بقلم / د . مايا الهواري
يُعرف الدَّين بأنّه مبلغ مالي أُخذ من طرف لآخر على أن يتمّ سداده في غضون وقت محدّد، وقد يكون الدَّين مالاً كثيراً أو قليلاً، إذ يستدين البعض المال لتيسير أمورهم الحياتيّة بعد أن تكون أصابتهم ضائقة ماليّة معيّنة أو هم بحاجة لهذا المبلغ لقضاء حاجة طارئة ولا يملكون ما يكفي فيلجؤون للاستدانة، وخاصّة في الآونة الأخيرة حيث يعيش النّاس ظروفاً صعبة مع كثرة الأعباء،
قد تكثر هذه الدّيون على صاحبها فيشعر وكأنّها جبل ثقيل على ظهره، لأنّ الدّيون همّ في النّهار وأرق في اللّيل، فالرّجل يحمل مسؤوليّة أسرة وعلى عاتقه أعباؤها، عيال، واجبات، مسؤوليّات أسريّة جمّة، ممّا يسبّب له أرقاً وقلقاً في كلّ الأوقات ريثما يتمّ سداده، وتجعل تفكيره يدور حول كيفيّة سداد هذه الدّيون، ولا بدّ من علاج أيّ مشكلة وهي صغيرة قبل أن تكبر وتتفاقم، فيصعب إيجاد حلّ لها، فمعرفة سبب الدّيون هو الخطوة الأولى لحلّها إن كان الإنفاق كثيراً والإسراف كذلك كثير، وهنا يجب وضع خطّة لتنظيم الإنفاق بما يقتضي الحاجة، أو ربّما كان المورد المالي لا يكفي، فيجب البحث عن مورد آخر أو مورد مساعد يوّفر له ما يحتاج، كما أنّ إنشاء ميزانيّة شخصيّة في ما يتعلّق بالدّخل والمصروف ستكون المخرج السّليم لعدم الوقوع بالدّيون وصعوبة سدادها، ولا ننس الدّعاء وأهميّته بأن يوسّع الله رزقه ويبارك له فيه والتزام الصّلاة أمر مهمّ جداً فهي تقرّب العبد من ربّه مع التزامه بأدعية السّجود والمرتبطة بقضاء الدّيون منها: (اللّهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمّن سواك) كذلك قراءة القرآن، فهناك آيات محّددة لقضاء الدّين منها قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً) وغيرها الكثير.
نستنتج ممّا سبق أنّه على الإنسان وضع الخطط الجيّدة لعدم الوقوع في مسألة الدّيون وتوابعها، وأن يقيّم المرء دخله المالي ويعمل على تحديد أهدافه بما يناسب ميزانيّته، إضافة لصندوق طوارئ يساعده عند الحاجة، ولا مانع من البحث عن عمل إضافيّ لزيادة الدّخل واستثمار هذا المال بحكمة بالغة قدر المستطاع والإنفاق بحدود المعقول دون إسراف وتبذير.
متابعات