بينما يكافح رجال الإطفاء للسيطرة على سلسلة من الحرائق التي اجتاحت منطقة لوس أنجلوس، تبرز تساؤلات حول ما إذا كانت احتفالات رأس السنة قد لعبت دورًا في إشعال الشرارة الأولى لهذه الكارثة.
اندلع حريق باليساديس وهو الأكبر في الولاية، يوم الثلاثاء في منطقة سبق أن شهدت اشتعال النيران ليلة رأس السنة الجديدة.
بحسب صحيفة “واشنطن بوست”، تُظهر الأدلة الأولية من صور الأقمار الصناعية والمقاطع المصورة أن الحريق الجديد بدأ بالقرب من موقع الحريق السابق، ومع الرياح القوية التي ضربت المنطقة، أُعيد إشعال النيران، ما تسبب في انتشارها بسرعة هائلة، وفقًا للخبراء.
تحقيقات أولية ومخاوف السكان
يواصل المحققون من وكالات محلية وفيدرالية، مثل مكتب مكافحة الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات، البحث عن أدلة في موقع الحريق.
تشير بعض التقارير إلى أن الألعاب النارية المستخدمة في احتفالات رأس السنة قد تكون سببًا رئيسيًا.
السكان المحليون، الذين فقدوا منازلهم، أكدوا أن الحريق الأول بدأ بسبب الألعاب النارية، وهو ما قد يكون أدى إلى اشتعال النيران مرة أخرى مع عودة الرياح.
استجابة متأخرة
واجهت استجابة رجال الإطفاء للحريق انتقادات بسبب بطء التحرك مقارنة بحريق ليلة رأس السنة.
قال السكان إن فرق الإطفاء تأخرت في الوصول إلى الموقع، ما أدى إلى انتشار النيران في مناطق أوسع.
وفقًا لراديو الطوارئ، تأخر إرسال الموارد اللازمة بسبب الانشغال بحوادث أخرى في المدينة، ما تسبب في تفاقم الأزمة.
حرائق متجددة
تشير تقارير خبراء الحرائق إلى أن بقايا الحرائق السابقة قد تظل مشتعلة تحت الأرض أو داخل النباتات لأسابيع، ما يجعلها عرضة للاشتعال مجددًا في ظل الظروف الجوية الملائمة.
وأشار مايكل جولنر، خبير الحرائق في جامعة كاليفورنيا، إلى أن الرياح القوية وانخفاض الرطوبة يمكن أن يحولا حريقًا خامدًا إلى كارثة كبرى.
وحتى الآن، أسفر الحريق عن مقتل 24 شخصًا وتدمير أكثر من 12 ألف منزل، مع أضرار اقتصادية تقدر بين 60 و130 مليار دولار.
وتعمل السلطات على تحديد المسؤوليات، مع احتمال رفع دعاوى قضائية ضد الجهات التي قد تكون متسببة في الحريق.
وتشير هذه الحرائق إلى الحاجة الملحة لتحسين إدارة مخاطر الحرائق في المناطق المعرضة. رغم التحذيرات السابقة من إمكانية تجدد الحرائق، لم تقم إدارات الإطفاء بوضع دوريات لمراقبة مواقع الحرائق السابقة، وهو ما اعتبره السكان تقصيرًا فادحًا.