شيعي من الهزارة.. انتفاضة عنيفة ضد طالبان تحت راية قيادي سابق في الحركة

تشهد شمال أفغانستان انتفاضة عنيفة ضد حكم طالبان، انضم إليها مئات المسلمين من الشيعة، وقادها قيادي سابق في الحركة المتشددة التي أحكمت قبضتها على السلطة في البلاد.

وسلطت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير، الضوء على مهدي مجاهد، 33 عاما، وهو قيادي شيعي سابق داخل حركة طالبان ذات الأغلبية السنية.

وفي بلدة شمالي البلاد، ينقل التقرير كيف ينزل عشرات الرجال عند الفجر بملابس مموهة وبنادق الكلاشينكوف لشن هجماتهم على جنود طالبان.

وانفصل مهدي مجاهد عن حركة طالبان عندما أقيل مطلع العام الحالي من منصب رئيس المخابرات في ولاية باميان وسط البلاد.

وعلى مدى أشهر، حاولت طالبان إعادة مهدي إلى صفوفها، خشية من نفوذه المتزايد بين بعض الشيعة الأفغان الحريصين على التمرد ضد حركة اضطهدتهم لعقود.

وقبل أسبوعين، سيطر مهدي على هذه البلدة من شمال أفغانستان حيث معظم سكانها البالغ عددهم 40 ألف نسمة من أقلية الهزارة الشيعية، ما دفع قوات طالبان إلى التجمع على طول حدودها.

وكان مهدي قد نشأ في قرية ليست بعيدة عن البلدة التي يسيطر عليها الآن وانضم إلى طالبان بعد فترة قضاها في السجن.

وكانت طالبان عرضت مهدي، وهو عضو نادر في حركة الهزارة في حركة البشتون الجنوبية، في مقاطع فيديو دعائي كدليل على شمولية الحركة، وهي خطوة اعتبرها معظمهم مجرد حيلة دعائية.

وبعد استيلاء طالبان على السلطة، اختلف مهدي مع الحكام الجدد. ويقول معظم السكان المحليين إنه انشق بسبب نزاع مع طالبان بشأن عائدات مناجم الفحم المربحة في بلخ آب. ولكن حسب روايته الخاصة، غادر الحركة احتجاجا على تعامل الحركة مع أقلية الهزارة.

وبالنسبة للعديد من السكان في البلدة، لا يبدو أن دوافع مهدي مهمة. إذ توافد مئات الرجال الشيعة الحريصين على حمل السلاح ضد طالبان للانضمام إلى ميليشيا المقاومة الجديدة.

وهم مزيج من رجال الشرطة السابقين والجنود وقدامى المحاربين في قوات فاطميون، وهي ميليشيا مدعومة من إيران قاتلت في العراق وسوريا.

وبالنسبة لهم، شكل انشقاقه صرخة ودليلا على أنه لن يتم قبول أي شيعي من هزارة في طالبان، حتى لو كان قد قاتل لصالحهم في بلد يخضع لسيطرتهم.

ونقلت الصحيفة أن عناية الله خوارزمي، المتحدث باسم وزارة الدفاع في طالبان أكد الأربعاء، مقتل مهدي عند محاولته الهروب إلى إيران.

يذكر أنه منذ عودة طالبان إلى الحكم في 15 أغسطس 2021، فرضت الحركة الإسلامية قيودا قاسية على الأفغان، خصوصا على النساء، وفق تفسيرها الصارم للشريعة، ما تسبب في تمردات متفرقة في البلاد.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى