بقلم / عائشة سلطان
في اليوميات هناك أمور من الخطأ أن نفعلها بتعجل لأن الأشياء العظيمة تستحق وقتاً واهتماماً عظيمين..
كالطريقة التي نبدأ بها يومنا، كاحتساء فنجان قهوتنا الأول في الصباح، كالنظر إلى وجه طفل أو امرأة جميلة، كالتفكير في السفر، وكقراءة رواية بديعة مشغولة بتعب، وباحترافية عالية، كالرغبة في ترتيب لقاء مع صديق أو حبيب لم نلتقه منذ زمن، وكالتفكير في فكرة ستتحول إلى مقال أو رواية أو قصة، و..
فمن بين كل هذه الانشغالات الكثيرة التي تعترضنا في الحياة ومطلوب منا أن نؤديها كل يوم وكل لحظة أحياناً، يبدو انشغالنا بإعداد وجبة طعام لذيذة نجتمع عليها مع أفراد الأسرة أو بعض الأصدقاء أحد ألذ الانشغالات التي علينا ألا نبخل عليها بالتفكير والاهتمام وعدم التعجل.
ومن بين هذه العناوين الهائلة من الروايات التي تملأ أرفف المكتبات والتي تلوح لنا يومياً ونحن نتابع ما ينتج وما يطبع، ليس من بينها الكثير مما يجعلنا نتعجل في الانتهاء من الرواية الممتعة التي بين أيدينا، إننا أسرى الاستهلاك، نحتاج دوماً أن نقول إننا ناجحون ومتابعون لكل جديد، نقع في فخ الإعلانات كفئران بائسة نقع في المصيدة بذات الطعم في كل مرة للأسف!
العمل والوظيفة والالتزامات والإكراهات التي لا بد منها تجبرنا على أن نسرع وأن ننتهي مما بين أيدينا لنبدأ شيئاً جديداً والتزاماً أو انشغالاً آخر، لكن كل ما هو خارج هذه الإكراهات، كل ما هو من اختيارنا، وما ينقلنا إلى الاستمتاع بالوقت وبالحالة التي نجد أنفسنا فيها، لماذا علينا أن ننجزها سريعاً؟
لماذا علينا أن نأكل كآلات ونسافر كأننا نؤدي واجباً مطلوباً، ونقابل صديقاً لأن ذلك أمر لا بد منه، ونتسوق بلا متعة، وندخل المطعم لنأكل فقط، لماذا يمارس البعض حياته بهذه الطريقة الآلية وكأنهم فئران تجارب، وكأن ما يقومون به لا يعنيهم؟ هذه الأوقات وهذه المتع المتاحة ربما لن تتاح لنا مرتين، الحياة قصيرة أكثر مما نتصور وبخيلة كذلك!
متابعات