر عليّ”.
في مقابلة مع “103 اف.ام” اعترف غانتس بوجود توتر مع مصر، كما نشر في “هآرتس” في نهاية الأسبوع. “سنعرف كيف نسوي العلاقات. وآمل أن تمر الأزمة في الأيام القريبة القادمة”، قال.
أكد وزير الدفاع أمس أيضاً حدوث أزمة سياسية مع مصر عقب عملية “بزوغ الفجر” في قطاع غزة. “بالتأكيد، أعتقد أن هناك توتراً ينبع من أواخر عملية بزوغ الفجر”، قال غانتس في مقابلة مع “كان ب”، وأضاف: “هناك صعود وهبوط في العلاقات بين الأصدقاء… دون الدخول إلى أحداث معينة كهذه أو تلك، نعرف كيف نسوي هذه العلاقات. هذه مصلحة لهم ولنا. لا يجب أن نأخذ كل أزمة ونحولها وكأنها تمثل كل شيء. آمل بأن يمر هذا في القريب”. وفي المقابلة مع “103 اف.ام” قال غانتس بأن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى تفاهمات مع الحكومة اللبنانية بوساطة أمريكية. وعلى سؤال: هل يمكن أن يؤدي المس بالطوافة إلى حرب؟ رد غانتس بالإيجاب. “ربما يقود إلى رد، وقد يقود إلى يوم قتال ربما يتطور إلى عدة أيام، وبالتالي يؤدي إلى حرب”. وكما نشر في “هآرتس” في نهاية الأسبوع، فإن التوتر بين إسرائيل ومصر بدأ عقب رفض إسرائيل الاستجابة لطلب مصر بكبح نشاطات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية في بداية الشهر الحالي، في إطار تفاهمات على وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
رئيس “الشاباك”، رونين بار، سافر أول أمس إلى القاهرة للالتقاء مع شخصيات رفيعة في محاولة لحل الأزمة بين إسرائيل ومصر، وقد يلتقي مع رئيس المخابرات المصرية، الجنرال عباس كامل، الذي ألغى مؤخراً زيارته المخطط لها لإسرائيل احتجاجاً على سلوك الحكومة. المصريون، الذين أدت وساطتهم أخيراً إلى وقف إطلاق النار، غضبوا من خطوات إسرائيل أثناء القتال واعتقدوا أنها لم تعط فرصاً كافية من أجل التوصل إلى حل دون استخدام القوة العسكرية. وصل التوتر إلى الذروة بعد يوم على انتهاء العملية. ففي حينه، تحدث رئيس الحكومة يئير لبيد هاتفياً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
طلب الرئيس المصري من لبيد كبح نشاطات الجيش في الضفة الغربية خشية التسبب في اشتعال جديد في “المناطق” [الضفة الغربية].
مكتب رئيس الحكومة لم يبلغ جهاز الأمن بشكل منظم عن مضمون المحادثة. في صباح اليوم التالي، حدثت عملية تم التخطيط لها مسبقاً لاعتقال المطلوب إبراهيم النابلسي في حي القصبة بمدينة نابلس، بعد أن حاصروا منزله ورفض الاستسلام. قتل النابلسي وفلسطينيان أثناء تبادل إطلاق النار مع قوات “اليمام” والجيش الإسرائيلي، كما أصيب عشرات الفلسطينيين.
غضب القاهرة أضيف إلى شكاوى مصرية أخرى على نشاطات إسرائيل في الأيام التي سبقت عملية “بزوغ الفجر” وخلالها. من بينها قرار اغتيال قادة الجهاد الإسلامي في شمال القطاع وجنوبه، تيسير الجعبري وخالد منصور، في الوقت الذي كانت فيه مصر تحاول تهدئة الوضع والدفع بوقف إطلاق النار. غضب المصريين أدى إلى إلغاء زيارة رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، لإسرائيل. وهي الزيارة التي كان سيلتقي خلالها مع غانتس. في الوقت نفسه، التقى السيسي أمس مع زعماء العراق والأردن والإمارات والبحرين في مدينة العلمين. وشارك في اللقاء إلى جانب السيسي رئيس الإمارات محمد بن زايد وملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي وملك البحرين حمد بن آل خليفة. حسب البيان المصري الذي نشر بعد انتهاء اللقاء، فإن الزعماء الخمسة ناقشوا تعزيز العلاقات بين دولهم.
أول أمس، قال رئيس الحكومة العراقية بأن الزعماء سيناقشون مواضيع الأمن الإقليمي والطاقة والاستثمارات وأزمة المناخ. البيان المصري والبيان العراقي لم يتطرقا إلى الاتفاق النووي الآخذ في التبلور بين الدول الغربية وإيران.
مؤخراً، استضاف العراق عدة جولات للمحادثات بين إيران وعدوتها الإقليمية، السعودية، التي تدهورت علاقاتها معها بصورة واضحة منذ العام 2016. مؤخراً، بدأت إيران ومصر في محاولة للعثور على طرق لإعادة العلاقات الدبلوماسية، التي قطعت في 1979 بعد توقيع مصر على اتفاق كامب ديفيد، وفي إيران حدثت الثورة الإسلامية.
متابعات