هل أخطأ صلاح في تصريحاته عن إرلينغ هالاند؟

أثارت تصريحات محمد صلاح، نجم ليفربول، الأخيرة، عن مهاجم مانشستر سيتي، إرلينغ هالاند، جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية.
صلاح، في سياق المقارنة بين تجربته الكروية وتجربة هالاند، صرح بأن حياة المهاجم النرويجي “أسهل” منه كونه مهاجما صريحا وأقرب للمرمى، هذه التصريحات فتحت الباب للتساؤل حول مدى دقة هذا الوصف، وهل يعكس بالفعل طبيعة كرة القدم الحديثة ومتطلبات الأدوار الهجومية المختلفة؟
الرؤية الظاهرية.. هل المهاجم الصريح أقرب للمرمى؟
في ظاهر الأمر، قد يبدو كلام صلاح منطقياً، فالمهاجم الصريح، بحكم تمركزه الدائم في مناطق الجزاء وعلى مقربة من المرمى، يُفترض أن يحصل على فرص تسجيل أكثر وأسهل من الجناح الذي ينطلق من مساحات أبعد.
إلا أن التعمق في تحليل ديناميكيات كرة القدم الحديثة، وبالأخص الأدوار التكتيكية الموكلة للمهاجمين والأجنحة في الفرق الكبرى، يكشف لنا صورة أكثر تعقيداً.
Erling Haaland et Mohamed Salah ont tous deux été impliqués dans 98 buts en Premier League au cours des 3 dernières saisons.
Les 82 buts d’Erling Haaland ont permis à Manchester City de remporter 50 points, tandis que ceux de Mohamed Salah en ont rapporté 37.
(@OptaJoe) pic.twitter.com/9GRkUdu5Re
— PLFrance_
(@PLFrance_) February 21, 2025
الخرائط الحرارية.. المهاجم يتحرك بعيداً عن المرمى
تشير الخرائط الحرارية للاعبين، وهي أداة تحليلية مهمة في كرة القدم الحديثة، إلى أن مهاجمي الفرق التي تعتمد على الاستحواذ والهجوم السريع غالباً ما يوجدون في مناطق أبعد عن المرمى مقارنة بالأجنحة. هذا ليس تناقضاً، بل انعكاس لمتطلبات تكتيكية محددة.
فالمهاجم في هذه الفرق لا يقتصر دوره على التمركز داخل منطقة الجزاء وانتظار الفرص، بل يُطلب منه التحرك باستمرار خارج المنطقة لخلق مساحات لزملائه القادمين من الخلف، أو لمحاولة الهروب من الرقابة الدفاعية التي تشتد عليه داخل الصندوق، هذه التحركات تجعل المهاجم يوجد في مناطق أبعد، ولكنه في الوقت ذاته يسهم في فتح اللعب وتسهيل مهمة الفريق هجومياً.
محمد صلاح عن هالاند:
“أحترمه كثيرًا. إنه مهاجم لذا فإن حياته أسهل قليلاً. من الصعب جدًا على لاعب الجناح تحقيق أرقام قياسية مثل التي يحققها المهاجم وكل جناح يمكنه تأكيد ذلك. لذلك أرى الأمور بشكل مختلف بيننا لأنه مهاجم وأنا جناح.” pic.twitter.com/BqLA5M7dOs
— الدوري الإنجليزي™ (@TrendEPL) February 21, 2025