مثّلت مناقشة رسالة ماجستير منسوبة إلى مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي للحوثيين مرحلة متقدّمة من عبث الجماعة الموالية لإيران والمسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد، بالمؤسسات الجامعية اليمنية وبالعملية التعليمية والحياة الأكاديمية على وجه العموم.
وتمت مناقشة الرسالة التي حملت عنوان “ثورة 21 سبتمبر وتأثيراتها على الجمهورية اليمنية والمنطقة العربية” داخل القصر الذي يقيم فيه المشاط بدلا من الجامعة.
ويقصد بـ”الثورة” المذكورة سلسلة الأحداث التي أفضت في ذلك التاريخ إلى سيطرة الجماعة على صنعاء واستيلائها على الحكم ومؤسسات الدولة في ما وصف آنذاك بأنه انقلاب حوثي دخل اليمن على إثره حالة حرب بين الجماعة والسلطة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف قادته المملكة العربية السعودية.
وجاء إسناد شهادة جامعية للمشاط على رسالة بشأن هذا الموضوع مظهرا على مساعي الحوثيين لفرض رؤاهم على البلد وتسويق أحداث سلبية ذات نتائج بالغة السوء على مختلف أوضاعه السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية باعتبارها لحظات “مجد” في تاريخه.
وانطوت مناقشة رسالة ماجستير المشاط على عيب إجرائي تمثّل في كون المناقشة لم تجر داخل أسوار الجامعة ولكن داخل القصر الجمهوري الذي استولت عليه جماعة حوثي وحولته إلى مركز لحكمها ويقيم فيه المشاط باعتباره “رئيس الدولة” في سلطة الحوثيين.
وسوّقت منابر إعلامية تابعة للجماعة حصول المشاط على الشهادة باعتباره حدثا “وطنيا” كبيرا. وقالت وكالة الأنباء سبأ في نسختها التابعة للحوثيين إنّ “الباحث مهدي محمد حسين المشاط حصل على درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف في العلوم السياسية تخصص نظم سياسية، من كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء عن رسالته الموسومة بثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وتأثيراتها على الجمهورية اليمنية والمنطقة العربية”.
وأوضحت أن “الدراسة أفضت إلى تحليل جذور ثورة 11 فبراير ودور القوى السياسية في ثورة الشباب السلمية وتقييم تأثيرات ثورة 21 سبتمبر 2014 على اليمن والمنطقة مع التركيز على التدخلات الخارجية وأثرها في مسار الأحداث.”
ونقلت “إشادة اللجنة المناقشة والحُكم برئاسة الدكتورة أشواق أحمد غليس وعضوية الدكتور هاني عبادي مغلس، والدكتور عبدالله منصور حبيش بمضمون الرسالة والنتائج التي توصلت إليها وأوصت بطباعة الرسالة على نفقة الجامعة وتداولها بين الجامعات.”