كيف يعوق الخوف من الفشل آلاف الأفكار الريادية؟

الخوف من الفشل يحتل مرتبةً متقدمةً في قائمة المخاوف التي تعتري أي شخص في كافة المجالات خاصة في مجال الأعمال، حيث يراود رائد الأعمال ارتباك من التجربة وخوض المغامرة مع عدم التأكد من إمكانية النجاح، وهو بذلك يخشى ارتكاب الأخطاء، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى القضاء على العديد من الأفكار والتصورات الريادية المهمة.
عبر السطور القادمة تطرقنا إلى أسباب الخوف من الفشل ومصادر هذا الشعور الذي ينتاب الكثير من روّاد الأعمال، إضافة إلى بعض الأمثلة التي تتجسد بسلوكيات واضحة، وكيفية التغلب على هذا الخوف بخطوات مدروسة وفقاً لخبير إداري وموقع إلكتروني متخصص.
ثلاثة أسباب للخوف من الفشل

بداية ذكرت المنصة الأمريكية الإعلامية “Medium” ثلاثة أسباب رئيسة للخوف من الفشل وأمثلة على ذلك كالآتي:
الخوف من المجهول
إن الخوف من الفشل في الأعمال التجارية ينبع غالباً من الخوف من المجهول، فبدء مشروع جديد ينطوي على الدخول في منطقة مجهولة، حيث تكون النتائج غير مؤكدة والمخاطر مؤكدة، وقد يؤدي هذا الخوف إلى تجنب المخاطرة الضرورية أو متابعة الأفكار المبتكرة.
الكمال والتوقعات غير الواقعية
إن الكمال ووضع توقعات غير واقعية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الخوف من الفشل، وقد يصبح رواد الأعمال الذين يسعون إلى الكمال حذرين للغاية، ما يؤدي إلى تأخير القرارات المهمة وتفويت الفرص، وتخلق التوقعات غير الواقعية خاصة فيما يتعلق بالأرباح السريعة، تفكيرًا سلبيًا يشير إلى أنّ النكسات على أنها إخفاقات بدلًا من كونها حجر عثرة نحو النمو.
الضغوط الاجتماعية والرفض
غالباً ما يتغذى الخوف من الفشل على احتمالية الضغوط الاجتماعية والرفض، وقد يخشى رواد الأعمال ما قد يعتقده الآخرون إذا لم تنجح أعمالهم، مما يجعلهم يترددون في اتخاذ الإجراءات. إن الخوف من حكم الآخرين قد يمنع الأفراد من متابعة أهدافهم بشغف واحتضان الدروس المستفادة من النكسات.
أمثلة على الخوف من الفشل

تجنب المشاريع المحفوفة بالمخاطر:
قد يتجنب رواد الأعمال متابعة أفكار الأعمال المبتكرة أو المحفوفة بالمخاطر بسبب الخوف من الفشل المحتمل، وقد يلتزمون بخيارات أكثر أماناً، ما يحد من إمكاناتهم للنمو.
التسويف:
يؤدي الخوف من الفشل إلى دفع رواد الأعمال للتسويف في تنفيذ المهام أو اتخاذ القرارات المهمة، فقد يؤجلون إطلاق منتج جديد، أو دخول سوق جديدة، أو حتى بَدْء عمل تجاري في المقام الأول لأنهم يخشون العواقب المحتملة إذا لم تسر الأمور كما هو مخطط لها.
الإدارة التفصيلية:
يندفع رواد الأعمال إلى الإدارة التفصيلية لكل جانب من جوانب أعمالهم تهرباً من الفشل، فيلجئون إلى عدم الرغبة في تفويض المهام أو الثقة في الآخرين للتعامل مع المسؤوليات المهمة، وبدوره يؤدي إلى الإرهاق وانعدام الكفاءة، ما يعوق في النهاية نمو الأعمال.
الإفراط في التحليل:
بدلاً من اتخاذ القرارات بناءً على المعلومات المتاحة وخوض المجازفات المحسوبة، قد يبالغ بعض رواد الأعمال في تحليل كل جانب من جوانب فكرتهم التجارية وظروف السوق والنتائج المحتملة، وقد يمنعهم هذا الأمر من اتخاذ القرارات في الوقت المناسب واغتنام الفرص.
المخاوف المالية:
يُشكّل الخوف من الفشل المالي مصدر قلق كبير بالنسبة للعديد من رواد الأعمال، فقد يخافون من نفاد أموالهم، أو عدم قدرتهم على تأمين التمويل، أو مواجهة الإفلاس إذا لم تنجح أعمالهم كما هو متوقع.
الملاحظات السلبية:
قد يخشى رواد الأعمال تلقي انتقادات أو ردود فعل سلبية من العملاء أو المستثمرين أو المنافسين، وقد يمنعهم هذا الخوف من طلب ردود الفعل، وتكرار أفكارهم، وتحسين منتجاتهم أو خدماتهم في نهاية المطاف.
العزلة:
يمكن أن تكون ريادة الأعمال رحلة وحيدة، والخوف من الفشل يمكن أن يؤدي إلى تفاقم مشاعر العزلة، لذا فقد يتردد رواد الأعمال في طلب الدعم أو التوجيه من الآخرين، خوفاً من الحكم أو النقد، ما قد يعوق قدرتهم في التغلب على التحديات وتحقيق النجاح.
كيفية التغلب على الخوف من الفشل
